في العراق لاتحتاج المشاكل لكثير من الأسباب لتشتعل، وتشعل معها الحرائق في أنحاء عدة،يكفيها القدح في الزناد لتتوهج وتنبعث بشررها المتطاير ،وقليل من أهل الحكمة من يتوغل عميقا في الغابة المظلمة ليتوخ الحلول ،ويجد النبتة السحرية التي معها يكون الدواء حيث تعصر وتسكب في إناء مع قليل من الصبر لتكون علاجا نافعا وناجعا .
في الأنبار تظاهر الناس بكثافة مع كثافة من الأمنيات، وكثافة من النوايا لدى سياسيين كانوا يقفون ليتفرجوا جذلين فهم من سيكسب المعركة في آخر الأمر بأصوات البسطاء وأهل الحرمان الذين يندفعون تحت شعارات تدغدغ المشاعر وتعطل فعل العقل،وهذا بالضبط مايحدث في كل الأمكنة التي يكون العقل الجمعي فيها حاكما ،والعقل الفردي محكوما فلا إرادة تعلو ،ولابد من المسايرة ،أو التنحي جانبا بعيدا عن الضوضاء وقتامة المشهد، ثم بعد مدة يتساءل الناس ،لماذا خرجنا؟ وهو سؤال يلقونه على أنفسهم منذ سنوات طويلة ،ولايجدون إقناعا في ذواتهم لذواتهم المكلومة بفعلهم المكلوم.
وليس في الأنبار فقط ، ففي بغداد وكردستان ومدن الجنوب خرج المتظاهرون لأسباب كثيرة ،وفي النهاية كان قليل منهم يكسبون، ويخسر الباقون ،وهم كثر،وتعود دورة الأمنيات من جديد مع فعل سياسي خادع ،ومحاولات شراء جديدة تنتهي بذات الطريقة كدورة الفصول التي تنزل على الناس فيلتحفون في الشتاء ،ويتحللون من ثيابهم في الصيف ،ويزدهون بها في الربيع.
في مثل هذه الأزمات نحتاج الى الحكمة، والى الصبر، والى الرموز التي تنشد التهدئة وتصنع الوئام وتحاول وهي في اللجة أن تستقيم في زورق يتهادى حتى يصل شاطئا آمنا ليكون الكل بعيدين عن أذى الموج العاتي ،وعواصف البحر المتلاطم ،وبرغم إن كثيرين هاجموا نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، لكنه لم يقل لهم ، إنه مع المالكي ضدهم ،فهي ليست حربا، وإذا تحولت الى حرب فلن يكون (رافع العيساوي وأحمد العلواني) في الأنبار ،بل في عاصمة أخرى، وسيواجه أبناء المدينة الكثير من التحديات ،ولابد إذن من صوت المطلك في هذه اللحظة لأنه يحاول طرح مبادرة بشكل ما ..لماذا تضرب القاعدة موكب المطلك في هذا الوقت ؟ وهو في وقت المبادرة ؟
السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى كان من سنين في عمان وكنت هناك في زيارة عمل، وفي ليلة من ليال عمان حضر إجتماعا مهما مع مسؤولين أردنيين كبارا ،وفي اليوم التالي خرجت صحيفة أردنية رسمية مهمة بعنوان ،حكيم الجنوب ..........تصف بها زيارة الحكيم في وقت كان العراق مشتعلا بنيران الطائفية المقيتة،وكان الآلاف من العراقيين يشعلون النيران ويرمون الحطب ،وآخرون يحملون أوعية الماء والتراب ليطفئوا ماقدروا عليه منها .وكانت زيارة الحكيم في لحظة إشتعال .
يبدو السيد الحكيم وزعامات سياسية تمتلك علاقات وثيقة مع الأفرقاء السياسيين في وضع ملائم لطرح المزيد من المبادرات وإجراء نوع من التواصل يمهد لحلحلة مشاكل تبدو مادية في الأصل لأسباب تتعلق بواقع المعيشة والشعور بالتهميش ،وهي متطلبات يمكن أن تلبى بالحكمة واللقاءات المستمرة، وبتشكيل اللجان القضائية والدينية والعشائرية ،والوقوع على العلة وعلاجها بطريقة لاتجعل منها سببا في إيذاء شعب طالما تعذب وعانى وتحمل..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat