صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

لا نريد الانتخابات
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ونحن على اعتاب انتخابات مجالس المحافظات مطلع نيسان المقبل ، وكلما اقترب موعد الانتخابات في العراق يتخوف المواطنون من ارتفاع وتيرة التنافس السياسي والانتخابي بين الكيانات المشاركة في الانتخابات ، فلم يعد أحد يأمن علي أسرار حياته الخاصة وسمعته، سواء كان ناشطاً سياسياً أو اوكيان سياسي او حزب منافس ، فالواقع السياسي اليوم يشير بداية مثل هكذا حملات تسقيطية الهدف منها النيل من الخصوم السياسيين وبشتى الطرق والأساليب الفاسدة ، وتستغلها بعض الجهات في التشهير بهم من خلال نشر صور أو أفلام فاضحة في الصحف أو على شبكة الإنترنت، سواء كانت مفبركة او تحريك بعض الملفات المعدة سلفاً ، والأمر هنا يدفعنا إلى التساؤل: هل يحق لأي جهة أياً كانت أن تقوم باستغلال ملفات حقيقية أو ملفقة في التشهير بالخصوم السياسيين وكسرهم واغتيالهم معنوياً؟.
وهل يمكن أن يصبح التشهير توجهاً في تصفية الخصوم السياسيين ؟ وإذا انتشر هذا الأسلوب المتاح للجميع، بشكل أكبر وأصبح حرباً متبادلة فهل يمكن تحقيق إصلاح سياسي حقيقي وجاد في العراق ؟ وهل يأمن المواطن البسيط أو الناشط السياسي علي سمعته في ظل هذا المناخ المحتقن ؟ خاصة أن هذه الفضائح لا تمس المستهدف من التشهير به فقط، بل كل المحيطين به ، وأخيراً هل نحن علي أعتاب دولة الفوضى وغياب القانون؟
أن ما يحدث يدخل في إطار الاغتيال المعنوي للخصوم السياسيين ، وهو أسلوب قديم وشائع وفكرة قديمة تمارس من خلال أساليب متنوعة، ولكن لا يمكن الحكم عليها إلا في سياق طبيعة الصراع القائم بين هذه الكيانات المشاركة في التنافس الانتخابي .
إن فكرة الصراع السياسي بين الكيانات السياسية يجب أن تتم في إطار قواعد تخضع للقانون والأعراف والأخلاق السائدة في المجتمع، لأن هذا التشهير بالخصوم السياسيين هو أسلوب فاسد، وسوف ترتد أسلحته الفاسدة إلى صدر العملية السياسية ، والمشروع الوطني القائم ، مما يؤثر سلبا على الأمن وحصول الاحتقانات في الشارع العراقي .
أن الهدف من حملات التشهير ضد الخصوم السياسيين للنظام هو تضييق دائرة التعاطف معهم سعياً لاغتيالهم معنوياً ، وان استمرار مثل هذه الحملات ما هي الا معركة غير متكافئة تدار بين الحزب الحاكم ومعارضيه، وأن هذه الأساليب المستخدمة في التشهير بالخصوم السياسيين متاحة للجميع، وبالتالي لو استمرت هذه العملية سوف يتم استهداف الجميع وتصبح حرباً متبادلة، ويجب إيقافها تماماً وهي معركة غير متكافئة، فالدولة تقف بأجهزتها وبكل قوتها أمام كتل وكيانات لا يحملون أكثر من أقلامهم أو أصواتهم ، وما دام الجميع يعيشون تحت سقف واحد اسمه العراق يجب الالتزام بالضوابط الاخلاقية والوطنية والابتعاد عن حملات التشويه والتسقيط السياسي بين الخصوم ، والذي يؤثر سلباً على مد جسور الثقة بين جميع الفرقاء السياسيين ، والتأثير المباشر على احتقان الشارع العراقي .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/05



كتابة تعليق لموضوع : لا نريد الانتخابات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net