صفحة الكاتب : عباس فاضل العزاوي

شرخٌ في أعماقي
عباس فاضل العزاوي

بلا شعور وبلا حواجز تفصلني عن ماضٍ بعيد عشتهُ معك .. أجد نفسي مندفعاً(لان أكون قريباً) من أيامنا التي طفنا رحــابها معاً..والتي لم نفكريوماً في أن نلقي بها خَلف ظهرنا في أهمال ولكننا كنا نجد فيها الصلة الوحيدة بين روحينا ..فلا أنت نسـيت تلك الايـــام.. ولاأنا مللتُ الطواف حولها في يأس..ولكن يصرالمتألم المجروح فيه قلب به بقايا نبض..وذلك البريـــــــق القادم المنشوق في عينيك ردني اليها..لعلي أعيش في ذكرى بعيده ذكرى يوم لقاء..لعلي أتمرغ في ظل الذكريـــــــات..وفي مثل هذا اليوم منذ أعوام كثيـــرة كنا على موعد مع آمالنا الحلوة تلك الآمال التي بنيناها على جسرٌ عهد قطعناه على أنفسنا..وكَبُرَ البناء الذي أرسينا أحجاره في ثقة من أنفسنا..والصبروسادة مريحه يضمنا في حنان لذيذ..وحبنا يعيش في تشابك أيدينا وفي خطواتنا المترنحه على طريق طالما سرناه بلا ملل وفي تلاقي نظراتنا كأنها بحرٌمن الحنان وحينما تلاقت شفـــاهنا لاول مرة..كنا ندع كل فضول الى النشوة لنمضي في سبات الاحلام اللذيذة وأنطلقت أبحث عنك..أجوب الطرقات التي شهدت قصتنا معاً أسألـــها أين أنتِ؟؟ وهناك شجرة البرقوق وقفنا تحتها في ليلة مقمرة وعلى عتبة باب بيتكم عشنـــــــا أحلى اللحظات في همس..سألـت الاشجار عن مكان شريكي في الايام التائهة وأنتظرت جوابها في صبرحلو..وطال أنتظــــــــاري بين الخوف الرهيب من وقع المجهول وبين الامل الضعيف كأنهُ سراب في صحراء عطشى..ولكن شجرة البرقــــوق نفضت أوراقها وتســـــــــاقطت عَلَيً كثيرة..جافة لاحياء فيها ومن يواسيني في ليالي الشتاء الطويلة المضنية سوى حبٌ قديم غارق فيه..وفي عيناك رأيت فــــيهما ساعة لقاء الوداع أملي يسبقني الى طريق مسدود..وصوتك لازال يتجاوب في قلبي ويحميه من كل نسمه بارده ..والسؤال ذاته ظل صداهُ يتردد في داخلي أين أنتِ..أين؟؟ ولاجواب لانكِ في نظري قد رَحلتِ الى العــالم الآخر..نعم رحلتِ ولن تعودي الى عالم الاحياء..حين اختفيتِ الى من عالمي ذلك العالم الذي ملكتيه..كنت جالساً أمامكِ وفي لقائنا حين شعرتُ بأنَ دقات قلبــــي العنيفة قد تلاقت مع دقات قلبك في منتصف الطريق لتتصادم في لقاء حــاربعد فراق طويل لايعرف الشفقة وكان بينها دموع وآهات وعتاب كنت أراقبكِ بصمت حين وقفت بالقرب منكِ وأنتِ تحاولين قدرجهدكِ تحاشي نظراتي المصوبة اليكِ بالحديث بمواضيع بعيدة مع من جالسنا المكان..انه القدر يترصدني لعلي أنهاروأسقط من الاعياء..ويرتاح مني ومن شقائي وتجــسمت في مخيلتي خطوط وألوان كثيرة تجمعت وكونت صور نابضة بالحياة..أشمُ رائحةً مألوفةٌ لديَ..تدغدغ مشاعري وتشدني الى الوراء وعقارب الساعة تعود بي وبسرعة لكي أعود بدنياي كلها حيث ذكرى بعيدة..ذكرى يوم لقاء..وكنت أنتظرمنك موعداً تصورت بأنه موعد مع القدر الذي سيجمعنا الى الابد..

آآآآه..ياليتني لم أحضرذلك اللقاء الذي علقتُ عليه الآمال حيث يجمعنا خليقان في عالم بلاحدود..ولــكن صورة مبغضة قفزت من حديثك الذي حمل لي شبح الفراق..عندها تنبهتُ الى ذلك ولكن الى أين؟ ولماذا؟ وذكرياتك ماذا أفعل بها وحدي..كلمــاتك الاخيرة لازالت تدور في داخلي..تعذبني حين قُلتِ لي بأنكِ ابنة هذا العام..حاولت أن أجد تفسيراً, ولكن أصبح طيفك والعذاب وحدهما اللذان يسليان وحدتي ويبعدان عني وحشة الايام الطويلة السقيمه..ولامكان يتسع لذكريات جديدة..

وأخيراً أصبحت الان مُلكاً لرجل سوايَ وقد يحبك..ولكن لايمكن أن يحبك كما أحببتك أناوربما لايستطيع أن يضحي من أجلك ولايتخلى عن زر من أزرار قميصه المزركش..وبذلك سأشفق عليه فهوسيعتقد خطأً بأنه ســــــــيلامس شفتاك لاول مرة..وانه هوالذي فتحها ولايتصوربأن أنساناً آخرطالما أرتشف منها الكثيروأستطاع أن يحفظ جغرافيتــــها عن ظهرقلب وطالما أسعدته حرارتها وكثيراً مارددت تلك الشفاه اسمي..وأحياناً داعبت بيداي شعرك الجميـــــــل المسدل على كتفيكِ في شبه أغفاءه حيث العالم الآخربسرور..سيتصورخطأ بأن يداكِ لم يلمســــــــها أحد سواه ولايعرف بأني من عَلَمَ تلك اليد كيف تمسك بالقلم وتخط كلمات الحب كأحسن مايكون..نَــعَـــم..ستكتب لك كما كتبت لي من قبل كلمـــــات وحروف كالعسل لاني ولاشك عرفت الآن كيف يكــــــــــــــــــــــون القتل سهلآَ بدَس الــــــــــــسُمَ بالعسل..

ستقتلك كما قتلتني بصمت..كالسرطان سينخرفي رأسك وستتركك أشلاء بلا حراك كمافعلت بي من قبل..وستسقيك الكلمات التي كنت أتجرعها بشوق حتى ساعة الرحيــــل..أمارسائلك أيتها الآنسة فلستُ حريصاً على بقائها عندي..لقد أصبحت هذه الرسائل أثراً تافهاً لمـــــاضٍ قديم تثير رؤيتهُ اشمئزازي وضجري..أما اذافضلت بقائها عندي فسأحتفظ بها كرمز للخيانة وسأجعلها تميمة تقيني من الحب..وغدرالمرأة..وظلم الحياة...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس فاضل العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/08



كتابة تعليق لموضوع : شرخٌ في أعماقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : عابر سبيل ، في 2015/02/09 .

رجاء رجاء بس اريد جمله مفيدة ومحصله لهذه القصه الغير مفهومة المعالم وشيريد الكاتب وهل هو فعلا كاتب او هاوي او ليس له علاقة بالكتابة أرجو الايضاح

• (2) - كتب : engineera mayada ، في 2013/01/10 .

السلام عليكم
اود الاشادة بما كتبه الاستاذ عباس فاضل العزاوي لروعته في الكتابه واتمنى منه الاستمرار على نفس المستوى
تحياتي الحارة له
مع الشكرالجزيل




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net