صفحة الكاتب : واثق الجابري

لاهروب من المسؤولية
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يألف العراقيون الاّ العيش بأنسجام ووئام , لا نعرف الطائفية ولا النواصب والروافض  ولم يستل خنجرنا يوماّ  ليطعن خاصرة اخيه , كنا نحلم بنظام تعددي دستوري  ينبع من الشعب ويسوده القانون وتحترم الحريات والعدالة والمساواة , ودخلنا الى العالم متعبين نريد ان نستريح ونتنفس الصعداء ونلملم جرح الماضي ونمسح شروخ الحروب والأبادة الجماعية وانظمة الشمولية والقسر , نسبح في فضاء العالم الأوسع حسب مدياتنا التي تجتمع ولا تتقاطع فتحترم وتصان الافكار والعقائد , وتسابق ساسة دون مقاييس لتتفاوت معايير القوة والضعف  ويكون المواطن في اضعف الحلقات  بعد ان كان امله بدولة المؤوسسات العصرية , فتغلبت المصالح الفئوية وتفجرت الصراعات لتغذي الطائفية والمصالح الأقليمية وركن الدستور على الرفوف وتواردت الشكوك بين الاغلبية من السياسين واستقواء كل طرف بالاستحواذ على كل ما يستطيع ,  العراقيون اليوم يواجهون مؤامرة كبيرة داخلية وخارجية  بدأت بالسباق المحموم والتدافع والاستبداد بالهيمنة وممارسة الدنيئة والرذيلة والخيانة ونكران هموم الفقراء وأستمرت بنشر الفساد والارهاب المنظمين , ليأسسوا او يقبلوا بأهانة الشعب والتنازل عن حقوقهم لتتدرج الازمات ازمة تلو ازمة لحب الاسئثار بالمال العام والجاه  ,لتستمر لدرجة التظاهر وسنتهي بالأقتتال ان لم يحكم العقل  والحكمة والمصلحة العليا , الطائفية لا تستثني احد  والبعث والقاعدة والارهاب مخالبهم قذرة  والكل يعرف ان لكل دولة اجنداتها الطائفية والسياسية والاقتصادية  ولكن الغريب ان ترفع صور رؤوساء الدول في مظاهرات يقال انها شعبية وتقابلها مظاهرات تحشيدية , قرار الساسة اليوم قرار متخبط بعيد عن كل الفرص المتاحة ونفخ في نار الفتنة  من تصريحات لا تنتهي ولا تردد من ادلاء اي معلومة وان كانت تهز سيادة البلد دون حساب العواقب , فلا نعرف من اين جاء النائب او الوزير من غير اختصاص بالمعلومات الاستخبارية ويملكها دون غيره ولا يبالي بحشد الشارع واخراج التظاهرات هنا وهناك بأستخدام الشعار  الطائفي , سياسيون اصابهم العمى والصمم عن الحق وسدوا اذانهم عن سماع العويل , واصبحنا لا نستطيع ان نلوم الوزير او البرلماني لأنه متفرغ ومحمل بهموم الدفاع في الصراعات والازمات والحصول على المكاسب ,لم يكتفي بذلك بالتلاسن عبر القنوات ليصل للتشابك بالأيدي , برلمان وحكومة لاتستطيع القيام بدورها في ضخم التعطيل بصورة واخرى ,  ومن العسير عقد جلسة لمجلس النواب والوزراء حتى تحدث ضجة داخلية ويكون  الهرج والمرج وتبرز العضلات وتشل الحياة العامة ويحول  دور السلطات منابر للتنابز وتتخذ القرارات بأرتجالية وانفعالية , دعوات في الفترة الاخيرة  الى حل الحكومة والبرلمان دون حساب عواقب الظروف الاستثنائية , في حال حل السلطتين  يتولد فراغ سياسي لحين الاعداد للانتخابات ويعيش البلد حالة اقتصادية وامنية وخدمة خطيرة وفي هذه الحالة تبقى الحكومة والبرلمان متمتعان بالصلاحيات والامتيازات والحصانات دون اي مسؤولية , فالسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وقوى المجتمع الوطنية تتحمل المسؤولية  في هذه الازمة الخناقة  ولا يوجد عذر للسلطات من التهرب من مسؤولياتها والرجوع الى طاولة الحوار والدستور والشفافية في المواقف وعدم اشراك الشارع  وايجاد الحلول الجذرية وتعزيز المشتركات الوطنية  , وينتهي ذلك الوقت بالغفلة عن المواطن واستعداد المسؤولين للتضحية بالوطن والدين والمواطن للبقاء في دكة الحكم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/10



كتابة تعليق لموضوع : لاهروب من المسؤولية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net