وكان السيد السيستاني لها
مهدي منصوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لازالت المرجعية الدينية في النجف الاشرف والمتمثلة بالمرجع السيد السيستاني تعتبر صمام الامان أمام أي عاصفة هوجاء تعصف بالعراق وعلى أي مستوى كان. ولازال الشعب العراقي يذكر بالعرفان لدور المرجعية الرشيدة في دفعها عنه الكثير من الازمات ابتداء باقرار الدستور واجراء انتخابات وتشكيل حكومة وغيرها من القضايا والتي كان فيها للمرجعية اليد الطولى في استقرار واستتباب الامن في هذا البلد.

ولا يغفل الشعب العراقي الموقف الحكيم للمرجعية اذ نأت بنفسها عن الصراعات السياسية القائمة وعدم وقوفها الى جانب طرف دون اخر وبذلك سجلت موقفا استحقت عليه التقدير والاحترام.

ومن البديهي جدا والذي يدركه جميع المراقبين من العراقيين وغيرهم من ان بعض الدول الاقليمية والتي وقفت في الصف المعارض وفي الواقع المعادي للعملية السياسية بدافع طائفي حاقد لايمكن ان تجلس او تذهب جانبا بل هي مارست الكثير من الادوار من اجل اجهاض هذه العملية والعودة بالعراق الى المربع الاول ألا أن كل محاولاتها والتي وصلت في بعضها الى قتل الابرياء من خلال بذل الاموال لتجنيد المرتزقة والمسلحين وارسالهم الى العراق يحدوهم الامل بأنه ومن خلال هذا الاسلوب الجبان والحاقد يمكنهم تحقيق اهدافهم وكذلك اثارة الفتنة الطائفية العمياء والتي وصل فيها الامر بالقتل على الهوية ابان عامي 2005 و2006.

ولابد وفي هذا المجال ان نشيد بالشعب العراقي الذي وقف موقفا شجاعا في مواجهة هذه الهجمة الخارجية وتمكن من وأدها في مهدها بحيث لم تحقق لاعدائه اهدافه الاجرامية ومن المؤكد ان هذه الدول الاقليمية الحاقدة على الشعب العراقي لايمكن ان تنفذ مخططاتها ان لم يكن هناك من العراقيين من باع نفسه بالثمن الابخس وأصبح أداة طيعة لتنفيذ ماربها مما سهل أمر هذه الدول في التدخل لاقلاق الاوضاع وعدم استقرارها من خلال بعض الممارسات والتصرفات الهوجاء.

وقد وضح أخيرا ومن خلال اندلاع الازمة في بعض محافظات العراق احتجاجا على اعتقال حماية العيساوي الذين وجه اليهم الاتهام بممارسة قتل أبناء الشعب العراقي والتي تحولت وبصورة دراماتيكية من الاحتجاج على عملية الاعتقال الى حالة من التسييس بحيث وضح التدخل المباشر من هذه الدول الاقليمية المعادية بابعادها عن المطالب المشروعة الى مطالب مشبوهة تركزت على البعد الطائفي الحاقد وغيرها من المطالب التي لا تتفق مع مفاد مواد الدستور مما تراءى للمراقب ان هذه التظاهرات لم تكن عفوية بل اعد لها اعدادا من قبل ولم تحتاج سوى الى ذريعة لا غير.

وفي ظل توتر هذه الاجواء المسمومة ولاجل احتوائها واخماد الاصوات الطائفية الحاقدة فقد باشرت بعض الاوسا ط الحكومية والسياسية بتطويق هذه الازمة وذلك بارسال الوفود المختلفة لدراسة المطالب المشروعة وتنفيذها لكي لاتأخذ منحى قد تهدد وحدة الشعب العراقي ولكي يبقى العراق موحدا كما اسلفنا وجدت المرجعية الرشيدة ان تدخل على الخط كعادتها في صب الماء البارد لاخماد النار الطائفية الحاقدة المدعومة من الخارج وذلك من خلال البيان الذي اصدرته والذ ي اعتبرته كل الاوسا ط السياسية العراقية بمختلف مشاربها انها خريطة طريق وفي حال تطبيقها سيفشل كل ما خططه الاعداء لسلب امن واستقرار العراق.

وبنفس الوقت تحركت الامم المتحدة بممثلها في العراق الذي التقى المرجع السيستاني والذي اكد له ان الازمة لايمكن ان تحل الا بالحوار والابتعاد عن الطائفية.

ولذلك تنادت الكثير من الفعاليات السياسية العراقية وبعد بيان المرجع السيد السيستاني الى دعوة الجميع للاستماع وتطبيق ما دعت اليه المرجعية لحفظ العملية السياسية من الانهيار واستمرار دوامها مدركين ان أي تغير او تبديل لما هو قائم اليوم سيعيد العراق الى المربع الاول او ما يرمي اليه اعداء الشعب العراقي بالعودة الى ما قبل عام 2003 وهو الذي لاقى الرفض القاطع من قبل ابناء الشعب العراقي خلال تظاهراتهم المليونية التي عمت اغلب محافظات العراق والتي طالبت برفض التدخل الاقليمي وعدم عودة حزب البعث المجرم الى التسلط على رقابهم من جديد .

ولذا وفي نهاية المطا ف لابد من التأكيد من ان العراقيين وبجميع فصائلهم ومذاهبهم وتوجهاتهم قد أدركوا خطورة المرحلة ولذلك طالبوا بالعودة الى لغة العقل والمنطق والالتجاء الى الحوار وتغليب مصلحة الوطن على أي مصلحة اخرى من اجل ان يبقى العراق موحدا ارضا وشعبا وان يقطع دابر التدخلات الخارجية ومن اي جهة كانت والتي لا تريد سوى تحقيق مصالحها على حساب دماء العراقيين

مهدي منصوري


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي منصوري

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/16



كتابة تعليق لموضوع : وكان السيد السيستاني لها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net