صفحة الكاتب : د . رافد علاء الخزاعي

أم المهالك في الزمن الهالك
د . رافد علاء الخزاعي

قبل عقدين من الزمن.......

صدح المذيع الأنيق..........

منتصرون بعون الله......

منتصرون...........

ضاع المذيع.........

بقى صوت الضجيج........

انتقلت الصورة في السماء.......

الليل أصبح نهار بفعل ضياء القنابل......

صدح المؤذن......

ضاع العراق......ضاع.......

صاحت الجماهير المنتفضة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر........

ماع.....ماع...ماع.....
...................................................................

قبل عقدين من الزمن.....

في قمة نار الاحتراق..........

خطب ساحر بغداد في الصباح..........

بلباس العسكر....

وهو يردد يا نار كوني بردا وسلاما

لكنه لا بردا...لا سلام........

نارا أحرقت البناء.......

تلتهم كينونة الإنسان.......

.................................................

قبل عقدين من الزمن .......

في طوارى المستشفى........

ضج الجرحى ينزفون .....

أجساد مبتورة محترقة.......

أرواح تئن من الموت المنتظر........

في لحظة من الزمن انهار الدفاع...............

اكتسحت عذرية الوطن الغربان.........

جريح اسمه قاسم يسألني........

دكتور .....دكتور.....

 جهنم حرقتني في الحياة....

فمتى أصل للجنة؟؟؟؟؟؟؟

وقتها احتسيت ألكاس الخامس......

لأبول على النصر المرتقب.......

.........................................................

قبل عقدين من الزمن......

طيار أسير أمريكي.........

مكسور الساق.........

بزرقة عينيه اخبرني...........

أنها حرب التكنولوجيا..........

أسبوعين وسأعود للوطن.......

صدقت نبؤته.......

عاد مع طائرة الدب الروسي.......

وقتها عرفت إن الدب الروسي.....

يأكل العسل ولا يحمي مملكة النحل.....

..........................................................

دروع بشرية........

في وقت الأزمات والحروب.........

يحتمي الجلاد في بيوت الشعب........

................................................................

في أوج الخوف.........

حرائق تخفي ضؤ القمر............

نار تنعكس على عيون اسماك دجلة.......

يسكر شهريار من جديد........

وهو يبحث عن عروس اسمها بغداد..........

................................................................

نار......نار...نار.......

دجلة تهرب تحتضن الفرات.........

شهيد يضيع نعشه..........

لان بيتهم اختفى من خريطة العراق.......

...................................................................

قبل عقدين من الزمان.........

صرخ حارس البوابة..........

احرقوا ابار نفط العرب...........

ضاحكا مقهقها........نفط العرب للعرب.........

جهنم النفط المحترق يضيء الخليج..........

في شباط تجمد المحيط.........

دفؤا........دفء.......دفْْ..الخليج...

للحيتان.......للقرش.........يفتح الطريق......

لغزوة القرصان الجديد.......

عفؤا الاستحمار الجديد..........

ضاعت البوابة............

وانتشت غيوم هارون في السماء.......

تمطر خيرا في بلاد الغرب.......

وبقى العرب ينتظرون......

ينتظرون.....

ينتظرون.......

قمر الربيع المنتظر.........

................................................................

قبل عقدين من الزمن........

احترقت بغداد............

ضاع النور من ليالي المدينة.........

أنين الجرحى.........

صرخات دجلة.........

بكاء طفل جائع في ليالي الظلمة.......

في زاوية الغرفة........

ككوب شاي.......

رصاع أمي البارد......

إنا..........

لآلة.........

كتب.......كتب....كتب.....

ابن خلدون ضياع المدينة...........

جمال الدين الأفغاني غياب الوعاظ في وسط هاجس الخوف القاتل..............

علي الوردي انهيار الشخصية في البطولة الزائفة.................

عزيز سيد جاسم شبق الفتى الدموي لاغتصاب الأمة............

وقتها عرفت إننا لازلنا نعيش زمن الجاهلية.................

نصنع الصنم..........

نصفق نهتف بغباء.....اسمك هز أمريكا..........

وصفناه مثل الإله..........

ثم قتلنا الإله.......

سقط الصنم..........

وبقت أمريكا تهزنا تهزنا تهزنا.......

بل ترقصنا على الوحدة ونص.........

.........................................................

قبل عقدين من الزمن...........

نفذ البانزين من بلاد النفط............

صار المشي في شوارع المدينة المهجورة هواية,,,,,,,,,

سيارتنا..........أصبحت تحف أثرية..........

التلفاز ارتاح من خطاب الطاغية ...........

المصور الشمسي يلتقط صور خوف الأطفال على ضؤ الصواريخ المنفلقة......

من طائرات بي 52

في سماء الضياع الباكية...........

المذياع إخبار العراق مونت كارلو .......لندن......صوت أمريكا......

صوت بغداد أصيب بالخرس ألعشقي.....

عبود السكران عبر جسر الجمهورية ليشتري بطل عرق .....

في طريق العودة انكسر الجسر متهاويا......

في دجلة.....

كطفل مذبوح يرقص في حضن أمه...........

عبود بقى مبهوتا........

وهو يهوس.........

((ومنين العبرة يا صدام)))

.................................................

قبل عقدين من الزمن..........

سكرت بدم الضحية...........

ثملت حتى التواء القلب في الأجساد المحترقة المرمية.......

انها طيور ملجأ العامرية...........

عروسات احترقت أجسادهن ,,,,,,,,,,

بقت ضفائرهن مسرحة بيد ملائكية......

طفل تفحمت عظامه .......

شفاهه لازالت ملتصقة برضاعة تحكي لنا ماسأة امة منسية...........

جد احتضن حفيدين له.......

أوصاه ابنه برعايتهم لأنه قدم نفسه قربان للأرض العربية..........

كفنوا ملتحمين ....

لازال قبرهم المشترك يبعث صوت أغنية الوفاء في الليالي القمرية........

وليد خرج من بطن أمه بعملية قيصرية.......

ليس بيد جراح وبدون تخدير........

لا...لا...لا...عملية جنونية.......

لهب النيران كان مشرط العملية......

ملحا العامرية كانت جهنم في الأرض......

لكنها رسمت طريق الجنة المرئية.......

..............................................................

انه عراق المقابر الجماعية..................

عراق الموت الجماعي.......................

عراق الدم المدوي..................

بعد عقد من الزمن................

جاء صانع الإله.................

ليحتلنا.............ليحررنا..........

ضاعت مفاهيمنا................

وحول أرضنا إلى موت جماعي.............

ليعلمنا الديمقراطية......

ليعلمنا الديمقراطية............


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . رافد علاء الخزاعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/20



كتابة تعليق لموضوع : أم المهالك في الزمن الهالك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net