صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

تكلم عن المالكي ...... بطلاقة
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 من مساوىء التغير الذي حدث في العراق أبان دخول القوات الأمريكية ومعها الانفتاح الواسع لجميع الفعاليات يرافقها مستوى الانقلاب الجذري في سلوك الفرد العراقي بممارسة الديمقراطية بعد غياب دام عقود من الزمن , مما جعل الكثير من العراقيين لم  يميزوا او يتفهموا معنى التشهير والتهجم والديمقراطية مع أن كل واحدة منها تمتاز بمبادئ ونظام وقوانين العمل الخاص بها ,ربما بسطاء الناس وهم الثلة الواسعة في المجتمع يخونهم التعبير في وصف الحالة السلبية فتأخذ عندهم نوعاُ من التشهير والتهجم بدلا من عملية النقد البناء والمعالجة ضمن أطار الانفتاح بأسلوب ديمقراطي , مع أن الديمقراطية لا تفسر فقط  على أنها تخضع لحكم الشعب بنفسه أو الأخذ برأي الأغلبية أو الاحتكام الى صناديق الاقتراع,بل انها الإصلاح والنقد وتشخيص الخلل ومعالجة الأخطاء ووضع حلول جذرية دون تقيد المواطن وحبس الكلام في الأفواه وتهشيم أقلام المثقفين والإشارة بالبنان دون التشهير والتهجم يجعلنا أن نرتقي الى سلم التطور, ويكون المجتمع معافى وتتقلص فجوة الإرهاب والفساد وتبرز حالات الإبداع وسيحصل الفرد على الكثير من الحقوق المغيبة , ولا أستثني أعضاء مجلس النواب من عدم إدراكهم لمعنى الممارسة الديمقراطية بل أكثر أفراد المجتمع يتحملون وزر المعاناة والتأخر في الخدمات والاستقرار الاجتماعي والسياسي ,بدليل أن النائب صباح ألساعدي اتهم المالكي شخصيا بالتفرد بالسلطة والانفراد بالقرارات واتهمه دكتاتوراً وحمله مسؤولية الكواتم وما يجري للعراقيين ,ومن جانب أخر تتهم النائب مها الدوري رئيس الوزراء بل تشن حملات في كل المناسبات على مدى ثلاث سنوات دون توقف على سياسة الدولة, والتأخر بتقديم الخدمات ,فلم اسمع منها يوما كلام يطمأن أو بصيص من الإشادة ولو بمشروع حققته الدولة كي يصبح لدى المستمع لحديثها ثقة وأمل بتقديم جهود تتطابق مع تلك الانجازات , متناسيا أن الدستور الذي صوت عليه أبناء الشعب حدد نوع وشكل الحكومة وهي برلمانية وحينما يحصل  تقصير في ركن من أركان الدولة فهي وغيرها من أعضاء البرلمان يتحملون الجزء الأكبر على اعتبار أنهم سلطتين رقابية وتشريعية , ولا أتجاهل أعضاء القائمة العراقية في البرلمان وهم يوجهون سهامهم الى دولة رئيس الوزراء بشكل شخصي , فاليوم نحن بعيدين عن الديمقراطية وتمسكنا بفوضى التشهير والقذف , ناهيك عن أوساط قليلة من المجتمع  لا يميزون بين التهجم والحرية ولا يمر يوم الا ونسمع في الشارع وفي التجمعات العامة , وأثناء توجهنا الى أعمالنا صباحا في السيارات العامة  التحدث عن المالكي بغزارة , حتى احدهم قال ان الازدحام في الساحات العامة وفي الشوارع سببه المالكي , وما يدريك لعل بعضهم يتهم المالكي شخصيا هو المسبب الرئيسي في الفيضانات التي تحصل في بقاع الأرض , نرى ونسمع بأعيننا كماً هائلا من الشتائم على الدولة و رئيس الوزراء وهذا ما جرى في التظاهرات التي شهدتها ساحة التحرير قبل أشهر , ولم تعتقل على أثرها القوات الأمنية أي شخص او تتجاوز عليهم , ولو كان السيد رئيس الوزراء متفرداً بالسلطة ودكتاتوراً لااصدر أوامر باعتقال كل من ينال منه وأمر برفع صورته رسميا في جميع دوائر الدولة وفي الساحات العامة , في حين نرى العكس ان الظلمة والانتهازيين  معلقة صورهم في جميع الساحات وعلى جدار الاسيجة وبطراز متنوع وباحجام كبيرة , في زمن العصر الأموي تعرض الإمام علي عليه السلام للسب واللعن في جميع المنابر وكتمت فضائله والنيل من محبيه وشيعته واستمر ذلك اثنان وثمانون سنة من اجل تغيب اسمه ودثر معالمه , وبعد ذلك تفجر اسمه وظهرت فضائله ما يملىء الخافقين وأصبحت المعادلة عكسية  وكثر الموالون وانتهت حكومات الظلم , اليوم أصبح رئيس الوزراء اقوي من المرحلة السابقة وتعلقت به جميع طوائف الشعب من خلال سياسته الوطنية وحصل على حب وتأييد واسع , من خلال إرساء مبدأ العدالة حتى مع خصومه فهو لم يلتفت الى الخلف ولم يستفز عن اي أي قضية وطنية, وسياسته تتبنى مصالح الجميع  لم يكن طائفي في معالجته للقضايا الوطنية , وبدليل أن التظاهرات المؤيدة التي خرجت يوم السبت المصادف 12/1/2013 كانت مثار الإعجاب , وأغضبت أعدائه من خلال مئات الألوف الذين تجمعوا لتأيده والوقف معه ضد التأمر ووحدة العراق , فالجميع صدح بصوت واحد نعم للمالكي نعم لوحدة العراق ,مما حدا ببعض السياسيين ان يعتبروا تلك التظاهرة مسيسة واجبروا الطلاب فيها على الخروج  ورفع الأعلام , مع علمي ان التظاهرات جاءت بشكل عفوي ولم يكن لحزب الدعوة أي جانب تنظيمي او الحث عليها وقد تغيبت معظم قياداته عن المشاركة, أملنا كبير بأن العراق سيعبر هذه الخطوة وسيعالج الخلل وينجح في إيصال الشعب العراقي الى الضفة الآمنة  .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/22



كتابة تعليق لموضوع : تكلم عن المالكي ...... بطلاقة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net