صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

الصحون الطائرة ج1
حيدر الحد راوي

فرغ علماء كوكب جنجل من صنع صحن طائر جديد , تم تجهيزه بتقنيات نادرة في ذلك الحين , تفوق سرعته سرعة كل انواع الصحون الطائرة , يطير الى مسافات بعيدة , لا يمكن تعقبه او كشفه بأجهزه الرادار , مجهز بأسلحة للهجوم والدفاع , دقة في التصويب , مهارات خاصة في الكر والفر . 

فرح الامبراطور جنحيت بهذا الانجاز العظيم , واطلق عليه اسم ( خنسوس ) , الذي علق عليه امال الكوكب بالنجاة من الاخطار المحدقة به , فأستدعى ابنه الامير سندال , واطلعه على بعض الاسرار . 

- بني ... ان مقدرات كوكب جنجل استنفدتها الحروب ضد قوات امبراطور الشر شلحوف ... ونحن الان في مفترق طرق ... اما ان نجلب الطاقات التي نريدها من كواكب اخرى ... او نستسلم للموت والفناء ! . 

- او نبحث لنا عن كوكب اخر ... نعيش فيه بسلام ! . 

- نعم يا بني ... منذ زمن ليس ببعيد ... اكتشفت فرقنا الاستطلاعية كوكبا يعج بالحياة ... لا زالت طاقاته وموارده كامنة ... بعيد جدا من هنا ... لا يعلم بوجوده احد غيرنا ... ولا يستطيع الامبراطور شلحوف ولا قواته من الوصول اليه . 

- تريد مني الذهاب اليه ! . 

- هناك سنرى ان كنت تستطيع ان ترسل لنا المواد التي نحتاج اليها ... او تهيأ لنا ذلك الكوكب للعيش فيه .    

انطلق الامير سندال على متن الصحن خنسوس , برفقة فرقة خاصة من قوات النخبة الجنجلية , متوجها نحو كوكب الارض . 

                      ***************************** 

اثناء ذلك , كان الامبراطور شلحوف يعقد اجتماعا مع قادة جيشه , يستمع لتقاريرهم بشأن الحرب ضد كوكب جنجل . 

- سيدي الامبراطور ... ان كوكب جنجل خارت قواه ... ولن يصمد اطول من ذلك ! . 

الامبراطور شلحوف : وماذا تقترح ايها الجنرال مردان ؟ . 

- سيدي ... ارى ان نشن عليهم هجوما شاملا ... سريعا وخاطفا ... ومن كل الجوانب ! . 

دخل احد الضباط مسرعا , انحنى امام الامبراطور شلحوف وقال : 

- سيدي ... ان الامبراطور جنحيت ارسل ابنه الامير سندال الى جهة مجهولة ... على متن الصحن الجديد خنسوس ... وبرفقة فرقة خاصة من قوات النخبة ! . 

- هل تمكنتم من تعقبهم ؟ 

- كلا سيدي ... لا يمكن لاجهزتنا الكشف عن الصحن خنسوس وتعقبه ! . 

 استشاط الامبراطور غضبا , نهض من كرسيه , تجول في الغرفة جيئة وذهابا , ثم التفت نحو القادة وقال : 

- لابد ان الامبراطور جنحيت ارسل ابنه لجلب الدعم والمساندة من صديقه الامبراطور خنياب ... امبراطور كوكب كيواط ! . 

- سيدي ان كوكب كيواط بعيد جدا ... وجلب الدعم سيستغرق وقتا طويلا ! . 

- نعم ... لذا ابدءوا بشن الهجوم الشامل ... وليكن سريعا وخاطفا ... دونما تأخير ... ومهما كانت النتائج ! . 

                    ***************************** 

هناك في كوكب الارض الجميل , عاد مرعيد من الطبيب , يقول لزوجته : 

- تمساح في البانيو ... ضفدع في القدر ... سمكة في المقلاة ... فأرة في الجحر .... اووووه لقد نسيت ! . 

- يا رجل ... هل نسيت ما قال لك الطبيب ؟ ! . 

- نعم ... قال لي ان هناك كائن حي في مكان ما ... قد يكون قطة في الغرفة .... او عصفور في القفص ... او شيئا من هذا القبيل ! . 

- لا تجهد نفسك ... فأنت مريض ... اتصل بالطبيب ليعيد عليك ما قال ! . 

اتصل مرعيد بالطبيب , وقال له اني نسيت ما اخبرتني به , فغضب الطبيب ورد عليه : 

- لقد قلت لك الف مرة ... ان لديك سرطان في الحوض ! . 

لطمت الزوجة خديها , واخذت تولول وتبكي , ادرك الولد الصغير سنافي خطورة الموقف , فغادر البيت منزعجا , باكيا , وجلس مقابل البحر , يتأمله ويفكر . 

- اذا مات والدي في هذا المرض الخبيث ... ماذا سيحدث لعائلتنا ... سوف لن اذهب الى المدرسة ... وهذا امر جيد وجميل ... لكني سأذهب الى العمل بدلا من ذلك ... اووووه يا ويلي ! . 

اثناء ذلك , لاحظ سنافي كرة متوهجة تهبط من السماء , بشكل سريع , ما ان وصلت الى البحر , توقفت , ثم غاصت فيه ببطء , نهض واقفا , وهو يقول ( ما هذا ؟ ! ) , التفت يمينا ويسارا , خشية ان يكون احدا سواه قد رأى ذلك , لم يكن هناك احد قط , فقرر كتمان الامر , وان يحرص على مراقبة البحر . 

في اليوم التالي , طوقت سيارات سوداء المكان , بحثا عن شيئا ما , استجوبوا مرعيد وزوجته.

- هل رايتم شيئا غريبا هبط قريبا من هنا ؟ . 

- كلا سيدي ... اني راقد الفراش ... اصارع المرض ... وزوجتي تجلس بقربي طوال الوقت ... اما سنافي كان يجلس هناك على الشاطئ . 

توجه احدهم الى سنافي : 

- هل رأيت شيئا غريبا يهبط من السماء ؟ . 

- كلا ... كلا ... كنت اتأمل البحر ... ولم الاحظ شيئا ابدا . 

غادر الجميع للبحث في الجوار , قال احدهم : 

- نحن متأكدون ان ذلك الشيء قد هبط هنا ؟ . 

- من غير المعقول ان شيئا كبيرا كهذا يهبط ولم يره احد ! . 

- اعتقد ان الولد رآه واخفى الامر ! . 

- لماذا ؟ . 

- شقاوة اطفال ! . 

- لكن لو هبط ذلك الشيء هنا لكان له اثرا على سطح الارض ! . 

- ربما غاص في البحر ! . 

- سننتظر تقرير الغواصين ! .   

بعد عدة ساعات , خرج الغواصين , وقال احدهم : 

- لا شيء ... لا شيء على الاطلاق ... كما ان قاع البحر لم يطرأ عليها أي تغيير ! . 

- حسنا ... فلنضع عدة كامرات ونراقب المكان ! . 

وضعوا عدة كامرات , في اماكن مختلفة لمراقبة المنطقة من زوايا مختلفة , ثم غادروا جميعا , قصد سنافي الشاطئ , وجلس في مكانه المعتاد , وخاطب البحر : 

- صديقي الصحن الطائر ... اسمي سنافي ... لا تخرجوا الان ... فقد وضعوا كامرات تراقب المكان ... انتظروا ريثما يرفعونها ... لقد جئتم في وقت غير مناسب ... أبي يعاني من مرض خبيث ... وهو يتوجع ويتألم ... ربما سيموت قريبا ... 

خرجت ام سنافي من البيت , تصيح بصوت عال : 

- سنافي ... اين انت ... يجب ان تعود للبيت هيا ! . 

- اني قادم يا امي ! . 

التفت نحو البحر , رمى حجرا وقال : 

- اني مضطر للذهاب الان ... احذروا ... لا تخرجوا من البحر الان ... هل سمعتم ؟ . 

                        ***************************** 

- سيدي الامير سندال ... تلقينا هذه الرسالة من احد سكان الارض ! . 

ثم عرض الكابتن خشيش كلام سنافي للامير سندال , ما ان قرأه قال : 

- طالما وانه قد عرف نفسه لنا كصديق ... لا يسعنا الا ان نقبل هذه الصداقة ! . 

ثم اردف بعد ان تأمل قليلا : 

- كابتن خشيش ... خذ الطبيب ومرافقيه ... واذهبوا لعلاج ابو سنافي صديقنا الجديد ... ولا يشعرن بكم احدا ... واحملوا لهم بعضا من الهدايا ! . 

- امرك سيدي ! .   

خرج الكابتن خشيش من الماء برفقه الطبيب ومرافقيه , وتوجهوا نحو بيت سنافي , فتحوا الباب برفق , كان الجميع يغط في نوم عميق , شرع الطبيب ومرافقيه بالعمل , اثناء ذلك , استيقظ مرعيد , فناله الفزع من تلك المخلوقات الفظيعة , فصرخ قائلا : 

- من انتم ؟ . 

- لا تخف ... نحن اصدقاء ... جئنا لتقديم العون ! . 

- اصدقاء ... لابد انكم ملائكة الموت ... جئتم لقبض روحي ! . 

واخذ يبكي , ويرمق سنافي بنظره الاب الرؤوف , وكأنه يودعه , ثم تحول بنظره نحو زوجته , وتذكر صبرها وتضحياتها من اجله , فأراد ان يودعهم , لكنه لم يقوى على الحراك , فحاول ان يصرخ ( الوداع ... الوداع ) , لكن العبرة خنقته , وحبست انفاسه , قطع الطبيب عليه تأملاته , وقال : 

- لقد انتهينا ... اتشعر بألم ؟ . 

- كلا ... وهل الميت يشعر بألم ! . 

فتح الطبيب حقيبته , واستخرج منها عدة ادوية , وضعها بجانب مرعيد وقال له : 

- تناول هذا الدواء ثلاثة مرات باليوم ! . 

- قبل الاكل ام بعده ! . 

- بعد الاكل . 

- اذا لا حاجة لي به ... 

- لماذا ؟ ! . 

- لانه لا يوجد في بيتنا طعام لنأكله ! . 

تدخل الكابتن خشيش : 

- دعك من هذه الترهات ... يجب ان نغادر ... ويجب عليك ان لا تخبر احدا بذلك ... اما عن الطعام ... فهناك المزيد منه في البحر ... وما عليك الا ان تصطاده وتجد في كسبه ... وسنقدم لكم المساعدة ... الى اللقاء ! . 

غادر الجميع , وعادوا الى البحر , من خلال بوابة تنفتح على ممر سري , لم تصور كامرات المراقبة شيئا , سوى التشويش ! . 

في الصباح , استيقظت الام باكرا كعادتها , وايقظت سنافي , ما ان فتح عينيه حتى لاحظ تلك العلب الجميلة , فسأل امه : 

- ما هذه ... ما بداخلها ... ومن جلبها ؟ . 

- لا اعرف ... يبدوا ان احدا قد جلبها ... لكن كيف فقد كان الباب موصدا ! . 

استيقظ مرعيد واخبرهم بما حدث ليلة البارحة , عندها قرر سنافي البوح بما لديه من اسرار , وتكاتموا الامر , فقررت الام ان تقدم هدية من اللبن البقري الطازج للجيران او الاصدقاء الجدد , فحمل سنافي وعاءا مليئا باللبن , ووضعه بالقرب من الشاطئ , وقال : 

- ايها الاصدقاء ... شكرا لكم لشفاء والدي ... هذه هدية بسيطة عسى ان تروق لكم ! . 

فجأة , تسارعت وتعالت موجات البحر , فأتت موجة سوداء , والتهمت الوعاء , وسحبته الى اعماق البحر , ابتسم سنافي , وقال :

- شكرا لقبول الهدية ... حسنا ... كيف يمكنني ان اراكم ... اجلس معكم واتحدث اليكم ! . 

فاذا بصوت خافت , يتموج مع موجات البحر , ويرتفع مع الهواء : 

- موعدنا الليلة ! . 

هش سنافي وبش , واخذ يقفز من الفرح , الا ان امه قطعت عليه تلك الفرحة : 

- سنافي ... هيا يجب ان تذهب الى المدرسة والا تأخرت ! . 

- اوووووووه لا ... افي مثل هذا اليوم اذهب الى المدرسة ! . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/28



كتابة تعليق لموضوع : الصحون الطائرة ج1
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net