إسقاط نقابة الصحفيين العراقيين
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحتاج الصحفيون الى تيار شعبي يعمل في سبيل التغيير ،ذلك يشبه الى حد بعيد مايحصل عادة في الثورات التي يتحرك بها الفقراء ويسرقها الأغنياء، وذوي المهارات والذكاء والحنكة والقدرة على إلتقاط الفرصة التاريخية ،ثم يطيحوا بآمال الأغلبية .
لايمكن أن تنجح الصحافة العراقية أبدا، ولن تخلق مناخا ملائما للعمل مادام العقل الذي يدير الملف يتحرك على أساس من الإستقطاب ،ومحاولة إستدرار العواطف ، نقابة الصحفيين العراقيين تستطيع الخروج الى الجميع بعنوان وأسلوب مختلف غير الذي إعتادته من سنوات لكنها تبدو كمن يؤجل مشروعه لسبب ما غير واضح. وهي لاتستطيع إستمالة النخب الصحفية المؤثرة بالمستوى الذي يجعلها أقوى من سواها،ولا الضد المتحرك في هذه الأثناء،ومن ينظر إليه وهو الطرف المناوئ لايجد في حراكه أسلوبا ناجعا للتغيير ،فهو مشروع فاشل على أية حال ،خذ مثلا النقابة الوطنية للصحفيين والإعلاميين العراقيين التي تنبثق هذه الأيام على أساس نخبوي مترفع عن الوسط الصحفي عنوانه أسماء وشخصيات منعزلة أصلا لاتستطيع الولوج الى عوالم التيار الشعبي الذي أسميه والذي بإمكانه وبدون تردد أن يهتف في المسرح الوطني ( كل الصحافة وياك ياإبن اللامي ). في حين إن هناك المئات ممن يتطوعون لشتيمة الفريق الذي يؤسس لمايشبه في مسماه ( الجماهيرية الليببة الإشتراكية الديمقراطية الشعبية العظمى )
أجزم إن كثيرين لايرغبون بدوام الحال ،ولكن السؤال للذين يعملون على تأسيس النقابة الوطنية ،لماذا وضعتم كلمة نقابة في أول المسمى ؟ هل لأنكم تريدون إسقاطها وإزاحتها عن الوجود أم لأنكم تريدونها عنوانا ترونه حقيقيا في مواجهة زيف؟وهل أنتم واثقون من نجاعة مشروعكم ؟وماهي الأسس التي ستقفون عليها لتأكيد الحضور في المستقبل في مواجهة نقابة تمتلك المال والسلطة وتستقطب الآلاف من الصحفيين والإعلاميين وتعمل بصفة وزارة ؟
فأنتم ياسادتي تحاولون العمل منفصلين عن وسط بسيط للغاية في غالبه يفكر في منحة مالية، وقطعة أرض ،ومكاسب ما ،بل إن من الصحفيين من لديه الرغبة للتضحية بأشياء عزيزة لمجرد الحصول على بطاقة الإنتساب التي يأمل منها الحصول على مكاسب من نوع ما. أنتم تتحركون في مساحة نخبوية منعزلة مترفعة عن التيار الشعبي في الوسط الصحفي الذي نجح مؤيد اللامي في إستقطابه وبالتالي فإن مشروعكم لن ينجح وإستثماركم لن يكون حيويا مالم تنجحوا في إستقطاب الفئات التي إستقطبها اللامي وستكونون عاجزين في مواجهة الإستحقاقات المقبلة ،وحتى لو كانت لديكم بعض الجهات المانحة فإنها ستتوقف عن الدعم حين تجد أنها لن تحقق مكاسب من وراء التعامل معكم ،وربما إستمرت معكم لفترة، في حين ستجد نقابة الصحفيين ،وعلى الدوام دعما برلمانيا وحكوميا ومن قطاعات في مؤسسات الدولة وستستمر في تمثيل العراق خارجيا، وستحقق مكاسب على المستوى المحلي والدولي ،وليس بمقدوركم قهرها حتى لو إكتسبت آراؤكم المصداقية المرجوة.
النخبوية لاتنجح في وسط بسيط غير معقد فكريا،لن تنجح في عملها ،والحل يأتي من خلال التأسيس لتيار شعبي مرتبط بالتيار النخبوي ليؤسس لحراك مختلف في الفترة القادمة يكون قادرا على التغيير، أما العمل بهذا الأسلوب فقد جربناه منذ 2003 ، ولم ينجح .
المال والسلطة هما اللذان يمكن أن ينجحا أي مشروع يحاول القائمون عليه الذهاب به بعيدا.محبتي للجميع هنا وهنا ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat