صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

الصحون الطائرة ج2
حيدر الحد راوي
ارخى الليل سدوله , تناول سنافي العشاء بشهية مفتوحة , ثم تظاهر بالنعاس , دخل غرفته , اوصد الباب من الداخل , وخرج من النافذة , توجه نحو البحر , وقال 
- ها قد اتيت ... تماما في الموعد ! . 
فتحت بوابة في مكان ما , خرج منها احد الحراس , واشار لسنافي بالدخول , دخل سنافي , وانزلق في ممر طويل , كأنه سلم كهربائي , حتى وصل القاعدة , الصحن خنسوس , رحب به الجميع , وسار برفقة الحارس في عدة ممرات , عبر سنافي عن دهشته واعجابه بكل ما يراه , حتى وصلا الى مقر الامير سندال , الذي نهض من كرسيه مرحبا به , وتبادلا اطراف الحديث , سنافي يسأل , والامير سندال يجيب , حتى قص الاخير عليه القصة بكاملها , تأخر الوقت , وطلب سنافي الرحيل , واخبره الامير سندال , انه مرحب به على متن الصحن خنسوس في كل وقت , ما عليه الا ان يقف على الشاطئ ويقول ( افتح يا خنسوس ) , فتظهر له البوابة فيدخل فيها .   
في الليلة التالية , وقف سنافي عند الشاطئ , وقال ( افتح يا خنسوس ) , فظهرت له البوابة , دخل فيها , وانزلق في الممر الكهربائي , ثم سار في عدة ممرات , يبتسم للحراس والضباط , لكنهم هذه المرة لا يبتسمون , بدت عليهم علامات الهم والحزن , نالته الدهشة , حتى وصل الى مقر الامير سندال , فوجده جالسا مغموما مهموما , مطأطأ الرأس , القى التحية , وسأل عما جرى  
- لقد شنت قوات الامبراطور شلحوف هجوما شاملا على كوكبنا ! . 
- وهل صدت قوات كوكبكم الهجوم ؟ . 
- نعم ... لكنهم لن يتمكنوا من الصمود طويلا ... كما واني علمت ان هناك خيانة في قواتنا ... اثرت سلبا على معنويات الجنود ... فتمكنت قوات الامبراطور شلحوف من الولوج الى كوكبنا ... والقاء بعض القنابل فيه ! . 
- وهل ستذهبون للدفاع عن كوكبكم ؟ . 
- امرني ابي ان ابقى على كوكب الارض واتوارى عن الانظار ...  
فجأة , نادى الجهاز الالي  
- لقد تم تدمير كوكب جنجل بالكامل ! . 
قفز الامير سندال من كرسيه , وادار شاشة كبيرة امامه , فشاهد كوكب جنجل قد تناثر الى قطع صغيرة , بينما قوات الامبراطور شلحوف تنسحب متبجحة بالنصر , فضرب بقبضته اليمنى الطاولة , واغرورقت عيناه بالدموع , وهو يقول  
- ابي ... شعبي ... وطني ... سأنتقم لكم . 
                        
زفت بشارة النصر الى الامبراطور شلحوف , واطلعه قادة جيشه بما جرى , واخبروه ان الحرب انتهت لصالحه , لكنه كان له رأي اخر   
- بين الامبراطور خنياب والامبراطور جنحيت معاهدات واتفاقيات تعاون حربي ... تربطهما ببعض ... الان وقد تلاشى كوكب جنجل ... وقتل الامبراطور جنحيت ... سيتوجب على الامبراطور خنياب من الايفاء بعهوده الى الامير سندال ... ان وجدناه وقتلناه ... سنكون في مأمن من غضب وانتقام كوكب كيواط ... اذهبوا وابحثوا عن الامير سندال واقتلوه ! . 
- حاضر سيدي ! . 
جابت فرق استطلاع قوات الامبراطور شلحوف المجرات والكواكب , بحثا عن الامير سندال , حتى وصلت احدى الفرق الى كوكب الارض , وكانت هذه اول مرة يكتشفوا فيها هذا الكوكب , فأخبروا الامبراطور شلحوف , الذي استبشر خيرا  
- هاجموا كوكب الارض هجوما عنيفا ... فأن كان الامير سندال متوار فيه ... سيخرج لقتالكم ... ثم اتركوا بعض العيون هناك ! . 
                     
اشرقت الشمس على كوكب الارض الجميل , ودبت الحياة فيه , ذهب الناس كل لعمله , وعلى حين غرة , وصلت فرقة من الصحون الطائرة , وبدأت بالقصف , فتعالت السنة النيران , وتهاوت البنايات والجسور , فسالت الدماء وتعالت الصرخات . 
هبت الطائرات الحربية للمواجهة , الا انها بدت عديمة الفائدة امام الصحون الطائرة , لم تفلح بأسقاط صحن واحد , بل ولم تفلح بالفرار ايضا , بينما وجهت المقاومات الارضية نيرانها نحو الصحون الطائرة , الا انها بدت عديمة الجدوى ايضا . 
استمرت الغارة عدة ساعات , ثم انسحبت فرقة الصحون الطائرة بالكامل , بينما عم الخراب والدمار كوكب الارض , تناقلت وسائل الاعلام صورا للدمار , وتصريحات الحكام والمسؤولين , ولقاءات مع المواطنين , تكلم فيها كل بما شاهده . 
عقد حكام ورؤساء الدول اجتماعا كبيرا , ضم كل دول الكوكب , تداولوا الموضوع , اعلنوا حالة الطوارئ , وقرروا ان يضعوا حلا لهذه الازمة , والا فأن الصحون الطائرة ستعدم الحياة او تستعبد السكان , فتعالت الاصوات  
- ماذا سنفعل ؟ . 
- تصدينا ببسالة ... واطلقنا المزيد من النيران ... الا اننا لم نفلح ولو بأصابة احدها ! . 
- اذا نلجأ الى طريقة الكمائن ! . 
- لماذا لا نطلب الحوار معهم ... لعلنا نستطيع ان نعرف سبب هذا الغزو ! . 
- امريكا تعرف الكثير عن الفضاء ... ربما كان لهم اتصالا بهم ... وأساءوا التصرف معهم ... فجاءوا للانتقام ! . 
- المهم ... ان ما حدث قد حدث ... ومن المحتمل انه سيحدث مرة اخرى ... فيجب علينا الاستعداد ! . 
- يجب ان نوحد قيادة الكوكب ... ونختار قيادة مؤهلة وذات كفاءة عالية ... لتضع الخطط اللازمة للتصدي الحازم لهجوم محتمل قادم ! .         
                              
على متن خنسوس , كان سنافي والامير سندال يشاهدان الدمار الذي حل بكوكب الارض , فقال الامير سندال  
- لقد كان خطئي ! . 
- كيف يكون خطأك ؟ . 
- لم يكن يعلم الامبراطور شلحوف بكوكب الارض ... ولا يمكن لقواته من اكتشاف وجوده ... بسبب موقعه الفضائي . 
- وما علاقتك بهذا الامر ؟ . 
- عندما انطلقت بخنسوس من كوكبنا جنجل نحو الارض ... سرنا بخط مستقيم ... عندها سيتشكل خط مستقيم نتيجة انبعاث الغازات من محركات خنسوس ... لتبقى عدة ايام ومن بعدها تتلاشى ... فتتبعت قوات الامبراطور شلحوف مسار خط الغازات المنبعثة من خنسوس ... ولاحظوا انها انتهت في كوكب الارض ! . 
- كان يجب عليك ان تسير بخنسوس بأتجاهات مختلفة للتضليل ! . 
- لذا فأن الامبراطور شلحوف علم بوجودي هنا ... فوجه ضربته وانتظر مني الخروج للقتال ... عندها سيقضي على كامل كوكب الارض . 
- لذا فأنهم سيعودون ! . 
- نعم ... ولابد لي ان امنعهم من تدمير هذا الكوكب الجميل ! . 
- ايمكنك ذلك ؟ . 
- لا ... فلدينا صحن طائر واحد فقط ... ولديهم الالاف ! . 
- ما الحل اذا ؟ . 
- سوف اتصل بالامبراطور خنياب ... فهو امبراطور طيب القلب ... وسيهب لتقديم العون ... بحكم الاتفاقيات التي بيننا وبينه ! .     
اجرى الامير سندال عدة اتصالات بالامبراطور خنياب , واخبره بكل ما جرى , فجهز جيوشا جرارة , انطلقت نحو كوكب الارض ستصل خلال يومين . 
مر يومان بسرعة , ولم يبق امام جيش الامبراطور خنياب الا ساعات وتصل كوكب الارض , فشنت قوات الامبراطور شلحوف هجوما شاملا على الارض , عندها قرر الامير سندال ان يبادر لصد الهجوم , اصر سنافي ان يرافقه , فوافق الامير سندال , بدأ البحر يموج , وارتفعت امواجه , فحلق خنسوس بطلعة مهيبة , وشرع بأطلاق وابل من النيران على الغزاة , فتهاوت الصحون محترقة على الارض , لكن عددهم كان كبيرا , فلجأ الامير سندال الى طريقة الكر والفر , لكن سنافي كان له رأي اخر  
- لم لا نتظاهر بالهروب ... عندها يلحقو بنا ... ونكون بذلك ابعدناهم عن الارض ... وجنبنا السكان ويلات المجابهة ! . 
- فكرة حسنة ! .      
انطلق خنسوس نحو الفضاء الرحب , وتبعته كافة الصحون الغازية , لكن سنافي كان يحدق في الفضاء , ينظر الى الكرة الارضية , ثم يرمق القمر بنظرة اعجاب , ويقول  
- طالما تمنيت ان اسبح في الفضاء ... وانظر الى الكرة الارضية ... واقترب من القمر ! . 
- تحققت امنيتك الان ! . 
فجأة توقف خنسوس عن الهروب , وعاد نحو الصحون الطائرة , وشرع بأطلاق وابلا من النيران , فتناثرت الصحون هنا وهناك , وتبعثرت أشلاءها في الفضاء , وعلى حين غرة وصلت عدة فرق من القوات الخاصة التابعة للامبراطور شلحوف , واطلقت النار نحو خنسوس , نيران لا يمكن تجنبها , فأمر الامير سندال باسدال الدرع الواقي حوله , فارتطمت صواريخهم بالدرع , وانفلقت بعيدا , الا ان خنسوس بدأ يرتج بشدة , لكثرة الصواريخ , فقال الامير سندال  
- لا يمكن للدرع ان يصمد طويلا امام هذه النيران ! . 
- وما العمل ؟ . 
- خنسوس اسرع من صحونهم ... عند هذا الحد سنكتفي بنصف المرجلة مؤقتا ! . 
- الهروب نصف المرجلة ! .    
عندها امر الامير سندال بالهروب نحو الجهة التي يتوقع منها قدوم جيش الامبراطور خنياب , انعطف خنسوس بزاوية قائمة , وانطلق مسرعا , تتعقبه تلك الكتل من المعادن الطيارة , عندها صرخ احد الضباط   
- سيدي ... ان جيش الامبراطور خنياب امامنا على الرادار ! . 
- حسنا ... سننضم اليهم ونشن هجوما خاطفا ! .  
اشتبك الجيشان بقتال رهيب , تعالت فيه الصرخات من كلا الطرفين , استمر ساعات , لينتهي بهزيمة عظيمة لقوات الامبراطور شلحوف . 
التقى الامير سندال بالقائد نخاي القائد العام لقوات الامبراطور خنياب , تعانقا طويلا , فقد كانت تربطهما علاقات حميمة , لم يتمكن القائد نخاي من اخفاء دموعه , واسترسل ببكاء مرا على خسارة الامبراطور جنحيت , وقرر ان ينتقم من امبراطور الشر شلحوف , لكن الامير سندال لم تعجبه فكرة الانتقام , بل كان يرى القاء القبض عليه , وتقديمه للمحكمة الكونية لمجرمي الحرب , فأقترح عندها سنافي ان يرسل الى المحكمة الدولية لمجرمي الحرب على كوكب الارض , لتتم معاقبته على الدمار الذي حل بالكوكب , الا ان هذه الفكرة لم تلق استحسان احد , فتحلى عندها سنافي بالسكوت ! . 
استمرت الجيوش بالتقدم نحو كوكب لهمود , الذي يحكمه الامبراطور شلحوف , فمروا على كوكب الارض في طريقهم , فقال سنافي  
- هناك بيتي ... وامي وابي ! . 
- ومدرستك ! . 
- لا ... لا ... لا تذكرني بها الان ... لا تعكر مزاجي بمثل هذه الاشياء رجاءا ! .    
شارفت الجيوش على كوكب لهمود , فاذا بجيش كبير اخر بقيادة الامبراطور خنياب , يطبق على كوكب لهمود من الجهة الاخرى , فطلب الامبراطور خنياب من الامبراطور شلحوف الاستسلام , لكنه رفض , واختار الحرب , فأندلعت حربا كونية , أتت على الاخضر واليابس . 
وضعت الحرب اوزارها , خلفت دمارا شاملا لكوكب لهمود , ووقع الامبراطور شلحوف واركان حكومته في الاسر , وارسلوا الى المحكمة الكونية , التي قررت اعدامهم , ونصبت الامير سندال امبراطورا على كوكب لهمود , الذي ساس العباد بالعدل والانصاف , ونشر الاخاء والمساواة بينهم , لكن قوى الشر لا تحب السلام , وتكره ان يعم الخير والوئام . 
استقبل الامبراطور سندال عدة وفود يمثلون ثلاثة كواكب , وفد من كوكب طريم , ووفد من كوكب دواس , ووفد من كوكب مرداس , طلبوا فيها طلبات اعجازية , لا يمكنه تلبيتها لهم , فقالوا على التوالي  
- ان لم تلبوا ... فسوف نحرص على تهيج القواعد الشعبية ضدكم ! . 
- ننشر الفتن وعدم الاستقرار ! . 
- سنضلل شعب لهمود ونغويه ... ونمده بالدعم المناسب لينشر الاضطراب على الكوكب ! .   
انتشرت المظاهرات في ارجاء الكوكب , تطالب بالاستقلال والحرية , الانصاف والعدالة , فساد الاضطراب , واختلطت الامور , عند ذاك , التفت الامبراطور نحو سنافي وقال  
- آن الاوان كي تعود الى الوطن ! . 
- لا يصح ان اتركك في مثل هذه الظروف ! . 
- لا تقلق عما يجري ... هكذا دواليك الاحداث ... دائما هناك قوى تحب السلام والوئام ... واخرى تحب الخراب والدمار . 
- دعني معك ... هذه المرة فقط .... لعلها ستكون الاخيرة ! .
- كلا لن تكون كذلك ... عندما يفلت الزمام من القوى الغاشمة ... يحل السلام ... لكنها تعود بعد ان تستجمع قواها ... وتلملم شملها ... فتصول مرة اخرى ! . 
- لم يبق على نهاية العام الدراسي الا شهر واحد فقط ... دعني امضيه هنا ! . 
- انك تتهرب من المدرسة ! .
- نعم ... سئمت من الفروض اليومية ... والاستيقاظ صباحا ... كما وان ابي فقير ... لا يملك مالا كافيا ليشتري لي به ملابس جديدة . 
- بالرغم من كل ذلك ... يجب ان تذهب للمدرسة ... لتتعلم وتدرك معنى السلام ... وكيف ينبغي ان يكتنف و يعـم ويغمر البلاد والعباد ! .    

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/31



كتابة تعليق لموضوع : الصحون الطائرة ج2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net