صفحة الكاتب : كريم السيد

انفلونزا طائفيه
كريم السيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 انها لا تعرف طقسا او مناخا معين, فهي تنتشر بالعدوى (اقليميا) ولها ابعادا متنوعة فهي متجذره عقائديا ونطاقها سياسي وتأثيراتها اجتماعية تهدف لتفكيك المجتمعات وبث رؤية متطرفة تحيد المواطن عن الانتماء للوطن وتجعله يلهث وراء الطائفة والعرق واللون وهكذا, أما اعراضها فتكون اعلامية تسقيطية لها لغة دموية حمراء لا تعرف للموت طريقة بشرية لإزهاق الروح من الجسد هذا اذا ما كان التخطيط للموت ينوي ترك الاجساد دون ان تذر نذرا باسم الرب الذي هو براء مما يفعل الظالمون.

الأنفلونزا الطائفية لم تكن مرضا عراقيا البته انما كان عدوى انتقلت من الخارج عبر اجندات اقليمية تهدف لشق الوحدة واللحمة الوطنية للمجتمع العراقي الذي تخلص وشفي أخيرا من مرض الديكتاتورية ليحل هذا المرض اللعين داءا جعل العراقيين يهجرون من بيوتهم ومناطق سكناهم دون ادنى سبب اقترفوه بحياتهم فلربما السبب حيك قبل الف وأربعمائة سنه دفع العراقيون ضريبته بعد ان اسس له ونُظّر وطُبق, وقت ان اراد العراقيون ان يحكموا انفسهم بأنفسهم ديمقراطيا عبر صندوق الانتخاب والاصبع البنفسجي.
اعوامها انقضت وعاد الامن والامان لربوع الوطن بعد ان بانت نتائجها ودفعنا ثمنها قوافل ومواكب للشهداء من البسطاء والفقراء الذي لا ذنب لهم الا انهم عراقيون فحسب, ولكن وبعد تجاوزها واعتبارها مرضا تم اكتشاف علاجه بمضاد عراقي حقن به الوطن بفضل المصالحه والتكاتف لمختلف ابناء الشعب من رجال دين وشيوخ عشائر وخيرين عادت ملامح ذلك المرض واعراضه تلوح بالأفق هذه الايام من خلال خطابات ومواقف اقل ما يقال عنها انها عتيقه وبالية ولا تصلح لعراق اصبح متمرسا ويملك مناعة تمكنه من مواجهة اي تحدي من قبيل هكذا امراض معديه من دول الجوار والذين يزعجهم عراق آمن مستقر, ولذا وجدنا الجماهير ترفض العودة لمثل ما يساق اليوم بأموال وامدادات تريد عودة امبراطوريات وزعامات صارت جزءا من التاريخ من خلال انجازها لخياطة ثوب طائفي على مقاس العراقيين الذين كبروا على ذلك الثوب الضيق والمرض الخبيث.
ان التلميح بوجود مواسم طائفية ومذهبيه على شاكلة ما يجري بالمنطقة وخصوصا في سوريا والعراق وبلدان الربيع العربي هدفه زعزعة امن المنطقة واعادة لرسم الخرائط طائفيا عن طريق صناعة ذلك الفايروس في الجسم العربي والتسويق له اعلاميا من خلال منابر اعلامية وقنوات فضائية محرضه وصلوات الجمعة و الفتاوى الغريبة والخطابات المتطرفة لجعلها واقع حال وأمرا مقضيا وقدر العراقيين ان يعيشوا الفرقة كما يصورون ويحاولون.
لقد بات على كل ابناء شعبنا ان يدركوا خطر ما يجري عبر عدوى الانفلونزا الطائفية التي تجيء من خارج الحدود لتكون طاعون العصر وأداة تفكيك الاوطان وبث الفرقة والخلاف, من احتاط منها فقد سلم ومن وقع بها فقد هلك وجَرفهُ سيلها الذي يريد تحقيق ما تريده تلك العقول التي تصنع الموت بطريقة يقال عنها "اسلامية".
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كريم السيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/31



كتابة تعليق لموضوع : انفلونزا طائفيه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net