صفحة الكاتب : مريم الزبيدي

اقدامهم مسخت هامات السياسة
مريم الزبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لاننا نبحث بين ركام المجهول عن بصائص الامل المفقودة حتى نملأ فراغ الفشل الدامس الذي يحيطنا من كل حدب وصوب ونفتش بالدربيل عن بسمة بفضاء الاحزان ، احيانا تتوهم انفسنا حينما ندعي اننا نعشق كرة القدم ونهيم بها الى حد الجنون ولكننا في حقيقة الامر نلتقي معها بحدود العشق الوطني و نلتقي معها ضمن حدود الرمزية التي تجتمع حولها جموع الناس بعد ان فرقتهم ويلات السياسة ولا ادري لماذا تملكنا شعور غريب اثناء المبارات الكروية التي كان قطباها منتخبنا الوطني ومنتخب الامارات في بطولة خليجي 21 الذي استضافته مملكة البحرين وكأننا امام احدى معارك المصير ربما لاننا قد فُطمنا على البارود او لاننا نشأنا على صوت الغارات وصفارات الانذار قد تكون المسافة التي تفصلنا عن ملعب البحرين الاف الاميال لكنها لاتبعد عن القلوب الا ومضات تغلي ودقائق تمضي في بركان الغضب الهائج ، الكل يترقب اسود الرافدين وهي تصول وتجول في اركان الغابة الكروية وحولهم الاسد الهمام حكيم شاكر الذي نرفع لاجله قبعات الفرح لانه برّ الوطن بهذه التشكيلة الرائعة  ورغم ان الاصابات القت بضلالها على تركيبة المنتخب فغياب الليث نشأت اكرم تركت بصمات واضحة على التماسك الفني للفريق لكن على العموم قدم الاسود لوحة فنية متناسقة من حيث الاداء وتبادل الادوار وصنعوا اروع ملحمة ابداعية تجلت في الدفاع عن عرينها العراقي ولكن رياح التحكيم المتحيزة كعادتها مالت بما لا تشتهي سفن القلوب المفجوعة وما اثخن الجراح عدم السماح الى الجموع التي آلت على نفسها الا ان تعاضد الاسود في ساحات القتال الرياضي ولكنها اصطدمت بعدم السماح لآلاف المشجعين من دخول المستطيل الاخضر لمؤازة فريقهم بسبب عدم حصولهم على تراخيص الدخول وبررته الحكومة البحرينية انه خطأ اجرائي عراقي تمثل بعدم ارسال اسماء المشجعين من قبل السلطات العراقية بينما اكتفت بارسال اسماء الذين هم اولى بالمعروف وكعادتها فالحقيقة دوما تبقى طي الكتمان   نحن ندرك جميعا ان الامارات العربية المتحدة لاتحتاج الى محطة للفرح ولا الى فسحة من التامل لانها انموذجا ساميا للحياة المدنية التي صنعها المرحوم الشيخ زايد في المحيط العربي  قد لانكون بحاجة الى الفوز لمجرد انه اسقاط للفرائظ ولانحتاج كأسا مهما غلا ثمنه ليضيف الى موازنة الدولة المتخومة حفنة من الدولارات ، ولانحتاجه في جدولة المواسم الرياضية او للتصويت على اقالة وزير الرياضة ، ولا نرفع الرايات السوداء حدادا عند الخسارة ، لكننا نحتاجه بلسما يشفي جراحات القلوب ،نحتاجه لنجتمع سويا من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ، الفوز يحتاجه العراقي الذي هجّره الارهاب ، وتحتاجه الام الثكلى ، يحتاجه ايتام العراق الذين طلقوا الابتسامة ، يحتاجه الشيخ المفجوع بولده ،
لم تكن خسارة الاسود هزيمة بقدر ماكانت انتصارا لوحدة العراق الجريح ، انتصارا لحب الوطن ، انتصارا تقاسمه الجميع بدموع الفرح ، هكذا صنعت اقدام الاسود ماعجزت عن فعله هامات السياسة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مريم الزبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/31



كتابة تعليق لموضوع : اقدامهم مسخت هامات السياسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net