صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح87 سورة الانعام
حيدر الحد راوي
بسم الله الرحمن الرحيم
 
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{68}
تضمنت الاية الكريمة عدة توجيهات , موجهة لعامة المسلمين , نستقرأها في محورين : 
1- (  وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ) : الخوض هنا بمعنى الاستهزاء والسخرية , فينبغي على المسلم ان لا يجلس في مكان يسخر ويستهزأ فيه بالقران الكريم , حتى يغيروا الموضوع . 
2- (  وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) : في حالة النسيان لا بأس بالجلوس معهم , ولكن بعد التذكرة وجب على المسلم ترك هذا المجلس .  
 
وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ{69}
مما يروى في سبب نزول الايتين الكريمتين ( 68 – 69 ) , انه عندما نزلت الاية الاولى ونهي المسلمون عن مجالسة الكفار والذين كانوا يسخرون من ايات الله تعالى , قال فريق من المسلمين اذا كان علينا ان نلتزم بهذا النهي في كل مكان فأنه يمتنع علينا الذهاب الى المسجد الحرام والطواف به عندئذ نزلت الاية الثانية تأمر المسلمين ان ينصحوهم ويهدوهم قدر الامكان . ( مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ) . 
 
وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ{70}
تأمر الاية الكريمة النبي محمد (ص واله) بامرين : 
1- (  وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ ) : اترك هؤلاء ( الكافرين ) الذين اتخذوا دينهم الذي كلفوه :
أ‌) (  لَعِباً وَلَهْواً ) : استهزاءا وسخرية . 
ب‌) (  وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) : خدعتهم الحياة الدنيا بما فيها من زينة وملذات ومفاتن .      
2- (  وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ) : ثم عظ بالقران الكريم , ان تسلم نفس الى التهلكة والعذاب , بسبب ما اقترفت من الذنوب والمعاصي , عندها : 
أ‌) (  لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ ) : ليس لها ناصر . 
ب‌) (  وَلاَ شَفِيعٌ ) : محام او مدافع اوما شابه , يدفع عنها العذاب , او حتى يتدخل لغرض تخفيفه . 
ت‌) (  وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا ) : وان افتدت بأي فداء لا يقبل ولا يؤخذ منها . 
ث‌) (  أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ ) : حبسوا بأعمالهم الخبيثة , ليس لهم الا : 
ث-1- (  لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ ) : الحميم هو الماء المغلي الحار . 
ث-2- (  وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ) :  الله عز وجل يصف هذا النوع من العذاب بأنه (  أَلِيمٌ ) فتأمل ! .                 
 
قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ{71}
نستقرأ الاية الكريمة في عدة محاور : 
1- (  قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ ) : ان كل ما يعبد من دونه عز وجل يندرج او يوجز في امرين : 
أ‌) (  مَا لاَ يَنفَعُنَا ) : لا يصدر النفع منه , بل لا يرجى ولا يتوقع ! . 
ب‌) (  وَلاَ يَضُرُّنَا ) : وايضا لا يصدر منه الضر , بل لا يرجى ولا يتوقع ايضا .    
2- (  وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ ) : نعود او نرجع الى الضلالة , بعد ان حلت علينا ايات الهدى , واستيقنا علاماته واثاره . 
3- (  كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ) يضرب النص المبارك مثالا , والامثلة تضرب لتقريب وتوضيح المعنى , وهنا مثال واضح وصريح , شخص اضلته الشياطين , ورمت عليه حبالها وشباكها , فحجبت عنه نعمة العقل كي لا يهتدي الى الحق , وسلطت عليه الشهوات والغرائز , فأصبح وامسى هائما في الارض , لا يهتدي الى حال , يبحث عن الهدى لكنه لا يراه , بالرغم من ان لديه رفاق يدعونه ويرشدونه الى الطريق الصحيح يقولون له (  ائْتِنَا ) , تعال او التحق بنا قبل فوات الاوان , لكن الامر والقرار يعود اليه , طالما وان حب الدنيا وزخرفها مستقر ومستوطن في قلبه , سوف لن يهتدي الى الطريق , اما اذا حكم عقله , وتخلص من براثن الشياطين , وقطع حبالها وشباكها , فسيرشد الى الطريق القويم ! . 
4- (  قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ ) : النص المبارك واضح وصريح . 
5- (  وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) : هذا الامر يشمل الثقلين ( الانس والجن ) .         
 
وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ{72}
تضمنت الاية الكريمة السابقة في ختامها امرا للتسليم به عز وجل , وأضافت الاية الكريمة امرين اخريين : 
1- (  وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ ) : اداء الصلاة الواجبة . 
2- (  وَاتَّقُوهُ ) : تقوى الله تعالى .      
ثم اختتمت الاية الكريمة بأمر خطير , يجب الالتفات اليه , والاستعداد له (  وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) ! . 
    
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ{73}
يلاحظ في الاية الكريمة ارتباطها بختام سابقتها الكريمة (  وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) , ضمير الغائب ( هو ) يعود اليه سبحانه وتعالى , ثم تعرج الى ذكر عدة نقاط جميعها تعود له جل وعلا : 
1- (  وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ ) : خالق السموات والارض هو الله عز وجل . 
2- (  وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ) : تضمن النص المبارك امران : 
أ‌) (  وَيَوْمَ ) : قد تكون اشارة الى يوم القيامة . 
ب‌) (  يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ) : اشارة الى قوة الامر الالهي ( كن ) , عندها يكون ما اراد سبحانه وتعالى .
3- (  قَوْلُهُ الْحَقُّ ) : الصدق الواقع بدون شك او ريب .     
4- (  وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ ) : الملكية المطلقة له عز وجل , سواء كانت قبل او بعد النفخ  في البوق , لكن قبل النفخ تتمتع الموجودات بحرية الاختيار والتصرف , اما بعد النفخ سوف تسلب تلك الحقوق . 
اما موضوع وقضية نفخ الصور ( البوق ) , فهي من الامور الغامضة , لا تعرف ماهيتها , لكن القران الكريم يصفها بهذا الوصف , لانه الوصف الوحيد الذي يقرب العملية للاذهان , ويفسرها المفسرون , ان اسرافيل (ع) سينفخ في بوق , وهذا البوق يشبه القرن ( قرن خروف او كبش ما شابه ) , بعد ان يأمره الله عز وجل , ويقال ان هناك نفختان , الاولى تموت عندها كافة الموجودات , والثانية , تبعث كافة الموجودات ليوم القيامة , وهناك من يرى انها نفخة واحدة فقط ! . 
في الواقع , تحتاج هذه القضية الى مزيدا من الدراسة والتأمل بعقول مفتوح , وشرح وافي يتناسب مع النضج الفكري الذي يتناسب ويتناغم مع روح العصر ! .      
5- (  عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ) : الله عز وجل عالم بكل شيء , ما غاب عن حواسنا وما ادركناه بها . 
6- (  وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) : الحكيم الذي يضع الاشياء في اماكنها الصحيحة , ويصرف الامور بما يصلحها , (  الْخَبِيرُ ) بشؤون خلقه , وظواهر الاشياء وبواطنها .                        
 
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ{74}
تروي الاية الكريمة ما قاله ابراهيم (ع) لابيه ازر , وفيها عدة محاور للتأمل : 
1- (   لأَبِيهِ آزَرَ ) : ( اسم عم النبي ابراهيم (ع) او جده لامه واطلقت مجازا لان العرب تسمي الجد ابا , ولم يكن ابوه الحقيقي مشركا لان النبي لا يولد الا من صلب طاهر من الشرك والالحاد ) ( مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ) . 
2- (  أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً ) : استفهام توبيخ . 
3- (  إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ) : يرى ابراهيم (ع) ان ابيه ازر ( تارخ ) وقومه بعيدون عن الحق . 
      
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ{75}
تروي الاية الكريمة , ان الله عز وجل حبا ابراهيم (ع) بأمرين , الاول منه عز وجل , والثاني منه (ع) : 
1- (  وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) : حبا الله عز وجل ابراهيم (ع) برؤية عظيم ملكه عز وجل , واطلعه على عجائب الامور فيه . 
2- (  وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) : بعد ان رأى ابراهيم (ع) عظمة ملكه عز وجل , ايقن بوحدانيته عز وجل , وهذا شيء يصدر منه (ع) بعد ان كشفت له الحجب , فشاهد وعاين واطلع على مكامن الاسرار , فمن الله تعالى عليه ان جعله من الموقنين ! .            
للاية الكريمة الكثير من الفضائل والخصائص للاطلاع على بعض الحقائق , وكشف بعض الخوافي ! .    
 
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ{76}
تروي الاية الكريمة طريقة او اسلوب ابراهيم (ع) في نشر الدين الحنيف , فتروي انه (ع) مرّ ليلا على جماعة من المنجمين وانصارهم , ونظر الى كوكب الزهرة , قال ( هذا ربي ! ) وكان (ع) يقصد السخرية او الايقاع بهم او ربما للفت الانتباه , فلما افل ( غاب ) قال (  لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ) , أي لا اعبد ربا يظهر ويغيب , بل اعبد من هو موجود في كل زمان ومكان , لا يسهو او يغفل عن خلقة طرفة عين , لكن هذا لم ينفع معهم ! .  
 
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ{77}
تروي الاية الكريمة ان ابراهيم (ع) استعمل نفس الاسلوب , لكن هذه المرة مع القمر , لكن ذلك لم يجدي نفعا مع قومه ايضا , لكنه (ع) اضاف (  لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ) , بطريقة "اياك اعني واسمعي يا جارة" , لعل هذه الكلمات تلق اذانا صاغية , او قلب واعي , لكن ذلك لم يكن نافعا ايضا .   
 
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{78} 
تروي الاية الكريمة انه (ع) لم يغير اسلوبه , واستمر (ع) بنفس الطريقة , وهذه المرة مع الشمس (  فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ ) , فأحتج (ع) على قومه بـ (  هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ ) , اكبر من كوكب الزهرة والقمر , وعند مغيبها لاحظ ابراهيم (ع) ان قومه لم يتعظوا بعد , ولم ينتبهوا من غفلتهم , عندها قال (ع) (  يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ) .         
يلاحظ المتأمل في الايات الكريمة ( 76 – 77 – 78 ) , ان ابراهيم (ع) لم يدعو الى وحدانية الله عز وجل بطريقة مباشرة , بل استعمل وسائل الاستدلال العقلي ( الفكري ) لاثبات وجود الخالق الواحد , ربما كان ذلك لعدة اسباب , نذكر جانبا منها على سبيل الطرح : 
1- التقية . 
2- اراد (ع) ان يوقظ عقول القوم من سباتها , ويحررها من غفلتها . 
3- ان ابراهيم (ع) لم يكن مأمورا بالجهر بالدعوة ذلك الحين , كما حدث مع الرسول الكريم محمد (ص واله) حيث ابتدأ (ص واله) حيث مرت دعوته بمرحلتين , سرية وعلنية , العلنية كانت بأمر مباشر منه جل وعلا { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }الحجر94 .
4- لكل نبي ورسول اسلوبا خاصة يعتمده في ايصال رسالته , وكان هذا الاسلوب خاصا به (ع) , فذكرته الايات الكريمة لقوة حجيته .     
 
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{79}
بعد ان ادى ابراهيم (ع) دوره في دعوة القوم الى عبادة الله عز وجل , بأسلوبه المميز , لاحظ ان القوم في غفلة مطبقة , لم تنفع معها المواعظ والعبر , فجهر عندئذ بما يؤمن به , وصرح بذلك علانية .    
(  إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ) : توجهت بعقلي وقلبي لله الذي خلق السموات والارض . ( مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ) .  
(  حَنِيفاً ) : موحدا , مائلا الى التوحيد  ( مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ) , مائلا إلى الدين القيم ( تفسير الجلالين / السيوطي 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/07



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح87 سورة الانعام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net