صفحة الكاتب : مهدي المولى

الخوف من التشيع لماذا
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 كثير ما أسأل نفسي لماذا هذا الخوف من التشيع من مذهب اهل البيت وكثير ما اصاب بالذهول والدهشة عندما اسمع الانظمة العربية الحركات الدينية وخاصة الوهابية التي تدعي انها اسلامية وهي تتحدث  عن الشيعة والتشيع  وهي خائفة مرعوبة لا تريد  لا ترغب ولا تحب ان تسمع  كلام شيعي  او ترى شخص شيعي حتى لو كان شخص عادي فرؤية الشيعي سماع كلام الشيعي يغير دين من يراه ويسمعه
رغم ان الشيعي انسان عقلاني بعيد عن الارهاب عن العنف صاحب قيم ومبادئ انسانية عالية يؤمن بالرأي والرأي الاخر فالنقد والاعتراض والتغيير والتجديد من مميزاته البارزة والمهمة بل ايمانه وتمسكه بالعقل والعدل من اهم اصول اعتقاده لهذا فانك لا تجد اي حركة سياسية فكرية دعت الى الاصلاح الى التغيير الى الثورة الا كان منبعها الشيعة والتشيع ولا تجد فيلسوفا ومفكرا حرا وصاحب رأي الا كان شيعيا وهذه حقيقة لا ينكرها احد  ومهما بلغ جهله وحقده
 اي  زيارة مثلا لرئيس او زعيم حركة شيعية الى بلد سني تقوم الدنيا ولم تقعد وبدأت الصحف ووسائل الاعلام تتحدث عن الغزو الشيعي وانتشاره في هذا البلد  لهذا فانهم يحاولون بكل ما يملكون من قدرات على عدم ذكر اسم الشيعة لان مجرد سماع هذه الكلمة تحدث عند هؤلاء صراع دماغي ويصابون بالاغماء والصرع  لهذا  يعلن الحداد الرسمي على قيم دين مذهب البلاد التي يزورها ذلك الضيف  اذا زار الرئيس المصري  ايران صرخوا خوفا من تأثير المد الشيعي واذا زار الرئيس الايراني صرخوا خوفا من تأثير المد الشيعي واذا حدث تقارب بين الانظمة في دول شيعية مع دول سنية صرخوا خوفا من المد الشيعي 
كلنا نسمع دعوات هؤلاء الى التقارب بين الاديان بين المذاهب لكنهم عندما يسمعون بالشيعة والتشيع تتوقف قلوبهم ويصابون بالعمى فهؤلاء  حاخامات الدين الوهابي يعقدون المؤتمرات  الحوارية بين كل الاديان والطوائف الا الشيعة
فالشيعة حركة سياسية  تستمد فكرها من العقل بالدرجة الاولى واي شي يصطدم مع العقل ترفضه لهذا فانها  تتنافر مع سنة معاوية وهذا هو سبب الخوف والرعب وهذا هو سبب الحروب الطاحنة من اجل ابادة الشيعة والقضاء على التشيع ويتظاهرون باحترام كل الاديان الا الشيعة
فلو درسنا  هذا الحقد وهذا العداء للشيعة كان لاسباب سياسية وفكرية  وليس دينية
فالشيعة تقول من رأى حاكما ظالما فاجرا ولم يتجرأ عليه بقول او فعل فهو عاصيا
في حين سنة معاوية تقول لا يجوز الخروج على الحاكم الظالم ومن يخرج عليه بقول او فعل فهو عاصيا
لهذا فان سنة معاوية دين الحكام الظالمين والشيعة دين الفقراء والمظلومين  لكن للاسف نرى الكثير من الحكام وصلوا الى الحكم  عن طريق التشيع لكنهم حكموا بسنة معاوية وهذا الامر سائر الى الان  يستغلون غضب الشعوب ويصلون الى الحكم عن طريق الديمقراطية ولكنهم عندما يحكمون يعلنون الحرب على الديمقراطية ومن يدعوا اليها
كما ان التشيع يؤمن بالاختلاف في الرأي والفكر ويعتبره من اصول الدين الاسلامي
فالامام  الحسين وقف في يوم الطف الخالد مخاطبا  الذين معه والذين ضده نحن الان على دين واحد لكن عندما يقع السيف بيننا نصبح انتم على دين ونحن على دين وهذا يعني الاختلاف في الفكر لا يعني  اننا اعداء بل اننا على دين واحد الا اذا وقع السيف بيننا ففي هذه الحالة اصبحنا  اعداء كل طرف له دينه له ربه له كتابه له نبيه الخاص به
كما ان التشيع رفض البيعة الخاصة اي بيعة الاعيان النخبة رفضا قاطعا   بعد الثورة الاصلاحية التي قادها المسلمون ضد حكم عثمان بن عفان وخاصة زمرته الباغية وقيل ان عثمان خضع لمطالب المسلمين وكان من الممكن اجراء بعض الاصلاحات الا ان الطاغية معاوية امر المجرم مروان بن الحكم  بالاشتراك مع زوجته اي زوجة عثمان بقتل عثمان وفعلا قتلوا عثمان  وبعد مقتل عثمان جاء بعض المسلمون الى الامام علي وطلبوا منه ان يبايعوه فرفض وقال لا اقبل بهذه البيعة البيعة يجب ان تكون دعوة عامة لكل المسلمين وفعلا طرحت بيعته  في المسجد وكانت قاعدة المسلمين اول من بايعته في حين نرى النخبة بعضها ترددت وبعضها رفضت وبعضها با يعت مكرهة لان الامام علي رفض ان يميز بين المسلمين وقال المسلمون سواسية وهذا هو السبب الذي اثار غضب النخبة واعلنوا الحرب على الامام علي وكل من سار على نهجه
كما ان التشيع يؤمن بالتطور والتغيير والتجديد فهذا الامام علي يقول لا تقسروا اولادكم على عاداتكم  لانهم مخلوقون لازمان تختلف عن ازمانكم
انظمة وحركات وهابية سلفية مثل ال سعود وكل المنظمات المأجورة دخلت حالة انذار لزيارة الرئيس الايراني الى مصر رغم انه حضر قمة المؤتمر الاسلامي كما حضر غيره من رؤوساء اكثر من 50 دولة اسلامية لماذا هذا الخوف من التشيع مجرد وصول رجل دين شيعي رئيس دولة شيعية شيعي عادي الى  اي بلد سني بدأ الصراخ والعويل ماذا حدث
انتشر التشيع تحول البلد الى مذهب اهل البيت
الرئيس الايراني احمدي نجاد زار مصر وزار الازهر الذي اسسه الشيعة والتقى بشيخ الازهر بدلا من ان يرحب به ويدعوه الى وحدة المسلمين وان المسلمين على دين واحد وهذه الفروقات المذهبية امر طبيعي دليل على قوة الاسلام ومنهجيته
بل وقف منه موقف المحذر المهدد نرفض اي محاولة للمد الشيعي
احترام البحرين كدولة عربية لا تدخل في شؤون الخليج 
لا ادري هل طلب من كل الرؤساء والحكام الذين حضروا مؤتمر القمة الاسلامية
  فاذا قلنا وامنا بان ال سعود وكلابهم الوهابيين يعيشون بعقلية متخلفة ساذجة متخلفة فهل شيخ الازهر بهذه العقلية ام لاسباب اخرى 
 نقول لشيخ الازهر  العالم كله اصبح بيت واحد  وليس قرية وكل ما يحدث  من قول او فعل او رأي يسمعه ويراه الجميع ومن الممكن ان يتأثر هذا او ذاك
فالتغيرات الفكرية ناتجة دائما عن قناعات ذاتية داخلية نعم للتغيرات الخارجية تأثير في ذلك وهذه هي الحياة ومن لا يرغب بها لا يمكنه ان يسيرها وفق رؤيته مهما بلغت قوته ووحشيته
فليس امامنا الا ان ندع العقول تنطلق حرة مستقلة في فضاء الحرية لتكون اكثر ابداعا  واكثر مساهمة في سعادة الانسان وراحته وبناء حياة حرة كريمة
 
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/11



كتابة تعليق لموضوع : الخوف من التشيع لماذا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net