صفحة الكاتب : علاء كرم الله

عشرة آلاف مقابل 30 مليون؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بدأ وقبل معرفة ما المقصود بهذا العنوان وهذه الأرقام؟، أقول أن أمريكا كذبت أكبر كذبة في تاريخها السياسي المليء أصلا بالكذب والخداع والزيف والتأويل والتلفيق بأنها أسقطت النظام السابق لكي تخلّص الشعب العراقي وتحرره من الدكتاتورية والظلم والأستبداد و لكي تجعل من العراق أنموذجا ديمقراطيا ليس لبلدان الشرق الأوسط حسب ولكن ستجعله قبلة العالم!!، أليس هذا ما كانت تروجه ماكنة الأعلام الأمريكي خاصة ووسائل الأعلام الغربي عامة ؟، ما يؤسف له أن  هذه الخدعة أنطلت على الكثرة الكثيرة من العراقيين!، لا سيما وأن وسائل الأعلام الأمريكية لها من الأمكانيات بأن تجعل الكثيرين يصدقون ما تقول مهما بلغوا من ثقافة وتعليم وذكاء وفطنة!، فما بالك كشعب كالشعب العراقي عانى الأمرين من قسوة وأستبداد وظلم النظام السابق ومن أمية وجوع وفقروتردي وتراجع وفساد وتخلف في كل مناحي الحياة بعد 35 عاما عاشها في ظل سياسة حاكم أرعن أهوج وفي ظل حروب وحصار. فأمريكا لم تكن تكره صدام كما يعتقد الكثيرين! وبنفس الوقت هي لم تسقطه حبا لعيون العراقببن! فصدام عميلها المتوج بأمتيازمنذ بداية ستينات القرن الماضي ولحين أسقاطه وكم تسترت على  جرائمه وظلمه من أجل مصالحها!، ولولا العيب والفضيحة لأقامة له أكبر تمثال في وسط واشنطن!! فصدام بسياسته الهوجاء هو من جاء بالأمريكان للمنطقة العربية وحقق لها كل مصالحها من حيث يدري ولا يدري! بعد أن عرفت كيف تتلاعب به كطفل غبي! وأدخلته بحربين مدمرتين( مرة مع أيرن ومرة مع الكويت) وهو من فتح لهم أبواب العراق على مصارعها لأحتلاله!.نعود الى الموضوع وما نريد أن نقول: أن (العشرة آلاف) الذين قصدتهم وهو رقم أفتراضي ولكنه أقرب الى الصواب  هم كل الخارجين عن القانون من الفاسدين والمجرمين والقتلة والمزورين والمنافقين والسراق والمتطرفين الطائفيين  المتئسلمين ومن الصداميين الذين لازالوا يرون في صدام  قائدهم وملهمهم وأن البعث يجب أن يعود للسلطة للمرة الثالثة! ومعهم طبعا الأرهابيين من تنظيمات القاعدة وغيرها من التنظيمات الأسلامية المتطرفة وكل من تم ألقاء القبض عليه بالجرم المشهود وأدين من القضاء بتهم حقيقية غير ملفقة  . أقول ان كل هؤلاء (أي كان منهم سياسيا كبيرا برلمانيا وزيرا شيخ عشيرة رجل دين بعمامة تحتها ألف شيطان وشيطان)!  هم من تسببوا بكل هذا الخراب والدمارعلى العراق وكلهم متورطين في قتل العراقيين بشكل مباشر أو غير مباشرفالذي يستورد الدواء الفاسد ليبيعه للناس لا يختلف عن الأرهابي الذي يفجر نفسه وسط الأسواق والجوامع والحسينيات والذي يستورد الغذاء المسرطن والمنتهي صلاحيته ليغزوا به الأسواق لا يختلف عن الأرهابي الذي يذبح الناس على هوياتهم، والذي يزّور شهادته الدراسية هو مثل اللص الذي يقتحم أحد المساكن بقوة السلاح ليسرقه!، ورجل الدين الذي  تفوح من خطبته روح الفرقة وبث الفتنة هو مثل الأرهابي الذي ألقي القبض عليه وبحوزته أحزمة ناسفة وأسلحة يريد منها قتل أكبر عدد من الناس وهكذا. فكل أعمال هؤلاء هي تقع تحت طائلة القانون والذي يصفها بالجرائم وهؤلاء بمجموعهم (العشرة آلاف) يريدون قتل وتشريد وزرع الفتنة بين (30) مليون عراقي هو عدد سكان العراق التقريبي بمختلف شرائحهم العملية والعلمية وبمختلف أنتمائاتهم الفكرية والثقافية  والأجتماعية  والطبقية والدينية والمذهبية والعشائرية والقومية الذين يريدون أن  يعيشوا بسلام ومحبة ووئام بعيدا عن لغة الأحقاد والضغائن والفرقة التي لم يعرفوها سابقا! وكذلك يريد هؤلاء ( العشرة آلاف) تدمير وطن أسمه العراق عمره أكثرمن ((6000   سنة كان منارة النور والحضارة والمعرفة ومنهلا لكل العلوم على مر التاريخ البشري هو مهد الحضارة البشرية وهو عرق الكرة الأرضية! ، حباه الله كل الخيرات وجعل ثلثي خزائنه في أرضه!! الباطن من خيراته أكثر بكثيرمن الظاهر!! نعم هذا هو العراق ولم لا فهو أرض الأنبياء والأئمة الأطهار وكل الرجال الصالحين عليهم جميعا أفضل السلام. فالعراق ومنذ سقوط النظام السابق ولحد الآن يعيش صراعا بين فئة ضالة قليلة لاتعرف أي معنى للأنسانية معدومة الضمير لا تخاف الله سرا ولا علانية ولا تحمل أية قيم تربوية وأخلاقية، وفئة كبيرة(30 مليون) مسالمة تريد الخير والمحبة والعيش بسلام، تؤمن بأن الأنسان هو أثمن شيء في الوجود وأنه بنيان الله وملعون من يريد تدميره هذه الفئة الكبيرة المسالمة تريد أن تحيا وتعيش حياة كريمة ملؤها الخير والسلام والعدل والمساواة، لا تعرف لغة التخويف والترهيب والعنف والكراهية تجادل بالكلمة الطيبة الصادقة وبالحوار المتمدن. ومن الطبيعي أن الفئة القليلة الضالة تمثل الشر بعينه والباطل بصورته القبيحة، والفئة الكثيرة (30 مليون) تمثل الحق والحقيقة تمثل العراقي الحقيقي . أذا هو صراع عشناه ولا زلنا نعيشه بين الحق والباطل، منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن ولازالت جولة الباطل لحد الآن هي المنتصرة !!(أن كان للباطل جولة فللحق جولات بأذن الله)، فقد أستطاعت هذه الفئة الضالة أن توقف عجلة الحياة بكل صورها ومعانيها، ولم يكتفوا بذلك بل يريدون أشعال نار الفتنة والحرب الأهلية بين الناس وليطفئوا أي بصيص لأمل في أن يحيا العراق وشعبه من جديد. وعلى سبيل المثال: في حياتنا اليومية كم نرتاح وتهدأ نفوسنا ويذهب عنا الخوف عندما يموت شخص ما كان مصدر أزعاج وقلق لجميع سكان الحي والمنطقة التي نسكن فيها لكونه كان  عديم الأخلاق والأدب والتربية يعتدي على أبناء المنطقة و في الليل يسكر ويعربد ويسب ويشتم الجميع بسبب وبدون سبب يختلق المشاكل مع الجميع كأنه كتلة شر متحركة ولا يهمه أن يدخل مراكز الشرطة لأنه لا يعرف العيب مطلقا،  فعندما يموت هذا الشخص لأي سبب كان فكم سيرتاح  سكان المنطقة منه؟. يقول الأمام علي (ع) ( في موت الأشرار خير للناس). أعود لأقول لو تم أعدام كل الأرهابيين والقتلة والمجرمين والسراق وكل من جئنا على ذكرهم وكل الخارجين عن القانون(بعيدا عن كذبة حقوق الأنسان وكل منضماتها المسيسة والتي أصبحت غطاء تدافع عن حق المجرمين والقتلة الأنساني و تنسى وتتناسى ضحاياهم!!)  من الذين تم ألقاء القبض عليهم وتم ادانتهم بالحق بالجرائم التي أرتكبوها أليس في ذلك خير لكل العراقيين وللعراق؟ وهل يعقل لفئة ضالة مستهترة أن تترك لتعبث بمقدرات هذا الوطن والشعب وأن تدمر وطن التاريخ والحضارة وشعبه بالكامل؟ وهل يعقل أن الشخص الذي فجر الأمامين العسكريين وأشعل شرارة فتيل الحرب الأهلية والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين على أختلاف مشاربهم ومللهم ونحلهم لازال مسجونا ؟!! يأكل ويشرب وينام و لديه كامل الثقة بأن هناك سياسيون كبار يجاهدون!! في سبيل أخراجه من السجن أن كان بالعفو أو بالهروب؟! اقول بعد هذا الا يستحي ويكف بعض قادة الأحزاب السياسية  من المطالبة بالعفو العام والمطلق عن السجناء؟!، أليس في مطلبهم هذا دماروموت لما بقي من وطن وشعب؟ وكيف يمكن أن نعيد بناء العراق وننعم بالعيش بسلام مع وجود هذه الفئة الضالة  بيننا والتي تحمل كل هذه الشرور؟ والى متى نظل نسمح للعملة الرديئة أن تطرد العملة الجيدة؟ أليس في موت هؤلاء خلاص من الشروحفاضا للخير وأنتصارا للحق على الباطل؟ يقول شاعر العرب الأكبرالراحل (الجواهري) في مقطع من أحدى قصائده( فضيق الحبل وأشدد من خناقهم:لربما كان في أرخائه ضرر: وتصور الأمر معكوسا وخذ مثلا: ماذا يحل بنا لو أنهم نصروا: تاالله لأقتيد زيد بأسم زائدة: ولأبتلى عامر والمبتغى عمر).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/23



كتابة تعليق لموضوع : عشرة آلاف مقابل 30 مليون؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net