صفحة الكاتب : عبدالله الجيزاني

ومازالت فدك بيد الخليفة
عبدالله الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما تقلب اوراق التاريخ الاسلامي والعربي،تشم ريح حاكم العصر المؤرخ له تفوح من الاوراق،وتلحظ بيسر وسهولة كيف ان الكذب والتدليس والتدنيس والتشويه ترافق عصر الحاكم المستبد،وتستدل بلاجهد ان سرقة الاخر فكر وعمل و حسنات تعيش في طيات تاريخ عصر حكمه فاشل او مصاب بعقدة النقص،فحينما شهدت البنتان ان رسول الله قال(نحن معشر الانبياء لانورث)،تناسي من ادعى ذلك ان القرأن يقول(يرثني ويرث من ال يعقوب..)،واعلن من حيث لايعلم انه مغتصب،وكاذب،ومدلس ومدنس،حينما اغتصب فدك لغاية ابعد وهي اغتصاب الخلافه من صاحبها الشرعي،ازاء تاريخ المسلمين الذي صبغت اوراقة بالدماء الطاهرة،انت امام ثلاث خيارات اما ان تصمت او تتغابى،وفي كلا الحالتين انت مغبون،او تثور لتضيف دم جديد يزيد من لون اوراق التاريخ  احمرارا،وتضيف لقائمة المظلومين والمفترى عليهم اسم جديد ليقرأك الزمن القادم وينقسم حولك الناس بين نادم يلام من ضميرة انه لم يعطيك حقك ومكانتك في حياتك،وبين مكابر يحاول ان يبرر ما أل اليه مصيرك،والاخر الذي يرى عيوبه فيك ولاطريق له الاالكذب وسلبك حسانتك بواسطة كتاب عصره،انها نتائج قذارة ماجرى في سقيفة بني ساعدة التي اسست لكل الموبقات التي اراد لها الاسلام ان تموت لكنها ظلت حيه تعيش في نفوس القوم وأعلنت ربما لاول مرة ان السياسة لعبة الممكن،وعليها اسس البعث حكمه في العراق الذي هو امتداد واضح لنهج السقيفة الاعور،انها لعبة سياسة الممكن التي يدين بها البعض،ويشرعنها له اخرون،فحكم السقيفة كما اسلفنا تم بالاغتصاب والتمويه والكذب،وحكم البعث حاكاه تفصيليا،ومع مرور الزمن اخذ كلا الحكمين السقيفة والبعث طريقهما ليكونا قاعدة،وما سواهما استثناء،واليوم حيث كان الطموح والامل الذي سالت لاجله اطهر الدماء،ودفن الشرفاء احياء في المقابر الجماعية لعل نهج السقيفة يصحح،ولعل فدك تمنح قليل من الحرية ان لم تحرر،وبدات الخطوات الاولى للتصحيح التي اولها ان تعاد الحقوق المغتصبة،وتعوض الدماء الزاكية ايام السجن والطرد والمطاردة،ويكون الضحية او من تبقى من ذويه حاكم لانه الوريث الشرعي ليعيد الحرية او بعضها لفدك،وعلى هذا تعاهد القوم،لكن وكما اسلفنا ان لعبة الممكن هي القاعدة،لجأ اليها من لجأ،ونسى فدك فمن يريد قسط من الحرية لفدك عليه ان ينسى الدنيا والحكم والكرسي،لان طريق فدك صعب مستصعب،لانه طريق عطاء لا أخذ،وطريق خدمة لاسلطة،وهذا لايعجب الكثير وان كانوا بالامس يرفعوا شعار اعادة فدك،الا ان للسلطة بريق يعمي البصر والبصيرة،تمكن من هؤلاء،فاهملوا الضحايا وقربوا الجلاد،فللضحايا قيم ومباديء لايمكنهم المساومة عليها مهما كان الثمن،على خلاف جلاديهم الذي لاقدس ولامقدس عندهم،لذا فهم خير من يسند الحاكم المغتصب،وهم خير من يحقق له طموحاته،وعلى هذا اهمل ابن الشهيد والسجين والمطرود والمهجر والمقتول،وقرب البعثي والقاتل،والاغرب ان البعض من ذوي الضحايا يبرر للحاكم افعاله، لانه ماعرف من السياسة الا بكونها لعبة الممكن،اما السياسة التي تعيد لفدك جزء  ولو يسير من حريتها،ففي عرفهم احلام عصافير لايمكن تحقيقها،ولايكلفوا انفسهم ليديروا ابصارهم ولو للحظات نحو الشرق اوشمال غرب العراق،ليشاهدوا مثابات تعمل على التمهيد لمن سيعيدها طال الزمن او قصر،اذن فدك مازالت مغتصبة لدى السلطان في العراق وفي الخليج وفي كل دول الاسلام،وعلى من يدعي الانتماء لاصحاب فدك ونهجهم ان يتبع السياسة التي تعيد بعض الحرية لفدك،وتمهد لحتمية اعادتها على يد مالكها الشرعي،والا يكون تابع المتبوع اسمه السقيفة....


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالله الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/25



كتابة تعليق لموضوع : ومازالت فدك بيد الخليفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net