صفحة الكاتب : حيدر عاشور

الملصقات الانتخابية مشكلة ملازمة.. هل تحقق شعاراتها الاهدف المنشود؟ وما تأثيرها على الشارع العراقي؟
حيدر عاشور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 

حول آلية نشر الإعلانات الخاصة في الانتخابات  مجالس المحافظات   التي نحن ننتظرها  في 20 من نيسان المقبل.والتي اطلقت المفوضية العليا للانتخابات موافقتها على الترويج الإعلاني للناخبين، مما حصل ارتباك وعشوائية في توزيع الملصقات والبوسترات الدعائية فشكل ذلك هاجسا مخيفا وحساسا لدى المواطن العراقي المراقب للحدث والعنصر الأساسي للانتخاب (المستشار) حاولت من خلال استطلاعها عما موجود في الشارع العراقي من دعايات أعلانية التي انطلقت بهذا الكم الهائل المفتقر للجودة والنوعية  المعروفتين في مجال التصميم والتوزيع ، فكان أول لقائها بالفنان (شكر باجلان) مختص في بوسترات الدعاية للسينما منذ عام 1963 فقال:في العهد الذي رحل عنا كان هناك شعار سخيف في اعتباراتي وهو(الفنان كالسياسي  كلاهما يصنع المستقبل) هذا الشعار كان معمولا به في زمن النظام السابق وهرولت وراءه الناس على مختلف مشاربهم وحسب مصالحهم وأحيانا خوفهم من التسلط . حاليا أصبح الوضع مشابها، الفنانين وأصحاب الوجوه المتعددة هرولوا مع الأحزاب والتيارات والتجمعات والكتل بسبب الاغراءات السياسية المتخمة بالمال، وقد أعجبني قول عراقي بسيط قي الباب الشرقي (إذا السياسي جيد وواثق من نفسه لايحتاج إلى دعاية) اعتبر هذه المقولة كافية لوعي الشارع العراقي هذا من ناحية أما من ناحية جمالية الملصقات فهي تفتقر الوضوح التام والترميز التصميمي والكلام الوارد معسول مع الأسف فبعض السياسيين كانوا في غرفة مظلمة ويعتبرون الشعب العراقي ساذجا وطفولي وهذا غير صحيح لان المواطن لايبهره اللون أو يتأثر بالكلام والقادم من الأيام سيفصح الكثير، وجولة الانتخابات هي الفاصل.

هدر بالأموال... بشكل لافت!

فيما قال حمودي عباس العبيدي  : مثل هذا الترويج الإعلاني هو هدر بالمال العام ، ولا يخضع لأي معايير إعلانية أو خطة مسبقة أو ميزانية لها ثوابتها من قبل جهات تراقب الأحدث وتحاسب عليه، لو تفقدنا عمليا من خلال مسح ميداني لوجدنا تفاوت في هذه المعايير حتى خرجت عن المألوف بل تعدت واقع ميزانيتها. باعتباري متلقي ولي اختصاصي في هذا المجال توصلت إلى حقيقة إن ميزانية الإعلانات مصدرها المال العام وعلى الجهات الرقابية أن تعي البذخ المفرط. أما من ناحية التوزيع لم أشاهد في حياتي عشوائية ليس فيها إي احترام للمؤسسات الحكومية المفترض إن تحاسب وتمنع وان لم تمنع على اقل تقدير تنظم، هذا الوضع محسوب على العراق دوليا.

وحدثنا المصور الفوتوغرافي ملاك عبد علي مناحي فقال : الملصق الانتخابي حاليا يشكل عبثية ولا يمثل إي جمالية ، والسبب باعتقادي إن المرشحين لايملكون رؤى فنية والدليل كثرة الالون والصور الشخصية فلو استعانوا بفنانين أو خبير إعلاني لكانت الأمور أفضل ، البذخ واضح لكل العراقيين بدون تصرف فني وتقني أو تصميمي بالإضافة إلى العبارات والشعارات المطلقة بطريقة غير مقنعة وتمس احساس المواطن مثلا إحدى الملصقات بها طفلة تبكي ومكبرة بشكل كبير والمرشح واضعا يده عليها والعبارة تقول سأنصر هذه الطفلة أو أي شريحة من شرائح العراق.

صراع بين السياسة وطموح التسلط

إحسان عبد علي محرر في صحيفة طريق الشعب شاركنا قائلا : شكلت الحملات الانتخابية التي انطلقت قبل أيام والدعاية الانتخابية للمرشحين في الانتخابات النيابية المقبلة، ابرز اهتمامنا، ففي الوقت الذي قالت فيه إحدى الصحف إن الحملات الانتخابية وهي اللوحات الورقية والفلكسات، تفتقر إلى المغايرة التي هي عامل الشد الأساس في الاستحواذ على المواطن ، و إن الانتخابات على العموم فيها إنصاف للناس من السياسيين ذلك لأنهم يتحولون في موسم الانتخابات إلى سلع ويبدو لي إن الأمر معقد بعض الشيء ولكن المواطن يفهم اغلب الأشياء سيما أشياءنا الانتخابية وما يتعلق بها من قريب أو بعيد .

وأوضح الدكتور أثير محمد أشهاب أستاذ اللغة العربية في كلية الفنون الجميلة حول متن الكلام في الملصقات الانتخابية فقال: الانتخابات القادمة حالة صحية في بدايتها يشوبها الكثير من الأخطاء بعد سيادة سلطة الأب القمعية. الملصقات المنتشرة اليوم من قبل  الكيانات سياسية المصادق عليها من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.متنها اللغوي يتضمن الكثير من المبالغة والأخطاء، فمن الأخطاء التي تؤشر إن اغلبها تصر على معاقبة المفسدين ولا نعلم من هو المفسد في القضية أما من الجانب الجمالي تضمنت هذه الملصقات الكثير من التفاصيل التي تتعب عين المتلقي فمن الصورة إلى المتن اللغوي إلى الشعار بحيث يؤدي هذا إلى ضياع الهدف المنشود من هذه الملصقات. وتدخل علي محمد شواي فنان: كثيرا ما أقف أمام الملصقات وأتمعن بها فلا أجد فيها مايثير حفيظتي الفنية كذلك هناك سوء استخدام في توزيع الإعلانات المستفيد الوحيد في هذه العملية هم أصحاب المطابع والضرر على الشارع والمواطن . أما الأكاديمية أثير نعمان من أهالي الحلة تدرس في كلية الفنون  قالت : قبل أيام قليلة من انطلاق الحملات الانتخابية في العراق بشكل رسمي، بدأت الأحزاب والائتلافات السياسية بالترويج لنفسها مبكرا مستثمرة الزحام الشديد الذي تشهده القبور في مدن كربلاء (105 كم جنوب غرب بغداد) والنجف (180 كم جنوب غرب بغداد) لا سيما في يومي الخميس والجمعة في نهاية كل أسبوع مصحوبة بقلة الخبرة وعشوائية التراكيب التصميمية التي يعتمد عليها التصميم ضمن ضوابط ومعايير وحدات تصميمية إضافة إلى الفكرة نفسها. وأخيرا توجهت إلى مهدي القريشي  صاحب إحدى العربات يقول: إن المرشحين يقومون باستئجار عربات (الستّوتة) ذات العجلات الثلاث لتعليق صورهم عليها طوال مدة الدعاية الانتخابية، أثناء عملها داخل القبور أو خارجها لشد انتباه المارة. مقابل  مبالغ من المال بين 100-150 ألف دينار عراقي (ما يعادل نحو 85- 127 دولار أميركي) لحين انتهاء الانتخابات.

الاختيار الأمثل للمواطنين

 

وبرغم الانتشار الكبير للمروجين للانتخابات ومرشحيها، إلا إن الكثيرين منهم يدركون أن دفع الناس لاختيار المرشح لا ينجح دائما، إذ يكتفي المواطنين أحيانا كثيرة بإيماءة من رؤوسهم لإقناع المروج باختيار مرشحه المقصود. وأجمعت الأصوات في الشارع العراقي على عشوائية وعبثية الترويج الذي ابتعد عن الضوابط الانتخابية وشوه مدينتا بغداد بملصقات بعيدة  عن الذوق الفني أن لم تكن جميعها فاغلبها على العموم..

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر عاشور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/06



كتابة تعليق لموضوع : الملصقات الانتخابية مشكلة ملازمة.. هل تحقق شعاراتها الاهدف المنشود؟ وما تأثيرها على الشارع العراقي؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net