صفحة الكاتب : جعفر مهدي الشبيبي

تظاهرات العراق معادلة وطن طرفها الشعب و الطائفية
جعفر مهدي الشبيبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 سوريا قبل سنتين من ألان بتاريخ 18-3-2011, انطلقت مظاهرات سلمية و اعتصامات و احتجاجات شعبية عارمة كان الإجماع الذي يريده الشعب ان يحصل على حريته و ينال قسطا من حقوقه . جوبهت بالنار و البارود و الرصاص, المتظاهرون و السلطة من بلد واحد و جنس واحد و هوية واحدة,جسد واحد, أحب ان ينهش في داخلة و يقطع اوداجة بيديه , تطور الأمر مع القتل و الإبادة , إلى ان تم استغلاله من قبل أصحاب الفكر التكفيري المنحرف و صوروا الموضوع بعيدا عن اطرة الداخلية و عن اطرة الاسلامية التي لم تحرك ساكنا لا للحل و لا لإيقاف القتل و خالفت شريعة الإسلام التي يقول فيها الله سبحانه و تعالى في القران ((وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت أحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر اللهفان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل اقسطوا ان الله يحب المقسطين)) صدق الله العلي العظيم.

فلم يسعى المسلمون بحكم واجبهم إلى إيقاف النظام السوري عن قتل الشعب في سبيل البقاء في السلطة دون تسليمها لصاحب الحق و هم الشعب ليحددوا مصيرهم بحرية منحتها لهم السماء و الأرض و القوانين و الأعراف الدولية و خاصة قوانين الأمم المتحدة التي تذهب في إحدى موادها إلى ترك الشعب يحدد مصيره حينما يريد في إي ارض و إي وقت و إي زمن إلا عند العرب طبعا!

على كل حال لقد انتفع التكفيريون من هذه الفوضى و ادخلوا أنفسهم كمنقذين يحملون فلسفة مفادها تكفير الفرقة الشيعية الرافضية حسب وصفهم؟ فوصفوا النظام ألنصيري بأنه علويا شيعيا ؟

مع انه لا يمت للتشيع بصلة لا من قريب و لا من بعيد!

و في نفس الوقت لا يمكن لأي عاقل بأي درجة من العقلانية ان يقول ان التظاهرات الأولى للشعب السوري لم تكن جماهيرية بريئة شريفة , تظاهرات شعب جائع يريد العزة و الكرامة و الخلاص من نير عبودية النظام ألبعثي الإجرامي الاستبدادي. بدئت باعتقال 15 طالبا لأنهم كتبوا عبارات تقول بالحرية على جدار مدرستهم !

استغله التكفيريون ولم يكن الشعب و حريته في حساباتهم يوما و دولة البحرين خير شاهد وهي ليست بعيدة عن حدود بؤرة الفكر التكفيري!

حيث كان و يبقى التشيع طرفي النقيض لفكرهم المنحرف و ان شرائع تكفير الطائفة لم تخرج إلا من كتبهم و بفتاوى اعتبرها جمهور المسلمين بأنها تمثل أفكار منحرفة لا يجوز الأخذ بها.

لكنها ألان مثلت أفكارا و نهجا منقذا من تسلط المد الشيعي و وهم سحب البساط من تحتهم كما وفي الوقت نفسه لم تتزعزع فكرة طرفي النقيض على مر السنون من دفتي الفكر التكفيري رغم التطور و تعدد مراحل التواصل و العرض و الحوار و خاصة ما يشرع منها حاليا و ما يحمل لواءها في الدعوة للقاء و الحوار الشرعي الفكري الديني و إنهاء الدخان و النار من ارض الشعوب البسيطة و التي يشوى لحمها ببارود المفخخات و الانفجاريات و الاختلاف في الرؤية لأبن تيمية الذي يقسم الأرض إلى دار إيمان و دار كفر و إلى رؤية المحدثين من الإخوان المسلمين من إتباع سيد قطب و إفتائهم بمذهب التكفير و شمل كل الأمة الاسلامية إلى من انتمى إلى منهجهم العقائدي وما أشبة اليوم بصولات الأمس كافرا ما افقهه!

و نعرج هنا إلى تذكرة في الفكر الإسلامي بصورة عامة, ومن هم اللذين يكفرهم:

- كفر من ينكر وجود الله

- من ينكر النبوة 

- من ينكر المعاد (يوم القيامة).

و حتى هنا في هذه الأبواب الثلاثة لم يجزم مطلقا بالقتل , و لا يعتمد أسسا مزاجية في الفتوى بل يرتكز على فهما دقيقا و على وجود ولي الأمر العادل و المتفق على ولايته نصا و علما , وفي عصرنا الحاضر الذي لا نعرف إي من إي فرق و مذاهب و انحرافات و تقاسم في داخل المذهب الواحد نفسه  يصفهم النبي ((يأتي على الناس زمان بطونهم إلهتهم و نسائهم قبلتهم,و دنانيرهم دينهم,و شرفهم متعهم,لا يبقى من الإيمان إلا أسمة,و من الإسلام إلا رسمه,و لا من القرءان إلا درسه,مساجدهم معمورة,و قلوبهم خراب من الهدى,علمائهم اشر خلق الله على وجه الأرض,حينئذ ابتلاهم الله بأربع خصال ,جور من السلطان,و قحط من الزمان,وظلم من الولاة و الحكام,فتعجب الصحابة وقالوا يارسول الله أيعبدون الأصنام؟ قال نعم كل درهم عندهم صنم))

و أركز على قول علماءهم اشر خلق الله على وجه الأرض, وهي كلمة لم تصدر بهذه القسوة من قبل كما اعتقد في إي وصف بل حتى أنها لم تطلق من قبل النبي صاحب الخلق العظيم على الكافر , فأي رجال هؤلاء؟.

حتى ان اغلب الأصوات الشريفة التي رشحناها سابقا للحل معتم عليها كثيرا رغم ان الحل يقبع في دواخلها و هذا الحل ينفع كثيرا لدرء الفتنة و تفويت الفرصة على ان تجري المصادرة لصالح الفكر التكفيري من جهة و من جهة أخرى التطرف المليشياوي الجاهل المسلح.هذه المليشيات المسلحة, وليدة الجهل و الخرافة و صنع إرادة إقليمية سواء ان علموا أم جهلوا.

و أنهم عبارة عن إبادة جماهيرية جاهزة حطبها هم و الشعب.

إننا اليوم إمام مشهد مماثل للمسلسل السوري و أيادي التدخل التكفيري موجودة سواء كانت بينة أم متخفية و سيظهرها الوقت!

و لنقول ان التظاهرات غير مشروعه, بل ان الشرعية نص دستوري ضامن لحرية التظاهر, لكن نقول ان ردة الفعل المتخذة من خلال استمرار التهميش و النظر بالتعالي للمتظاهرين و الخطاب بلغة الطائفة و تجريد السلطة السياسية لثوابت السلطة الدينية و ابرز ثوابتها تبني الخطاب بين الطوائف في اطر علمية دينية و عدم ترك الأرض للسياسيين و المليشيات و الجيش لتقول كلمة الفصل.

 لأنها ستنتج دراما مشابهه للدراما السورية و سيحول النزاع إلى استشفاء طائفي و نحن نعلم و التاريخ يشهد ماهية ماسي الطائفية و من أين تحصل على حطبها و ما طبيعة الموقد الذي سيشعل بة أجساد الأبرياء المدنيين و ما سوريا ببعيد!

فعلى السياسيين و المرجعيات الدينية  لن تفهم ان التبعات كوارثيه و سيحصل الفكر التكفيري على موطأ قدم بصفته الحامي للحقوق و المستعد للتضحية في سبيلها كما انه يظهر ان عداءة كان صحيحا و فكرة السقيم نموذجا طيبا و مفكرة ابن تيميه كان على صواب دوما .

إننا إمام معادلة وطن طرفها الشعب و الطائفية فارجوا ان يحسن اختيار الكفة الإنسانية الوطنية و ان نثقل الميزان بالحب بدل ان نملئ قربا بدماء الأبرياء ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر مهدي الشبيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/11



كتابة تعليق لموضوع : تظاهرات العراق معادلة وطن طرفها الشعب و الطائفية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net