صفحة الكاتب : ابو منتظر الاسدي

صوت ولد لكي لا يموت..
ابو منتظر الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ولدت وكأنها ولدت لتلقى المصائب الواحدة تلو الاخرى فقد اطفأت شمعتها الخامسة بانطفاء نور النبوة 

فهي اول مصيبة لها بفقد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله و سلم ورؤية تراثه ينهب نهبا حتى قال قائلهم انه ليهجر (يا الله يالها من كلمة عظيمة في حق من لا ينطق عن الهوى)، 

وبعدها فقدت امها وبتلك الحالة التي عصروا ضلع الرسول وهشموه كرها وحقدا فذهبت روحي فداها غاضبة غضبة الله عليهم حاملة سقطها، 

ومن ثم ماجرى على امير المؤمنين حتى خرج فجرا على رجليه ليعود محمولا على الاكتاف مفضوخ الهامة منزوع العمامة لجرم انه نفس الرسول، 

وبعدها رأت بعينيها كبد اخيها يخرج من فيه ويقذفه في الطست، فما اعضمها من صيانة لريحانة نبيهم فكأنهم قد اراحوه والحقوه بجده، 

والمصيبة الاعظم ماجرى في كربلاء وآه من كربلاء وماحدث فيها ولم يكتفوا بالقتل وقطع الرؤوس حتى جاؤوا بالخيل ورضوا اضلع الرسول ولسان حقدهم يقول لتلحق هذه الاضلع بذلك الضلع المكسور، 

ومابعدها كان اعظم حيث السبي ورؤية الذل وهي تساق سوق الاسارى في موكب حملت فيه رؤوس أعزتها، تلك المخدرة المصونة التي لم يرى لها خيال وهاهي تلقى انواع الذل والهوان، فكانت حقا امّاً للمصائب..

وأبت ان تنتهي المصائب فراحت احقاب واحقاب ولم ينس التاريخ تلك المجزرة الى سطرتها لنا عقيلة الطالبيين الشاهدة على جرائمهم الشنيعة لتكون إعلاما يقف وقوف الجبل الاشم لاتهزه الاعاصير ، فارادوا اخماد ذكر العلويين ووئدهم في كربلاء حتى قال قائلهم لاتبقوا لهم باقية، 

ولكن هيهات لنور الله ان يطفا ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوانُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) فاذا به يبزغ اسطع مننور الشمس وعلى لسان صوت الحق زينب فكانت كالسياط التي تلهب تاريخهم وترمي به الى المزابل فتكشف عوراتهم التي طالما ارادوا ان يخفوها ويمزجوها بالحق فتختلط على الناس حتى لعنتهم الامم (لعن الله امة قتلتكم)، فابقت الاسلام قويا شامخا محفوظا من التشويه والاندراس ومامونا من ان يصير لعبة يتقاذفها الامويون، فثمار واقعة الطف اتت اكلها على يديها عليها السلام فكانت بحق صوت الحسين الذي ارادوا ان يطفؤوه..

وكأن التاريخ يعيد نفسه ليثأر الأحفاد من ذلك الوقوف الصلب بوجوه الاجداد الاشرار وهم يتحينون الفرص ليطيحوا بذلك الصرح والمقام فيحاصرون المرقد عسى ان يتجرؤوا عليه حتى ينكلوا بالقبة لأن بقاءها يعني بقاء الصوت المدوي الذي يقضّ مضاجعهم فلا يهنأ لهم عيش مادامت هناك ذكرى تذكّرهم بتلك الأيام السوداء التي كشفت زيفهم، 

ومازال ذلك الصوت مدويا فلا يسكت، فهم يتوهمون بانهم بعملهم هذا سيسكتون ذلك الصوت الذي انطلق قبل 1400 عام ليعيدوا امجادهم الدموية الاموية فيقتلون من شايع وبايع العترة العلوية حتى يكملوا مابدأه اجدادهم الاوباش ويطبقوا مقولتهم لاتبقوا لاهل هذا البيت باقية..

ولكن سيبقى ذلك الصوت حيا مدويا مابقي الزمان يقرع آذانهم ويصل الى اقصى البلاد، فهذا الصوت كُتب له ان لايموت فهي مشيئة من الله تعالى عندما اختاره ليكون رفيقا للحسين (شاء الله ان يراهن سبايا) فيبقى حيا يقارع الباطل على مر الازمان، 

وكلما ارادوا ان يكمموه ويكتموه يرتفع اكثر فاكثر..

هذا الصوت ولد ليبقى حيا ليكون منارا واملا لكل الاجيال حتى يظهر صاحب الامر والزمان عليه السلام ليكون ذلك الصوت دليلا وشاهدا على جرائمهم ومجازرهم فيجتثهم عن بكرة ابيهم..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو منتظر الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/16



كتابة تعليق لموضوع : صوت ولد لكي لا يموت..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net