صفحة الكاتب : صالح المحنه

في العراق خيمٌ لإحتضان الإرهابيين... وأخرى لتلقي العزاء
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما بدأت التظاهرات الشعبية في محافظة الأنبار وأخرى في سامراء ونينوى وبغض النظر عن شكل ومضمون الشعارات والمطالبات ، والتي في معظمها غير شرعية ، ولاتعبّر عن غايات ونوايا سليمة ومطالب خدمية ، بل هي إرادات سياسية تستهدف هدم النظام برمته ، وعودت المجرمين الى سدة الحكم ، وبالرغم من كل هذا وذاك ، وبأسم المصالحة والديمقراطية المشوّهة ، إنحنت الحكومة بكامل إرادتها أمام هذا الخرق والإختراق والتجاوز على المال العام وحاولت استرضاءهم وبشتى الوسائل والوساطات والرشاوى الى حد التوسل! الأمر الذي زاد في تمادي قادة التظاهرات الى درجة سقوط الأقنعة والإدعاءات الزائفة التي كانوا يتشدقون بها بأسم الوطن والوطنية ، ففتحوا بيوتهم التي لم تُغلق أساسا للإرهابيين من فلول القاعدة المجرمين ، ونصبوا لهم الخيام والمنصات وبوضح النهار وعلى رؤوس الإشهاد ، إعتلى تنطيم القاعدة الإرهابي منصّة مايسمّى بالعز والكرامةِ ، التي يطالبون من خلالها بإسقاط النظام ، وأطلقوا التهديدات وألقوا الخطب والأناشيد التي تمجّد بأفعالهم الوحشية ، ويتفاخرون بقطع الرقاب ، ومما جعلهم يتمادون أكثر فأكثر ، خنوع الدولة وشل ذراعها المسلّح  أمام هذه التجاوزات العلنية والتهديدات التي لاتحتمل أي تأخير في مكافحتها والسكوت لحظة عنها ، ضَعف الدولة وهروبها أمام هؤلاء المرتزقة هو الذي شجعهم على التمادي والجرأة على كرامة الدم العراقي والإستهانة به ، الشعب غير معني بحماية نفسه ، فأمرُ حمايته يعود الى الدولة التي تملك السلاح والمال والمخابرات والأمن والرجال ، هي المسؤولة عن حماية أرواح شعبها ، وهي تتحمل الإخفاق والفشل ، وهي تتحمل مسؤولية المواقف الخانعة والمذلّة أمام الإرهابيين ، الإستهداف واضحٌ لايقبل التأويل ولا الدجل والنفاق السياسي ، إستهداف طائفة واحدة حملت أوزار قادتها الفاشلين ، طائفة الشيعة التي غلب عليها الطابع المأساوي ، فلا يكاد يمرُ يوم يخلُ من خيمة العزاء ...حتى صارت حالة ملازمة وعلامة فارقة لهم ، تقابلها خيمةٌ أخرى على ضفاف طائفة أخرى تستقبل الإرهابيين والمتآمرين ، كل ذلك والقادة السياسيون خصوصا الشيعة منهم ، يقابلون الأمر بالإستنكار والشجب فقط ، دون إتخاذ أي إجراءات مشددة للجم الأفواه التي تحرّض وتدعو الى قتل الإبرياء على مرأى ومسمع من العالم كله ، تراجع الحكومة أمام دعاة الإرهاب والقتل ، سيبقي خيمة العزاء الشيعية منصوبة الى آخر الدهر، وسيبقى التمادي والإستهتار بدماء الإبرياء من قبل رعاة الشر والفتنة ، مالم تُحرق خيمهم التي تأوي المجرمين والقتلة ، وقد حقق الإرهابيون أولى غاياتهم التي لاتنتهي عند حدٍ مالم يمسكوا بزمام الأمور ويواصلوا الذبح الرسمي كما كان يفعل قائدهم المقبور ، لقد تحقق لهم إسقاط هيبة الدولة ، عندما يقف راع ماعز أو أحد فدائئي صدام مرتديا عمّة النفاق في الانبار او نينوى ويوجه نداءا بأسقاط النظام والدستور ويهين شعباً كاملاً يختلف معه بالعقيدة ويحرّض على قتله وفناءه من الوجود ويُصفق له بحرارة والحكومة لاتحرّك ساكناً ! أي إهانة أكبر من ذلك وأي هيبة وقيمة تدّعيها الدولة التي لاتستطيع أن تحفظ وتحمي هيبتها فضلا عن دماء ابناء شعبها ؟؟ طالما بقت خيمة الإرهاب خيمة القاعدة منصوبة تحملها اعمدة النفاق والفتنة ...سيستمر التطاول والقتل والتدمير..ولاهيبة ولا قيمة للدولة التي تعجز عن هدِّ الأوكار أو حرقها وقطع دابر الفتنة..لانملك إلا أن نترحّم على أرواح شهدائنا الأبرار ..ونكفرُ بالعقيدة التي يدين بها الأرهابيون...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/20



كتابة تعليق لموضوع : في العراق خيمٌ لإحتضان الإرهابيين... وأخرى لتلقي العزاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net