صفحة الكاتب : ولاء الصفار

لم... ابكي على الحسين
ولاء الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد غياب طويل وربما متعمد لمفردة (المسرح) التي طالما سمعنا عنها الكثير من افواه اباؤنا حتى اصبحت اشبه بالحكايات القديمة كونها ذابت مع تفسخ ثقافة المجتمع وتحللت بعد انحرافه عن منظومة القيم والمبادئ الانسانية، لكني وبعد دعوة كريمة وجهت لي من قبل القائمين على مسرحية (في ظلال الطف) التي ستعرض قريبا في كربلاء، هممت لمشاهدة عروض البروفه واذا بي اجد عرضا غير مألوفا وطرحا حديثا اثار مشاعري فعشت الحدث وتعايشت مع ازمنته اضع نفسي تارة مع معسكر يزيد لمغريات السلطة وتارة اخرى مع الحسين لكسب الاخرة وتارة اخرى اسائل نفسي عن سبب خروج الامام الحسين عليه السلام لاصلاح قوم ورثوا الحقد والقتل من ابيهم قابيل وتارة اخرى اتعاطف مع الحسين الذي اعطى لهم مفاتيح الحياة الكريمة لكنهم ابوا الا ان يمارسوا حياة الذل والخنوع، وبينما انا اعيش وسط تلك الدوامة من الاحداث واذا بي اتحسس دموع محرقة تتقاطر كأنها تحفر في مسامات الوجه فهممت مسرعا لازيحها حتى لاتنشىء غشاوة على بصري وبصيرتي لتكون عائقا امام تعايشي مع الحدث.

وهنا انتهت البروفة وكل ذهب الى مقصده لكن الحدث لم يفارق ذهني فاسترجعت الذاكرة لاستذكار ما شاهدته واستوقفت عند اللحظة التي احسست بتقاطر ادمعي لعلني استذكر الحدث الذي فجر منابعها فلم اعثر على مبتغاي رغم الاحداث والمآسي الزاخرة في العرض، وتواصلت باستدراج العقل واستذكرت اخيرا سبب بكائي وما وراء تفجير مدامعي ولعله يكمن في ماشاهدته من طاقات شبابية تزخر بها مدينتي الحبيبة وهي لا تجد من يضع بصماته ليرسم لها سلم الظهور، نعم بكيت لاني شاهدت ثلة من الشباب لاتجد مأوى لعرض نتاجاتها سوى قاعة فريدة في كربلاء تفتقر لابسط مستلزمات العرض، نعم بكيت لان العرض توقف تارة واستأنف تارة اخرى بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل مفاجئ، نعم بكيت لاني جالس لاشاهد عرضا مسرحيا في خربة كتب على بوابتها قصر الثقافة والفنون في كربلاء ... فعرفت حينها اني لم ابكي على الحسين عليه السلام.

Wala_alsfar@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ولاء الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/27



كتابة تعليق لموضوع : لم... ابكي على الحسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net