فاتورة الكهرباء .. براءة الذمة
فؤاد فاضل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعتقد البعض من المجتهدين بالسياسة والابداع في صدور القرار ان ابتكار الاسلوب في الضغط على المواطن هو وسيلة لابعاده عن جوهر الحالة السياسية التي تعصف به يوميا , ولكن ليس عن طريق توفير حالة من ادنى اشكال الترف والرفاه وتسهيل امور الناس , انما عن طريق ابتكار افضل الوسائل للتكدير عليهم وتعكير ادنى فرصة لنسيانهم كيف يعيشون وكيف ينقظي يومهم الشاق بما فيه من تفاصيل العمل الشاق والخشية من استهدافهم هنا او هناك , المواطن هنا عندنا بالعراق ( مومدلل ) بل هو خاضع لموجه من اختبارات الاجتهاد في قياس مدى القدرة على التحمل رغم انه يمشي على ( طبق من نفط ) ولكن سرعان ماتنزلق تحته الاشياء ويروح متدحرجا حيث السقوط المدوي في مقالع النفايات والعربات التي تجرها الخيول الراكضة عند فجر كل صباح لكسب الرزق وماتجود به عليه تلك المقالع من الرزق الحلال ,, لست هنا بمعرض الطرح لمثل هذه الصورة لحياة المواطن العراقي , وبرغم وجود الكثير من هذه الصور واللوحات التي هي اقرب الى السريالية منها الى الواقعية , الا انني اتوقف كثيرا على حافة فواتير الحساب الحكومية والية دفعها وتسديدها ,, قرار مجلس الوزراء الموسوم يالحاق ورقة فاتورة الكهرباء مع المستمسكات الاربعة القاتلات عند مراجعة اي مواطن عراقي لاي دائرة رسمية لتمشية معاملاته الرسمية ,, ؟؟ هم جديد يضاف الى سلسلة الاجراءات الروتينية الطويلة في دوائر الدولة العراقية , يقول القرار ان الهدف منه حث المواطن على تسديد مابذمته من الاجور الكهربائية للحكومة ,, المواطن العراقي حتى اللحظة لم يشعر بوجود خدمة نستطيع ان نسميها كهرباء , ربما تحسنت بشكل صوري خلال ايام البرد , الا انها سرعان ماتنهار عند بداية كل موسم حراري , يقول القرار ان الديون تتراكم بحق مستهلكي الطاقة الكهربائية , رغم انها باتت تصلهم بشكل متقطع بعد عام 2003، نتيجة شحة الكهرباء , والشحة هنا تعبير دقيق للحالة التي نعيشها , تضاف اليها شحح كثيرة , شحة الماء والغذاء والخدمات والامن والسلام والخ والخ .... امراة فقيرة تساءلت .. يمه هيه وين الكرهباء ( وليس الكهرباء ) حتى ندفع فلوسهه ؟؟؟ عوامل الضغط هنا كثيرة فضلا عن العوامل النفسية السيئة التي يرزح تحتها العراقيون الذين هم بحاجة الى من يدفع عنهم بعضا من الاسى والحزن جراء الية القتل المبرمج والاستهداف الدقيق لبائع الخضرة والشاي والطماطة واصحاب البسطيات والاكشاك والعتيق والبالات , نحن اصلا لم نعد بحاجة الى الكهرباء ,, منذ اكثر من عام قرات تصريحا ضج به الاعلام العراقي فرحا وتطبيلا , يقول ان وزارة الكهرباء سوف تصدر الكهرباء الى الدول المجاورة مطلع العام 2013 ,, الامر الذي يعود الى حالة من الشك والسرور وضياع الامل ,, وقد مر العام الكامل على هذا التصريح ونحن اليوم شهدنا الكثير من المفاجات بدخول العام الموعود بالتصدير , لكن , لاتصدير ولا هم يحزنون , نحن نعلم ذلك مسبقا , ولكن , قلنا لانفسنا عسى ان يكونوا صادقين , ولكن مرة اخرى , بقي الذئب بريئا واخوة يوسف كاذبون ,, وبقي الاخوة عصبة يكذبون على الامم مئات السنين , فكيف لنا ان نصدق امرا جديد ,, والله المستعان على ماتصفون .
الجيمل mediane31@gmail.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
فؤاد فاضل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعتقد البعض من المجتهدين بالسياسة والابداع في صدور القرار ان ابتكار الاسلوب في الضغط على المواطن هو وسيلة لابعاده عن جوهر الحالة السياسية التي تعصف به يوميا , ولكن ليس عن طريق توفير حالة من ادنى اشكال الترف والرفاه وتسهيل امور الناس , انما عن طريق ابتكار افضل الوسائل للتكدير عليهم وتعكير ادنى فرصة لنسيانهم كيف يعيشون وكيف ينقظي يومهم الشاق بما فيه من تفاصيل العمل الشاق والخشية من استهدافهم هنا او هناك , المواطن هنا عندنا بالعراق ( مومدلل ) بل هو خاضع لموجه من اختبارات الاجتهاد في قياس مدى القدرة على التحمل رغم انه يمشي على ( طبق من نفط ) ولكن سرعان ماتنزلق تحته الاشياء ويروح متدحرجا حيث السقوط المدوي في مقالع النفايات والعربات التي تجرها الخيول الراكضة عند فجر كل صباح لكسب الرزق وماتجود به عليه تلك المقالع من الرزق الحلال ,, لست هنا بمعرض الطرح لمثل هذه الصورة لحياة المواطن العراقي , وبرغم وجود الكثير من هذه الصور واللوحات التي هي اقرب الى السريالية منها الى الواقعية , الا انني اتوقف كثيرا على حافة فواتير الحساب الحكومية والية دفعها وتسديدها ,, قرار مجلس الوزراء الموسوم يالحاق ورقة فاتورة الكهرباء مع المستمسكات الاربعة القاتلات عند مراجعة اي مواطن عراقي لاي دائرة رسمية لتمشية معاملاته الرسمية ,, ؟؟ هم جديد يضاف الى سلسلة الاجراءات الروتينية الطويلة في دوائر الدولة العراقية , يقول القرار ان الهدف منه حث المواطن على تسديد مابذمته من الاجور الكهربائية للحكومة ,, المواطن العراقي حتى اللحظة لم يشعر بوجود خدمة نستطيع ان نسميها كهرباء , ربما تحسنت بشكل صوري خلال ايام البرد , الا انها سرعان ماتنهار عند بداية كل موسم حراري , يقول القرار ان الديون تتراكم بحق مستهلكي الطاقة الكهربائية , رغم انها باتت تصلهم بشكل متقطع بعد عام 2003، نتيجة شحة الكهرباء , والشحة هنا تعبير دقيق للحالة التي نعيشها , تضاف اليها شحح كثيرة , شحة الماء والغذاء والخدمات والامن والسلام والخ والخ .... امراة فقيرة تساءلت .. يمه هيه وين الكرهباء ( وليس الكهرباء ) حتى ندفع فلوسهه ؟؟؟ عوامل الضغط هنا كثيرة فضلا عن العوامل النفسية السيئة التي يرزح تحتها العراقيون الذين هم بحاجة الى من يدفع عنهم بعضا من الاسى والحزن جراء الية القتل المبرمج والاستهداف الدقيق لبائع الخضرة والشاي والطماطة واصحاب البسطيات والاكشاك والعتيق والبالات , نحن اصلا لم نعد بحاجة الى الكهرباء ,, منذ اكثر من عام قرات تصريحا ضج به الاعلام العراقي فرحا وتطبيلا , يقول ان وزارة الكهرباء سوف تصدر الكهرباء الى الدول المجاورة مطلع العام 2013 ,, الامر الذي يعود الى حالة من الشك والسرور وضياع الامل ,, وقد مر العام الكامل على هذا التصريح ونحن اليوم شهدنا الكثير من المفاجات بدخول العام الموعود بالتصدير , لكن , لاتصدير ولا هم يحزنون , نحن نعلم ذلك مسبقا , ولكن , قلنا لانفسنا عسى ان يكونوا صادقين , ولكن مرة اخرى , بقي الذئب بريئا واخوة يوسف كاذبون ,, وبقي الاخوة عصبة يكذبون على الامم مئات السنين , فكيف لنا ان نصدق امرا جديد ,, والله المستعان على ماتصفون .
الجيمل mediane31@gmail.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat