صفحة الكاتب : كريم مرزة الاسدي

أمسـتْ ثقـافتـُنا تغــري أغـانينا !!
كريم مرزة الاسدي

بمناسبة بغداد عاصمة للثقافة العربية ، وتهميش مئات المثقفين العراقيين ، إليك هذه القصيدة على السريع من (البسيط) ، لأجل عين الثقافة العراقية بشموليتها ، دون ابتزاز فن الغناء ، لتلميع الأجواء ، وعلى المثقفين العفاء ، والعراقيون أكثر من أكفـّاء...!!

هدْهدْ بشعركَ مــــا أهــدتْ ليالينا

أمسـتْ ثقـافتـُنا تغــري أغـانينا !!

وغضّتِ الطـّرفَ عنْ نون ٍوما سطـَرتْ

أقـلامُـــها للنهى والذّكـــر ِتبْيينا

كـأنَّ بغدادَ مــــا كانــتْ بحاضرة ٍ 

ولا الرشيدً، ولا المـــــأمونَ ماضينا(1)

فـ ( دار حكمتِها ) تاهــــتْ نواجزُها

بـحاضراتٍ تعرّتْ مــــــن مآسينا

إنـــّي أعرّي زماناً بَيْعــــهُ أفقٌ

للحالمينََ بنهـــبٍ مـــن أراضينا

إنَّ الــدنانيرَ حيــنَ الـعودِ داعبها

توهّمتْ ، فــزهتْ زهــوَ المُغنـّينا

تبّـــاً لذاكرةٍ قــــد أغفلتْ قمماً

مـــن العلوم ، ونخلاتٍ لــوادينا

لا تعذل ِ القـــومَ نسياناً ، فيومهمو

نهْب الصراع ، فمـا يدريكَ يدرينا !

يا أيّها النجــفُ الأعلى إذا جهلوا

ميراثكَ الثـّر َّ، والغرَّ الميامينا (2)

ما بالهم رقدوا عن أنفس ٍنهضتْ

يومَ النضال ِ، وما كانت شياطينا

الفكرُ سلطانُ أجيال ٍ ،ومـا نجبتْ

واللحدُ يتربُ للجهل ِ الســـلاطينا

شــاد (المعرّي) بشدو ٍحين قينتهُ

في(دار سابورَ)، قد لاقتْ معرّينا (3)

************* 

يا منبعَ الشعر ِ: أيــامٌ ستــطوينا

ويسخرَالدّهر ممّن كــان يُزرينــا

إنْ أنـسَ لاأنس تاريخـاً مررتُ بهِ

قد هدَّ عودي ، وهل تـُنسى عوادينا ؟!

 " أينَ الرضا والرضا من قبلهِ وأبو 

موسى، وأين ِ عليّ ٌ " من معالينا ؟(4)

وأينَ(جوهرُنا)(الصافي) (رصَافِيَهُ)

و(نازكُ)الشـّعر ِ(للسيّابِ) تـُهدينا (5)

هــذا العراقُ ، مضت أسلافهُ كِبراً

وللأواخــــر ِمـا سنـّتْ أوَالينا

نخطو على خطواتِ الذاتِ نـُنكرها

ونـــزرع الدربَ ريحاناً ونسرينا 

فإنْ ترامى جوارٌ بــــاحَ ساحتنا

بالأفكِ ، مـا قصّرتْ يومـاً مرامينا

دقـّتْ بساعاتها النيران راهبـــة ً

أهلَ الدّيار ِ ، وجــرَّ الجلفُ سكّينا

هذا جنيناهُ من كبواتِ أعصـــرنا

لا يدركُ المــــرءُ دانينا وعالينا

هبِ الرماحَ العوالي في الدّجى قصباً

جنب الصفائح،هلْ خابَ الرجا فينا؟!

إنَّ السلاحَ سلاحُ الروح ِ نحملــهُ

والعزم ِ والعزِّ والعليـــا عناوينا

*********************

عـــذرا لبغدادَ ، إنْ أقلامنا كشفتْ

غسقَ الظلام ِ،فما يشــجيكِ يشجينا

بغدادُ يا بســمة َ التاريخ ِ راغمـةً ً

أنفَ الأنوفِ ، ولا تمحي الدواوينا

إذا تعالى صـراخُ الطبل ِ من أنفٍ

لا يطــرقُ الصّكّ ُ أسماعاً ليثنينا

مذ ْ أنْ فطمنا نذرنا للعـراق دماً

وقد هرمــنا ، فكانَ الدَّيْنَ والدِّينا

إنْ قيلَ: مَنْ أمجد الأوطان أولها ؟

دلـّتْ أصابعها الدنـــيا لوادينا

نحنُ الأباةُ ، ولا رأسٌ يطــاولنا

حتـّى نقـولَ ، يقولُ الدّهرُ : آمينا

ـــــــــــــ

(1) الرشيد ويلحقه المأمون بالعطف ، قد يأتي بالرفع غلى الأبتداء ، والو التي قبله للاستئناف ، وقد الرشيد بالنصب على أساس أنه معطوف على بغداد , وقد يأتي على أضعف الاحتمالات الرشيد حركته الأخيرة الكسرة ، وذلك بعطفه على حاضرة 

 إشارة إلى إلغاء مشروع النجف الأشرف عاصمة للثقافة الإسلامية (2)

 (3) إشارة إلى بيت أبي العلاء المعري ، وطربه لسماع صوت مغنية في (دار سابور ) عند زيارته لبغداد : 

وغنت لنا في دار سابور قينة *** من الورق مطراب الأصائل ميهال

 (4) تضمين لبيت السيد محمود الحبوبي عند رثائه للشيخ محمد رضا الشبيبي (ت 1965 م) ، وفي لبيت أيضاً إشارة للشيوخ محمد رضا المظفر ومحمد علي اليعقوبي ( أبو موسى ) وعلي الشرقي ، وتوفوا قبله ، وقد تجاهلتهم وسائل الإعلام ، ومؤسسات الثقافة ، والتاريخ يعيد نفسه وبيت الحبوبي أين الرضا والرضا من قبله وأبو **** موسى ، وأين عليّ ٌ ذلك العلمُ

 (5) الجواهري تعرض للسجن بالثلاثينات(1937م) أيام انقلاب بكري ، وتجرع الغربة منذ ( 1956م ، 1960م ...) ، حتى مات بعيداً عن عن وطنه في دمشق (1997م) ، الصافي عاش الغربة في إيران ، ثم سوريا ، وأخيرابعد إصابته بطلقة طائشة في عينه بلبنان ، رجع للعراق عام (1976م) ، وتوفي في وطنه بعدها بسنتين ، إذ قضى خمسين عاماً مغترباً ، والرصافي قضى أواخر عمره بائعا لسكاير غازي ، وضمته غرفة دون ستارة تقيه حر صيف بغداد القائض ( ت سنة 1945 م ) ، ونازك الملائكة عاشت أواخر عمرها في بيروت أولا ثم في القاهرة مكتئبة منذ 1990م حتى 2007م ) ، ومأساة السياب معروفة ، تغرّب وهاجر وتمرض حتى توفي في الكويت في المستشفى الأميري سنة (1964م) , ودف في البصرة في يوم جمعة كئيب ، حيث طردت عائلته من بيتها المعقلي التابع لمصلحة الموانئ .. ما دونت حسب ذاكرتي بعجالة ، فعذراً عن السهو إن وقع . 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كريم مرزة الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/04



كتابة تعليق لموضوع : أمسـتْ ثقـافتـُنا تغــري أغـانينا !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net