صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

من هي هيباتيا ثيون ؟؟ ولماذا قتلتها الكنيسة ؟
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 

حتى هذا اليوم ترى الكنيسة بأن المرأة شيطانة لا تصلح للتعلم ، وأن تعليمها سوف يُسبب مفاسد عظيمة لأنها باب الشيطان . وحتى هذا اليوم فإن الكنيسة لا زالت تعمل بقول الكتاب المقدس الوارد في كورنثوس الأولى 14 : 35 و تيموثاوث الأولى 2: 11((لست آذن للمرأة ان تعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت ولكنها ستخلص بولادة لأولاد ولكن إن كنت يُردن أن يتعلمن شيئا ، فليسألن رجالهن في البيت)) ولذلك فإن أعدى أعداء الكنيسة هو تعليم المرأة.

ولنأخذ على ذلك دليلا تاريخيا.وما أكثر الأدلة.

هيباتيا ابنة آثيون استاذ متحف الاسكندرية ومكتبتها ((السيزاريوم)) لقد تكتمت الكنيسة طوال قرون على قصة هذه العالمة الفذة التي كانت نادرة زمانها وسبب هذا التكتم هو أن الكنيسة كانت تقف وراء هذه الجريمة المروّعة بحق هيباتيا لأن في مقتلها على يد الكنيسة اسدل الستار تماما عن عصر الحضارة الهيلنية.

عملت في مكتبة الإسكندرية ، كانت عالمة فلك و رياضيات و فيزياء و رئيسة المدرسة الفلسفية الأفلاطونية . فهذه انجازات رائعة واستثنائية بالنسبة لمرأة في ذلك الزمن الذي امتدت فيه مخالب الكنيسة إلى كل مكان.

كانت الكنيسة تعزّز أطماعها وقوتها و نفوذها على الساحة فأصبحت تمثّل دين الدولة الرومانية وذلك عن طريق بث الرعب في قلوب الناس فراحت الكنيسة تعمل على استئصال كل مظاهر الثقافة فتعرض العلماء والمثقفون إلى المطاردة والاستئصال. والسيدة هيباتيا وقفت في وسط هذه التحوّلات الاجتماعية النافذة فكان الناس يحبونها لهيبتها وجمالها وطيبتها وصدقها ويزداد عدد طلابها يوما بعد يوم . فكان نجاحها سببا في احتقار رئيس أساقفة الاسكندرية لها خصوصا بعد وضعها لخريطة رسمتها عن الأجرام السماوية واختراعها مقياس ثقل السائل النوعي (الهيدرومتر) فأشعل ذلك الغضب في قلب الاسقف وبدأ يخطط لاسكاتها. 

فهيباتيا التي مثّلت رمزاً للعلم و المعرفة في حينها كانت تمثّل بالنسبة لرئيس الأساقفة رمزاً للوثنية و الإلحاد! لأن العلم فقط في الكتاب المقدس وما يقوله الكتاب المقدس هو الفصل ولا يوجد أي دور للعقل او شيء اسمه العلم . لكن هيباتيا على الرغم التهديدات استمرّت بممارسة مهنتها في التعليم و تأليف الكتب . و في عام 415م ، بينما كانت في طريقها إلى العمل وفي أحد الأزقة المؤدية إلى مكتبة الاسكندرية، تعرّضت لكمين على يد رجال الدين المتطرّفين التابعين لرئيس الأساقفة ، جرّوها من داخل العربة التي تقلّها ، مزّقوا ثيابها ، و قاموا بتقطيعها إرباً ! و حرقوا بقايا جسدها !. و أحرقوا معها جميع أعمالها و طمست و دمرت مؤلفاتها العلمية ، ونُسي اسمها تماماً ! وكل من يذكر هيباتيا فإن مصيرة الموت بتهمة الترويج للوثنية . أما رئيس الأساقفة الذي أمر بقتلها، فأصبح فيما بعد قديساً !.

وبقتل هيباتيا آثيون اسدل الستار تماما عن عصر الحضارة الهيلنية وبدأ عصر مطاردة العلماء وقتلهم واحراق كل كتب العلم. (1)

وهذا نفسه يجري اليوم في أروقة الكنائس لكل من يعرض بالنقد للكتاب المقدس او رجال الدين ولذلك ترى كتابات العلماء جدا خجولة في هذا الجانب من العلوم.

ولا أنسى صرخة الأب الأقدس فخري قسرين دنحا ورفعه اصبعه بوجهي مهددا متوعدا عندما سألته عن سبب جمع تبرعات مالية من الناس لدعم حركة التبشير في العراق بعد احتلاله وتدميره والسبب في مباركة كل آباء الكنائس للحروب التي يشنها الغرب المسيحي على افريقيا وآسيا وغيرها فصرخ في وجهي : وانت مالك ؟ كيف ننشر كلمة يسوع بين الناس ومن يسمح لنا أن نكرز في اوساطهم نحن بحاجة إلى ذلك فكل فتح تقوم به هذه الجيوش يُحرك فينا شهوة دعوة الناس لدين المحبة والسلام . أنصحك كوني بنت طيبة في مستوى جمالك ويجب أن يكون علمك فقط في الكتاب المقدس. 

(1) كتاب كوزموس ، كارل ساغان ، مقدم برنامج كوزموس والكتاب من نشر مؤسسة بي.بي.سي الإذاعية .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/06



كتابة تعليق لموضوع : من هي هيباتيا ثيون ؟؟ ولماذا قتلتها الكنيسة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2013/04/15 .

شكرا اختي الطيبة كلنار صالح على مرورك الكريم وشكرا للكلمات الطيبة الساندة واتمنى لك طيب الاقامة على صفحة مواضيعي . دمت بخير .

اخي الطيب توم ، ومن ه الذي يستغل السياسة ، اليس جميعهم من المتدينين . السياسة لا تكون فاعلة في خداعها للناس مالم تتبرقع ببرقع الدين الزائف . لأن الدين الحقيقي يرفض السياسات الفاسدة ، ولكنه الدين الزائف الذي يستغل آلام الناس لمنافعه الشخصية ألم يكن بوش مسيحيا متطرفا وكل ادواته رامسفيلد وغيره وغيره وتوني بلير وهم من محترفي الحروب والخراب ويؤمنون بحرب ياجوج ومأجوج التوراتية وقد استخدم بوش هذا العنوان للتعمية على حربه المشؤومة آرمكدون التي كان يحلم ان يكون هو اول من يشعل شرارتها لتأتي على اليابس والاخضر .
تشخيصك في الجملة الاخيرة هو عين الصواب وانا اؤمن به .
شكرا للجميع . يارب خلّص .

• (2) - كتب : كلنار صالح ، في 2013/04/15 .

السيدة ايزابيل بنيامين المحترمة
تحية طيبة وسلام ، وتقديري واعجابي الكبير بما قرأت من مقالاتك المنشورة في صفحتك في الموقع فهي اكثر من رائعة وغنية بالمعلومات
شكرا لك وامنياتي لك بمزيد من النجاح والتقدم


• (3) - كتب : توم ، في 2013/04/09 .

عندما يستغل الدين للسياسة هذا ما يحدث
وليس الخلل في الدين انما في السياسه واللصوص الدخلاء على الدين




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net