صفحة الكاتب : حميد الموسوي

انتخبوا المرشح الطائفي
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبل الانتخابات بشهر او شهرين احيانا يشتد وطيس الحملة الدعائية حيث يحرص المتبارون على استقطاب اكبر عدد من الناخبين تعزيزا للاصوات التي ضمنوها واطمأنوا الى تأييدها وصارت – حسب تعبيرهم – (بالجيب). ولتحقيق هذا المنجز يبذلون مالديهم من الاموال الخاصة والعامة..المعروفة المصدر. اوالمجهولة الداعم ،فيقيمون المآدب والعزايم والولايم والمؤتمرات والندوات فضلا عن الجولات الميدانية والملصقات والبوسترات والفلكسات والمفكرات وما شابه.

احد هؤلاء الكرماء اراد النزول بقائمة مستقلة ، وتأكيدا  (لاستقلاليته) المركزة الخالية من كل المسميات العنصرية والشوفينية والاثنية والطائفية أصر على توجيه الدعوة لرجال ونساء من جميع الاطياف العراقية بتنوع طبقاتها .. رجال دين .. شيوخ .. سادة .. كتاب .. شعراء .. عمال .

كنت ممن وجهت له الدعوة من خلال زميل وصديق مقرب من صاحب الدعوة . بعد الترحيب الحار والثناء والتبجيل بالحاضرين اختار الأخ المرشح مفردة الطائفية وراح يتحدث عنها باسهاب وتفصيل بحيث لم يترك شاردة ولا واردة ولانطيحة ولامتردية تخص الطائفية او لها علاقة او شبه علاقة من بعيد البعيد الا وذكرها .

بعد هذا الاطناب الممل حد الضجر فتح متكرما باب النقاش والمداخلات .

سألته بلهجة الجاهل المتلهف لسماع جواب معقول مقنع محايد: على ضوء شرحك المستفيض للطائفية تأكد للجميع ان سلطة صدام كانت طائفية حد النخاع بل حتى خارج نطاق المألوف ؟!.

اجابني بغضب مكبوت وبأنفعال ممزوج بأبتسامة باهتة لاخفائه: لا.. مع الأسف سيد .. نظام صدام ابدا مو طائفي .. لازم سماحتك كنت تفكر خارج القاعة ..او مشغول في موضوع خلال المحاضرة ؟.

قلت : اذا كانت محافظات العراق واقضيتها ونواحيها ومديريات شرطتها ومحاكمها ودوائر امنها واستخباراتها وقيادات شعبها ومكاتبها وفروعها .. تدار من قبل جهة معينة واحيانا من عشيرة او محافظة معينة ما عدا بعض الشرطة والكناسين والخدم .. واذا كانت قيادات القوات المسلحة بفيالقها وفرقها وألويتها وافواجها وسراياها وفصائلها .. البرية والبحرية والجوية تدار من نفس الجهة عدا الجنود والمراسلين والحلاقين ...

واذا كانت الوزارات ووكلاؤها ومستشاروها ومدراؤها ورؤساء دواوينها وضباط امنها تدار من نفس الجهة عدا الفراشين والكتبة وصغار الموظفين ..واذا كانت الاجهزة الامنية والاستخبارية والحرس الخاص والامن الخاص والحمايات وماشابه تدار من نفس الجهة ..

واذا كانت المؤسسات الرياضية والثقافية والصحفية والنقابية والتعاونية والاذاعة والتلفزيون .. تدار من نفس الجهة ..

عدا التوابع الخدمية ..

واذا كانت قيادة البلاد وكل ما مر من قيادات تدار بيد شخص واحد يحيي ويميت .. اذا كان كل ذلك ليس بطائفية فأرجو ان تضع لنا مصطلحا مناسبا لتشخيص تلك الحالة كي نستعمله في كتاباتنا ونقاشاتنا . 

ضحك المرشح (المستقل جدا ) بصوت عال وتوجه الى الحاضرين : 

سمعتوا اخوان اذا سيدنا يتكلم بنفس طائفي لعد الباقين شلون؟!!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/08



كتابة تعليق لموضوع : انتخبوا المرشح الطائفي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net