صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

وعود المرشحين للشعب أمانة شرعية
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل موعد الانتخابات بفترة قصيرة تشتد المنافسة بين المرشحين بأساليب وطرق مختلفه لنيل رضا الناخبين من خلال الوعود الكثيرة والمغريات التي سيحضون بها, وتتجاوز حد المعقول يكون فيها اللسان هو الترجمان العلني والمعبر عن ارادة المرشح ,وكلما كان اللسان خفيفاً وسريع الحركة يرسل الدرر والياقوت والأمال الكاذبة مما يجعل الناخب يحلم باليوم الذي تفرز فيه الاسماء ويعتلي صاحبه منصة الفوز ليلتقي به ويطالبه بالوعود ويذكرٌه بالكلام الذي اصبح عليه حجة شرعية وعقد ابرمه مع انصاره ومؤيديه , هذا في حالة التقاءه بالجماهير اذا لم يضع لنفسه حواجزا ومواعيدا وحجابا يبرر له الاعذار والحجج هربا منهم , ما نشاهده في العاصمة بغداد بالذات دون المحافظات هو الدعاية والصور للمرشحين التي أمتلأت بها الاعمدة والبنايات والمتنزهات واكثر المرشحين ليس لهم خبرة في مجال الاحتكاك المباشر مع المواطنين كون اعمالهم تدار في غرف ضمن دوائر لايعرفون بها معاناة المواطن والساعات التي يقف بها من اجل استلام معاملته تحت لهيب الشمس أوالبرودة القاسية , والاكثر من ذلك أن القسم الاكبر منهم جاء ليعدل من مستواه المعاشي بعد أن استخدم الحاسبة في الجمع والضرب والاستقطاع ليحصل على الراتب المخصص , ناهيك عن ما مكتوب في اللوحات ومن اشارات بالايدي والكلمات المؤثرة, وقد شاهدت صورة لاحد المرشحين يشير بيده الى معاناة الناس وسيعمل على انقاذهم وتوفير الحياة المطمئنة وسيتبرع براتبه الى الفقراء !!!! وعند الاستفسارعن هذا المرشح علمت انه موظف في احد الوزارات الخدمية وهو كبير المفسدين فيها وكان عضو في لجنة توزيع الاراضي الذي اجهد نفسه على توفير الاراضي للموظفين من خلال اجبارهم على دفع رشاوي بالدولار ولايتعامل بالدينار العراقي تقدر ( بدفترين او ثلاث $  ) وبعد التأكد عن هذه الشخصية البهلوانية وجدت  كلما قيل بحقه كان صادقاَ دون مبالغة  , مع كل الاسف ان معظم الذين يرشحون للانتخابات لايعلمون ان هذه المسؤولية خطيرة وشرعية وأمانة سيطول الوقوف فيها المسؤول أمام الله يوم الحساب , وكلما ازدادت وتوسعت المسؤوليات المناطة به كان اقرب الى الله من غيره للمحاسبة واخطر من غيره  لتلقي العذاب ,لان الحياة كلها عبارة عن عقد والاخلال بالعقد فيه اثم كبير وسيئة لاتغتفر , وعودك للناخب عقد, البيع والشراء عقد  , الزواج عقد , والقرآن الكريم يؤكد على ذلك في مجمل اياته ويعتبره التزام شرعي , أن الصراع الحالي بين المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات التي ستشهد منافساتها يوم العشرين من نيسان , يمر بمرحلتين لاثالث لها أما ان يتحمل المرشح الامانة الذي وضعها على ظهره وهي اثقال كبيرة وعهد بها رب العالمين قبل ان يوعد الشعب ويجهد بنفسه ويتحلى بسعة الصدر وأن يتصدى في الميدان لكل ماهو مخالف ولايصب في مصلحة الناس من ظلم واضح حتى لو اضطرت الحالة ان يختصم مع زملائه او يستقيل ,ولا يطلق الوعود الكاذبة فانها مرض يؤلم الناس ويبطل عمل المعروف ويمزق الشعب وتنشر فيه اعظم موبقة اكد عليها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه واله اياكم والكذب اياكم والكذب حتى قالها اكثر من مرة, واية المنافق ثلاثه واحدة منها اذا وعد اخلف , والخيار الثاني الذي يسير عليه ثلة من الاعضاء بعد فوزهم في الانتخابات ,هو ان يشطب يومه بهدوء ويصوت على كل شيىء وتراه يحرك رأسه باستمرار حول القبول , وهذا يذكرني بالمقبور طه ياسين رمضان عندما كان يجلس الى جانب صدام في مجلس الوزراء طيلة فترة الحكم البائد ليقول نعم ويحرك رأسه باتجاه الصح وتأيداً للقول ولم اراه معترضا يوما  , مثل هولاء المرشحين عليهم اثم كبير وعذاب في الدنيا والاخرة , لانهم جانبوا الباطل ولم يعترضوا عليه وهم يعلمون به والساكت عن الحق شيطانا اخرس  ولم يكلفوا أنفسهم بالدفاع عن الحق خوفا ان لايحصلوا على رضا زملائهم ومحبة المنافقين  , بالتأكيد لم يكن هذا هدفهم بل سكوتهم جاء ارضاءاً الى مناصبهم وخوفا على مخصصاتهم وامتيازاتهم وأن هدفهم من الترشيح لهذه المسؤولية هو خدمة انفسهم وأسرهم والتمتع بالامتيازات , فالذي لايقف مع الناس ولا يهتم بامور المسلمين فهو ليس بمسلم , وقلبه مليأ بالافتراء والغضب , ويوجد من اصحاب هذه القلوب نماذج كثيرة لايخلوا المجتمع منهم واكثرهم اليوم ماكثين في مجلس النواب ,بالوقت الذي لاابخس حق وجهود وعطاء قليل جدا من اعضاء داخل مجلس محافظة بغداد كان لهم دورا ليس بالمستوى المطلوب ولايصل الى الارتقاء والامل الذي كان ينشده ويتأمله المواطن في بغداد والمحافظات ولكن وضعوا بصمات صغيره  حتى لو لم تكن مؤثرة فهي أمل في تحريك غرائز ومشاعر الاخرين الصامتين من خلال اعتراضهم على القرارات الامنية والاصرار في تبديل قيادات فاشلة وتقديم مقترحات والنزول الى الشارع , 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/10



كتابة تعليق لموضوع : وعود المرشحين للشعب أمانة شرعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net