صفحة الكاتب : الشيخ جهاد الاسدي

قراءة في موقف المرجعية من الوضع السياسي ومن الانتخابات المحلية الحلقة الاولى
الشيخ جهاد الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 (1)

طريقتان للحركة ..
حين نلاحظ نمط العمل الذي يمارسه الفاعلين الاجتماعيين والمؤثرين في الوضع العام نجد ان ثمة طريقتان متمايزتان لتلك الممارسة 
الطريقة الاولى : تضع بنظرها ان تحقق ماربها بوسائل مختلفة قد لا تكون محكومة بضوابط الاخلاق من الصدق والامانة والانطلاق من الواقعيات ومن هنا توظف كل وسائل الاعلام وتستغل عواطف الجمهور وتتلاعب بالوعي العام وتزيف الحقائق من اجل ان تبقى في موقع الفعل وتمارس اكبر قدر من التاثير مستفيدة من الجهل تارة ومن الطمع اخرى ومن ضعف النفوس ثالثة . 
مثل هذه الفعاليات يطول لسانها في تجريح الاخرين وتبرئة الذات من أي نقص تتكلم بكثرة وتحاول قدر المستطاع تلميع صورتها لدى العامة لتصل او لتحافظ على مواقع التاثير والصدارة . 
الطريقة الثانية : تضع بنظرها ان يكون الضابطة الاخلاقية معيارا اساسيا في تعاملاتها لا تتحدث بمنطق الاعلام الذي قد يزيف حقيقة ويتلاعب بالقناعات لانها في الاساس لا تهدف الى جر اكبر عدد من الاتباع لصفها بل تنطلق من ان الفعل الاجتماعي العام هو مسئولية وتكليف وان كل كلمة وكل سلوك يضع صاحبه امام المسئولية العظيمة امام الله سبحانه منتهى مسئولية كل مسئولية فلا تراها تكثر من الكلام او من الرد على من يتهمها ومن الدفاع عن الاشخاص ومن الدعوة الى ذوات لانها لا تجد في ذلك ضالتها فتراها تبين الحقيقة لمن يطلبها ولا تستخدم اساليب لفرض الراي او تسويقه على الطريقة الاعلامية لانها لا مطمع لها بما يجلبه الاعلام لها من ثمار بل كل مطمعها بالاثر الحقيقي لمن يطلب الحقيقة 
المرجعية الدينية لو نظرنا اليها بعين الانصاف وجدنا انها تعمل ضمن النمط الثاني فهي لم تسوق لشخص المرجع اعلاميا ولم تكثر من القول في مسائل الخلاف ولم تسع يوما لاستخدام لغة لكسب شارع ولم تتصد يوما للدفاع عن شخص المرجع حين يناله شخص هنا او اخر هناك ولو اردنا ان نحلل هذه الظاهرة لامكن القول ان ذلك يرجع الى ان المرجعية لا تهتم بكثرة الاتباع لانها ترى في ذلك ثقلا ومسئولية تضاف الى مسئوليتها وان المسئولية كلما عظمت عظم الحساب عليها فهي لا تمثل غنيمة يسعى المرجع خلفا بقدر ما تمثل تكليفا شرعيا يحاول الخروج عنه دون ان يكون مقصرا امام الله سبحانه ونبيه واهل بيته . 
من هنا ندرك لماذا لا يتصدى المراجع للإعلام على الرغم من كثرة التهم التي توجه اليهم وفي الواقع ان هذه الاشكالية تحل بالنظر الى : 
اولا : ليس كل المواقف تتطلب الكلام  فبعض المواقف يكون السكوت وعدم الكلام خير جواب لها المصلحة العامة قد تقتضي ان لا يجيب الانسان لان الاجابة تعني بشكل واخر اعترافا وانسياقا باتجاه منزلقات خطيرة؛ 
يقول الشاعر : لو كل كلب عوى القمته حجرا لاصبح الصخر مثقالا بدينار 
ثانيا : المرجع الحق لا يكترث بكثرة الاتباع ولا يهتم ان يكون عدد من يقلده اكثر وذلك امر طبيعي  بالنظر الى ان المرجعية تعني مسئولية امام الله وتعني تكليفا لا تشريفا وبالتالي كلما كان مسئوليته اقل كان افضل ومن هنا فلا يحرص المرجع على استعمال الاعيب الاعلام من اجل ان يكثر نفوذه وتاثيره لانه يرى في ذلك حملا اثقل ومسئولية اعظم ..
يتبع الحلقة الثانية .. 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جهاد الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/12



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في موقف المرجعية من الوضع السياسي ومن الانتخابات المحلية الحلقة الاولى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net