صفحة الكاتب : رفعت نافع الكناني

عندما تؤمن مؤسستنا العسكرية بالتداول السلمي للسلطة
رفعت نافع الكناني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

   يوما بعد اخر ، يتجلى بوضوح ما للعملية الديمقراطية في العراق من حضور فاعل على مستوى قطاعات الشعب كافة سواء كانت مدنية او عسكرية ..  واتمام عملية الاقتراع الخاص السبت الماضي لمنتسبي قواتنا المسلحة والشرطة لاختيار ممثليهم لمجالس المحافظات وبهذة المهنية العالية والمستوى الجيد الذي ابداة المقترعون من انضباط وتنظيم واداء متوازن وبنسبة تجاوزت اكثر من  70%  يؤشر لعراق جديد واعد يعتمد الخيار الديمقراطي في بناء مؤسساتة التشريعية ويجذر لعملية التداول السلمي للسلطة وخاصة من قبل قواتة المسلحة وقوى الامن والشرطة ، والتي تعتبر عملية فريدة من نوعها على مستوى المنطقة العربية ، وتؤسس لمشروع سياسي متطور اساسة العملية الديمقراطية وحمايتها  وتعميق بناء المؤسسات الدستورية في بلد كانت هذة القوى قبل التغيير في 2003 تعمل لحماية شخص القائد ونظامة القمعي والتسلطي .

 

اجراء الانتخابات وبهذا الوضع الامني الاستثنائي وما يخطط لة اعداء العراق ، كان التحدي الاكبرالذي اثبت ان الشعب العراقي  كان بمستوى المسؤولية وقادر على تحمل الصعاب في ادق الظروف واصعبها .. ولة القدرة الفاعلة في وضع العملية السياسية في مساراتها الصحيحة بالرغم من ان البعض يريد ان يضع الموانع والحواجز والعصي في طريق تقدمها ونجاحها . صحيح ان البعض من القوى في داخل العملية السياسية وقوى اقليمية داعمة لها ارادت وتريد التأثير على سير الانتخابات ونتائجها من خلال حملة تسقيطية قبل بدء العملية الانتخابية اصلا وباساليب رخيصة للتاثير على سير العملية الانتخابية والتشكيك بنتائجها مقدما في سبيل زعزة ثقة الشارع العراقي والمنظمات الدولية بشرعية هذة الانتخابات .. الانتخابات عملية كبيرة وتنظيمها يحتاج الى امكانات واساليب كبيرة وحديثة  ودعم دولي لغرض الايفاء بالالتزامات والضوابط  من خلال الاستقلالية في العمل والقرار وقد اثبتت المفوضية المستقلة للانتخابات حياديتها واستقلاليتها في العمل ونأمل ان يستمر العمل على هذا النحو من المهنية والشفافية بعيدا عن الضغوط والاملاءات من هذا الطرف او ذاك .

 

العملية الانتخابية في بلد كالعراق والذي رضخ لنظام شمولي لاكثر من اربعة عقود ..لايمكن لها ان تسير وتنضج  وتستقر بعدد من السنوات  ، وان المواطن العراقي كان مغيب ولا اثر لوجودة في العمل السياسي الحر ونتيجة لذلك قل تاثيرة الفاعل وحضورة الحي في الفعل المباشر المؤثر طوال تلك السنوات العجاف .. اذن امام المواطن فترات طويلة من الامتحان والتدقيق والفرز لكل من على الساحة السياسية في الوقت الحاضروفي المستقبل .. سواء كانت كتل سياسية او افراد او احزاب او قيادات فاعلة في ايام المعارضة .. من هنا نستطيع ان نعول على معيار الزمن لغرض عملية الفرز بين الوطني  وبين المرائي وبين النظيف وبين الفاسد وبين المؤتمن وبين الخائن .. انها فترة مرت بها شعوب قبلنا استفادت من تجاربها ، ونامل بالعراقي من اختيار الاجدر والانسب والاكثر جدارة في قيادة وادارة شؤون البلاد والمشاركة  الفعلية في صياغة القرارات المهمة لبناء دولة المواطنة . 

 

لتكن هذة الانتخابات مقدمة واعدة لانتخابات اعم واشمل واقصد بها الانتخابات النيابية القادمة .. فالمواطن البسيط قبل العارف ببواطن الامور استطاع  ان يميز ويفرز من هو الافضل لقيادة المجتمع ومن يضع ثقتة بة ، من كان طالبا للمكاسب والثروة والسلطة ومن كان زاهدا بها .. من كان يبيع الوظائف والمواقع ومن كان يمتلك النفوذ والقوة لحصول اتباعة على المشاريع والاستثمارات الوهمية القذرة ومن يغذي الارهاب باشكالة من خزينة الدولة وقوت المواطن ومن يسرق موارد البلاد وخيراتة لاستثمارها لحسابة الخاص في الخارج ..  المواطن اصبح يعرف جيدا من يتاجر بالدين والمذهب والقومية ، واصبحت شعاراتة المرفوعة هدفا اساسيا لاستمرارة في عملية الغش والتخرص على الاخرين . اذن المواطن يتحمل في هذة المرحلة مسؤولية مضاعفة لتجاوز حالة التشتت والانقسام  وتجاوز الصعاب والبحث عن المشتركات لزيادة الكفاءة في لعب دور اكبر واعمق بعيدا عن المحاصصة والمشاركة العقيمة . والقوات المسلحة اثبتت انها السور للحياض عن الوطن ضد انواع التدخل الاجنبي والارهاب بكل اشكالة وتعمل لحماية الشعب وتجربتة الديمقراطية .

         refaat_alkinani@yahoo.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رفعت نافع الكناني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/17



كتابة تعليق لموضوع : عندما تؤمن مؤسستنا العسكرية بالتداول السلمي للسلطة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net