صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

شهامة عقيد عراقي شهيد تتجذر في ذرى المجد
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

أما آن لإالآم  العراق أن تسكن؟ أما ملّت الجراح من النزف المستمر؟ أما هدأت روعة الآهات في نفوس العراقيين؟ ليس رسما سحريا أو بلسما تراجيديا ذو مذاق عبق ،ذاك الذي انتقي كلماته لإسطرها بصفحة منسية حتما عسى يقّلبها يوما ما من يستطعم تلك اوهام الحياة والراحة في عراق اليوم ويتآوه أههة مثواها الغياب السرمدي.

اليوم لم اكن شاهدا بعيني بل كان قلبي هو المستمع لما عرف من إلتقاط قد تخجل مجرات المجد ان لم يدخلها عطر ذاك الفارس الذي ترجل من فوره للذرى. العقيد سالم السوداني لااعرفه ولم أره ولم اعرف سكنه سوى في كرخ بغداد التي تلتهب بلظى القهر اليومي دون ان تسكن جراح المتألمين او تستكين نفوس الباقين على طرف الحياة ..فمن اخبرني كان كمن يرسل لي مفخخات التأوه كلها ودفين الحزن الدافق وموجات تسونامي الالم.. يريد مني بقلم ودم أن ارسم المأساة التي نالت من الشهيد الشهم الغيور العقيد سالم السوداني... قصته ببساطة التصوير والتصدير وحفر الذاكرات العراقية بنحت لايُمحى....أن وحدة الشهيد العسكرية في محافظة عراقية شمالية إسمها نينوى بعراقتها التاريخية... ولكن مع كل الاسف والآسى أصبح الجيش العراقي هناك هدفا للطغاة ولاكإنه منهم ويحميهم فلاأعلم هل صدرت فتاوي سرية حوله من مفتيي السوء؟ يوميا نسمع مقتل 1-2-3 بطرق مختلفة من هولاء البواسل الشجعان الذين يبتعدون عن عيون آهاليهم وفرحات أطفالهم مئات الكيلومترات يمنّون النفس بحياة كريمة ولكنهم يعودون فوق السيارت بتوابيت الموت الرخيص بإيادي عراقية من المؤلم توصيفها...العقيد سالم الشهم الاصيل.. عرف ان هناك جثة لشهيد من أبطال وحدته مرمية في شارع ما من محافظة نينوى التي؟.....لاأعلم التفاصيل بدقة التسطير لانه ليس ترفا فكريا وفرحا غامرا ذاك يتلبسني بالكتابة والإسهاب وانا اناملي قبل قلبي تنزف...لم يجرؤ احد على جلب الجثة... ومع الاسف على الغيرة العراقية ان لايساهم الأهالي في إخلائها ولكن الهدف كان مدروسا مع بوابة المجد لكي يدخلها الفارس الشاهق سالم من كل ذراتها التكوينية...قرر الفارس الشهم الغيور سالم مع بضعة جنود من وحدته بنفسه إخلاء الجثمان الطاهر وقامت طبعا وحدته بحماية الموقع الخالي من مصائد ومكر الخادعين...أقترب منها ربما كانت عيونه دامعة.. لانه يعرف ذاك الشهيد جيدا بحكم عملهما معا.. ربما يعرف عائلته... ويخجل ان لايتبارك بتراب حمل جثمانها بنفسه اليها.. مليون ربما وتساؤل..أقترب العقيد بقلب مؤمن من بضعة قلبه الشهيد وإذا الاراذل الانجاس القذرين كانوا قد فخخوا الجثمان الطاهر للجندي المرمي في الطرقات... لتنال الشظايا من جسد الشهيد سالم إلى عليين حاملا روحه وشهامته وغيرته ولهفته وشهقاته ودموعه ووسامته معه... هكذا يخجل المجد من تسطير مآثر العراقيين كل يوم ....هكذا قالوا كان تشييع العقيد سالم مهيبا ليس بمواكب السيارات او مشاركة الأهالي أو دموع الناس الغرباء وهي تقرأ سطور شهامته مكتوبة بحروف الذهب والالماس والجواهر والدم على تابوته الملفوف بالعلم العراقي... مهيبا لإن المجد نفسه خجول من فعلته... والشهامة هطول وتوارت مع تلك العيون التي أذبلها مابذل العقيد العراقي الشهم الغيور سالم السوداني.. سيفتخر ابنائه في مدارسهم وعندما يكبرون بموقف أبيهم الشاهق الباسق... وإذا كان الاثنين 15/4/2013 داميا في العراق فقد كان أيضا دامعا في العراق على الشهيد السعيد سالم السوداني لإن المجد أيضا هذا اليوم... بكاه!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/17



كتابة تعليق لموضوع : شهامة عقيد عراقي شهيد تتجذر في ذرى المجد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net