داكار: مهرجان دولي يدعو إلى مخاطبة الآخر بالحسنى ونبذ العنف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

تحت شعار "الإمام الحسين شهيد ومنقذ الإسلام" وعلى قاعة جامعة داكار وخارجها احتشد الآلاف من المسلمين من مذاهب مختلفة في العاصمة السنغالية داكار يوم 29/1/2011 م لإحياء المؤتمر الدولي الخامس لـ "عاشوراء عام 2011 م" الذي دعت إليه مؤسسة المزدهر العالمية بحضور شخصيات رسمية وعلمائية وأدبية وأكاديمية من بلدان مختلفة كالعراق والكويت وسويسرا ومالي وساحل العاج وغينيا وإيران، قُدمت فيه أبحاث وكلمات انصبت على ضرورة التأسي بالسنة النبوية الشريفة وأهل البيت ونبذ كل أشكال العنف والإرهاب ومخاطبة الآخر بالحسنى.
في بداية المهرجان تناول الباحث السنغالي في التاريخ والشؤون الإسلامية الأستاذ علي باجيان المراحل التاريخية التي سبقت واقعة الطف في كربلاء وما جرى على سبط النبي محمد (ص) الإمام الحسين بن علي (ع). ونقل الأستاذ باجيان الذي كان يتحدث باللغة الولفية وهي لغة أهل السنغال التي يشكل فيها المسلمون الغالبية العظمى من سكانها، مشاهد من واقعة كربلاء أبكت الحاضرين نساءاً ورجالاً.
من جانبه تحدث الشيخ محمد حافظ جلو القادم من غينيا (كوناكري) باللغتين العربية والفولانية عن تأثير واقعة عاشوراء الإيجابي على المجتمعات عبر التاريخ، حيث خلص إلى أن النهضة الحسينية حالت دون إنزلاق المسلمين في طرق وعرة لا تحمد عقباها وأعادت للرسالة المحمدية رونقها وصفاءها.
وأثنى الدكتور صلاح الخطيب الباحث والأكاديمي العراقي القادم من جنيف في وفد يمثل دائرة المعارف الحسينية بلندن، في كلمة باللغة الفرنسية على الجهود الطيبة التي يقدمها الشريف الدكتور محمد علي حيدره الحسني لصالح المسلمين في السنغال وخارجها، معتبراً أن وجوده في هذا البلد الأفريقي البعيد دليل على أن الإمام الحسين هو مشروع نهضة عالمية، ناقلا في الوقت نفسه إلى مؤتمر عاشوراء الدولي تحيات راعي دائرة المعارف الحسينية آية الله الشيخ الدكتور محمد صادق الكرباسي.
وأنشأ الشيخ حبيب عبد اللهي كان، القادم من جمهورية ساحل العاج وخرَّيج جامعة الأزهر، قصيدة من الشعر العربي القريض حيَّا فيها الجهود الكبيرة التي تبذلها مؤسسة المزدهر العالمية في بناء المشاريع الخدمية والإنسانية لمسلمي السنغال وأفريقيا.
من جانبه اعتبر آية الله الشيخ حسين الكرماني القادم من مدينة قم الإيرانية ممثلاً عن المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني، في كلمة باللغة الفارسية، أن مهرجان عاشوراء الدولي الخامس يمثل أحد معالم النهضة الحسينية التي استطاعت أن تنتشر بظلالها الطيبة على بقاع الأرض ومنها السنغال بخاصة وأفريقيا بعامة، داعيا الجميع إلى دعم المشاريع التي فيها صلاح العباد ورضا الله.
وكانت كلمة ختام الضيوف القادمين من خارج السنغال للإعلامي والأكاديمي العراقي الدكتور نضير الخزرجي الباحث المشارك في دائرة المعارف الحسينية، حيث اعتبر أن وجوده بين إخوانه وأخواته في داكار ومن جنسيات وأعراق ولغات مختلفة وفي هذا الصرح الأكاديمي (جامعة داكار) دليل على أن النهضة الحسينية برؤاها الحضارية تمكنت من جمع المسلمين على كلمة سواء وأن تصل إلى كل المستويات الجماهيرية، بل ولها القدرة  الفائقة على توحيد الإنسانية لأن عملية الإصلاح التي نهض من أجلها الإمام الحسين (ع) عام 61 هـ  هي في واقعها رسالة إنسانية تتناغم مع الفطرة البشرية، والناس بطبعها ميالة إلى الخير والإصلاح.
ووجد الدكتور الخزرجي الذي كان يتحدث باللغة العربية أن كلا من دائرة المعارف الحسينية المتكونة من ستمائة مجلد في ستين باباً صدر منها حتى الآن 64 مجلدا ومؤسسة المزدهر العالمية ذات المشاريع الخدمية والإنسانية المتوزعة في السنغال والدول الأفريقية، هما من مصاديق رسالة النهضة الحسينية الإصلاحية على طريق إعمار البلاد والعباد وإحياء النفوس بالعلم والعمل، ناقلا في الوقت نفسه تحيات راعي دائرة المعارف الحسينية الفقيه آية الله الدكتور الشيخ محمد صادق الكرباسي إلى مؤسسة المزدهر العالمية ومؤسسها السيد الدكتور محمد علي شريف حيدره الحسني ووالده المبجل وكل محبي أهل البيت (ع) في السنغال وخارجها.
واختتم المهرجان العاشورائي العالمي الذي أداره الشيخ طه أحمد سوغو بكلمة للزعيم الديني للمسلمين في السنغال الشريف الدكتور محمد علي حيدره الحسني الذي فضَّل مخاطبة المسلمين عبر وسائل الإعلام والوكالات السنغالية والأفريقية والعربية التي غطت الحدث الإسلامي الكبير، منها قناة العراقية والفرقان العراقيتين، باللغة العربية مع ترجمة باللغة الولفية، مؤكداً على أهمية الوحدة الإسلامية وأهمية الإلتفاف حول النبي محمد (ص) وأهل بيته بوصفهم سفينة نجاة، وبخاصة سفينة الإمام الحسين (ع).
وعرج الشريف حيدره على الأوضاع التي حلَت في العراق والحاصلة في بعض البلدان العربية النازعة إلى الحرية، وانهيار القوتين العظميين، معتبرا أن خلاص البشرية يكمن بالتمسك بقيم الإصلاح والبناء التي بشّر بها الإمام الحسين (ع)، وأن محاربة رسالة الإمام الحسين (ع) ومحاربة أتباع أهل البيت (ع) ومحبيهم تأتي بالوبال على مشعلي فتنها مستشهدا بما حصل في العراق إذ أن دماء شهداء العراق أمثال السيد محمد باقر الصدر والسيد حسن الشيرازي والسيد مهدي الحكيم والسيد محمد صادق الصدر هي التي عجلت بسقوط نظام صدام حسين، طالبا من الآخرين الاتعاظ بما وقع في العراق عام 2003 م وما يحصل في بعض البلدان العربية، مركزا في حديثه على أهمية التمسك بالوحدة الإسلامية ومخاطبة الآخرين بالحسنى ونبذ العنف أسوة بسيرة النبي الأكرم محمد (ص) وأهل بيته الكرام (ع).
وتخلل فقرات الحفل مدائح نبوية وتواشيح حسينية ولائية من إلقاء الشريف السيد إبن عمر الحسني.
وفي اليوم التالي (30/1/2011 م) وفي فضاء مفتوح جرى احتفال جماهيري كبير في أحد ضواحي العاصمة تحدث فيه عدد من المتحدثين بلغات مختلفة، وفيه قدم الدكتور نضير الخزرجي موفد دائرة المعارف الحسينية إلى مسلمي السنغال دورة من 64 مجلداً من الموسوعة الحسينية إلى زعيم المسلمين في السنغال الشريف الدكتور محمد علي حيدره الحسني عرفاناً بجهوده الطيبة على طريق العلم والعمل ودأبه في إقامة المشاريع الطوعية الخدمية والزراعية والصناعية والإنشائية وغيرها لصالح السنغال وما جاورها.
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/01



كتابة تعليق لموضوع : داكار: مهرجان دولي يدعو إلى مخاطبة الآخر بالحسنى ونبذ العنف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : الادب من : بلاد الله ، بعنوان : h في 2011/02/02 .

كل واحد منهم على طرف لسانه
مجوسي صفوي
بس هاي الفالحين بيها
لو شويه تتأدب ساره كان افضل من كيل التهم

• (2) - كتب : ساره من : السعوديه ، بعنوان : هل هذه اخلاق الحسين ياشيعه في 2011/02/02 .

ابران عملت سنين طوالا واموالا هائله لتشييع الناس اما بالقوة كما حدث في العراق او بالاموال كما يحدث في بلدان اخرى وتستغل الفقراء في الدول الافريقيه على ماذا تربوا الشيعة على مذهب صفوي مجوسي على الطعن بصحابة رسول الله على قتل السني تقربا به الى الله تربوا على مليشيات وعصابات غدر تدرب في ايران عقولهم سلبت منهم ايران محركهم في كل شي حتى احتلال نفطهم لم ينطق واحدا من الشيعة العراقيين حتى الشرفاء منهم او ان الشرف في شيعة العراق قد انتهى اخذت اقلامهم وكتابهم تنال من الشعوب العربيه وسياساتها ومن علماء السنة شعب تونس وشعب مصر التحموا يدا بيد لان التشيع بها قليل وايران تريد تشييع المغرب العربي حتى تعم بها الفوضى كما يحدث بالعراق الذي لم يستقر في تاريخه للخيانة والغدر من ابناء العلقمي يااهل الشقاق والنفاق انتفضوا ضد حكومتكم ووجهوا اقلامكم وكتاباتكم ضدها ام ان الدين يقول لكم الامامة لاهل البيت فقط حتى لو كان مجرما




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net