صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

قصة عيد الحب أو ((الفالنتاين))
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

في مخالفات صريحة حفلت المسيحية بأشكال ((البدع)) التي لم يرد فيها نص في الكتاب المقدس. ومع أن الكتاب المقدس شدد على ذم البدعة واعتبرها مهلكة مانعة من دخول الانسان للملكوت إلا أن بريق الذهب وجشع رجال الدين وسيرهم في ركاب الملوك والأباطرة جعلهم لا يلتفتون إلى هذه التحذيرات الشديدة. 

ففي رسالة بطرس الرسول الثانية 2: 1 قال : ((سَيَكُونُ فِيكُمْ أَيْضًا مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ، الَّذِينَ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ)).

وفي رسالة بولس إلى غلاطية 5 : 20 قال : ((زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ ((بِدْعَةٌ)) حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ)) فعد بولس البدعة من ضمن هذه الموبقات وجعلها مانعة من نيل رضا الرب والدخول إلى ملكوته . 

أحد هذه البدع التي بدأت تتسرب أيضا إلى الأمم الأخرى التي ليس لها علاقة بالمسيحية اطلاقا هي بدعة ((عيد الحب أو عيد فالنتاين)) الذي يمر هذه الأيام والعجيب أن المسلمين من دون سائر الأمم يحتفلون به بشكل غريب ولا أدري السبب الذي يُسارع فيه المسلمون إلى تبني مثل هذه الأعياد التي لم تعترف بها الكثير من المذاهب المسيحية نفسها وتعدها من البدع الشيطانية. 

فما هو هذا العيد ؟؟ 

في البداية نأخذ اشهر الكتب وادقها لكي تُعرّف لنا هذا العيد وهو كتاب سير القديسين فيقول فيه : ((لا نعلم الكثير عن القديس فالنتين، بالرغم من القصص الخيالية الكثيرة التي كُتِبت عنه. فقط نعلم أنه كان أولًا رئيسًا لدير، ثم صار أسقفًا مبشّرًا في راهيتا Rhaetia، ثم تنيّح سنة 440 م. دُفِن أولا في مدينة مايس Mais في تيرول، لكن جثته نقلت إلى ترنت Trent عام 750 ثم نقلت إلى باسو Passau عام 768. ثم نقلت كنائس عديدة رفاته وبقى أخيرا في تيرول Tirol حيث لا يزال يُحتفظ بجمجمته وبعض عظامه في صندوق)) (1) المسكين في كل يوم ينبشوه ويدفنوه . 

إذن هي قصة خيالية ليس لها علاقة الدين ، ولكن مع ذلك فقد منحها آباء الكنيسة قدسية ورفعوا من شأن هذا الراهب إلى مصاف القديسين وعملوا له التماثيل والإيقونات التي تدر عليهم ربحا كبيرا . 

 

كان الرومان يحتفلون بعيد يدعى (لوبركيليا) في 15 فبراير من كل عام، وفيه عادات وطقوس وثنية؛ حيث كانوا يقدمون القرابين لآلهتهم المزعومة، كي تحمي مراعيهم من الذئاب، وكان هذا اليوم يوافق عندهم عطلة الربيع؛ ولكنهم غيروا هذا اليوم ليصبح عندهم 14 فبراير في روما في القرن الثالث الميلادي. وكثيرا ما تُصاحب هذا العيد عربدة وفسق لا مثيل له. كما نراه اليوم أيضا في أوربا . وعلى الخير أصبحنا نراه اليوم ايضا عند المسلمين. 

 

في القرن الثالث بعد ميلاد المسيح، كان الدين النصراني في بداية نشأته، حينها كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور ((كلايديس الثاني))، الذي حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، لكن القديس (فالنتاين) تصدى لهذا الحكم، وكان يتم عقود الزواج سراً، ولكن سرعان ما افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام، وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان استريوس هو ضابط روماني كان مكلفا بحراسته ، وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية، وإنما شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له، إلا أن (فالنتاين) رفض هذا العرض فنفذ فيه حكم الإعدام يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير عيد (لوبركيليا) (2) ومن يومها أطلق عليه لقب قديس. ثم حولت الكنيسة هذا العيد إلى عيد ديني واطلقت عليه اسم ((عيد القديس فالنتاين)) واهم طقوسه وعلاماته الوردة الحمراء ، وملاك صغير يحمل قوس ونشاب يطلقون عليه اسم ((كيوبيد))

 

لماذا خرافات الغرب عندكم دين يا شباب المسلمين . تقلدونهم في كلشيء ثم تقولون عنهم كفّار.

فمن هو الكافر يا تُرى؟ 

 

المصادر

1- سير القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القديس الأنبا فالنتين الأسقف 

2- قصة القديس فالنتين - بقلم القس حنا منصور feter Saint Valentin c feter le jour de son deces ... donc

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/27



كتابة تعليق لموضوع : قصة عيد الحب أو ((الفالنتاين))
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net