صفحة الكاتب : محمود غازي سعد الدين

كن حذرا فما تزرعه اليوم ستحصده غدا
محمود غازي سعد الدين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 سؤال بات يطرح نفسه هل العراق مقبل على التقسيم على اسس قومية وطائفية ؟ وخصوصا بعد اندلاع اشتباكات عنيفة في قضاء الحويجة بين المعتصمين في جمع العزة والكرامة وقوات من الجيش العراقي ؟ اعتصامات باتت رائحة البعثية تفوح من خيامهم وازكمت  الأنوف ويقودها المطلوب عزت الدوري بتأييد من جماعات النقش بندية  الارهابية .
 الغريب انه حينما يأتي حديث التقسيم فان السعودية وتركيا وقطر وجامعة الدول العربية والمؤتمر الاسلامي والأحزاب القومجية في العراق والطائفية وجماعات القلقشندية وفيالق الارهاب يصبح خطابهم واحدا يعارضون ايضا فكرة تقسيم العراق على اسس طائفية ,,, وتجد اصواتهم قد علت بان العراق واحد لا يتجزأ !!! ولكن لم هذه المعارضة انها فقط لغاية في انفسهم القذرة عند خروج نداءات لإقامة كيان شيعي في الوسط والجنوب .
المطربة احلام في برنامج ARAB IDOL قالت لإحدى المشتركات ان العراق واحد ولا يتجزأ فأقام البعض الدنيا ولم يقعدوها في صفحات الفيس بوك والتويتر على رأس المسكينة , رغم ان المشتركة لا تعرف من العربية شيئا سوى النزر القليل من الكلمات العربية وتتحدث بلغة الاشارات , فلهجتها الام هي الكردية , ورغم ذلك فقد تم اختيارها لصوتها واحساسها الذي اعجبهم  رغم ان اللجنة لم تفهم حرفا واحدا مما غنته المشتركة وعندما تغني بصوتها الجميل تضرب اللجنة اخماسا في أسداس !!
هل وصل مستوى تفكيرنا الى مثل هذه الضحالة , ونبعد كل شيء عن معناه الحقيقي ونستبدل الصوت العذب والجمال  وبرنامجا يقدم مواهب وأصوات عذبة ,, الى لغة طائفية وقومية !
  رحمك الله يا فنانا القدير جعفر السعدي عندما كنت تقول عجيب امور غريب قضية , فهؤلاء الطائفيون والقومجية وأصحاب اجندات التقسيم يدركون جيدا ان اي تقسيم طائفي للعراق سيضع 9 محافظات  او اكثر تحت سيطرة الاحزاب الصفوية الايرانية الامبريالية الاستعمارية  العميلة سموها ماشىتم او الوطنية الخالصة اللاتي لا تشوبها شائبة فهذا ليس موضوعي !! حينها ستقع اكثر من 80 بالمائة من منابع النفط في ايديهم ,, ويتعزز النفوذ الايراني بقيادة ولي لا فقيه ايران ,, ويكتمل بزوغ الهلال الشيعي ويصبح بدرا ,, والذي يخشاه القرضاوي وغيره من المنافقين ,, اعود وأقول الضغط من قبل هؤلاء  عبر الاعتصامات والتي دخلت القاعدة بقوة بينها والتهديد والوعيد الذي يمارسونه جهارا نهارا عبر تفجيرات وقنابل وذبح وقتل  ,, فقط لإخضاع الطرف الاخر وإضعاف سلطة المركز التي باتت اكثر قوة وخصوصا  بعد ظهور النتائج الاولية للانتخابات الاخيرة , وقوفي  ضد اقامة كيان شيعي او سني او مسيحي او على اساس قومي  من باب ان هذا المشروع هذا سيقضي ويجهز نهائيا على ظاهرة التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي  وهذا ما يحاولون الوصول اليه ,, التعايش السلمي الذي هو سمة المجتمعات المتحضرة والذي نتلمسه هنا في اوربا ,, فجاري شيعي وجاري الاخر يزيدي ,, والأخر سني ,, وفي المدرسة والدورة والعمل والشارع وقد قلتها في دورة الاندماج لأصدقائي انظروا كيف فرقنا الطغاة والمفسدون والمتطرفون , وجمعتنا الديمقراطية وحقوق الانسان ودول القانون .
ما حدث في قضاء الحويجة اليوم بعد فض اعتصام المعتصمين , ودخول قوات للجيش العراقي للقبض على بعض المطلوبين للقضاء العراقي بعد الاعتداء على نقطة تفتيش وقتل بعض افرادها , وما تبعته من اشتباكات مسلحة وقعت بين الطرفين ادت الى سقوط العشرات بين قتيل وجريح يعد مؤشرا خطيرا في انزلاق العراق الى حرب اهلية واسعة وهي هدف بعض المنتفعين من هذا الاقتتال , هذه الاحداث لم تأتي من فراغ فمن استمع الى خطب من اعتلوا المنابر يجد ما يقوم به هؤلاء من تحريض وشحذ هذا الطرف ضد ذاك , فاذا كان رب الدار بالإرهاب ناقرا وناعقا فشيمة المعتصمين الارهاب والتفخيخ .
 هناك الكثير من المنتفعين مما يجري وكما يقال يا من تعب يا من شقى يا من على الحاضر لقي , هؤلاء لا تهمهم وان كانت هناك انهار من الدماء تجري دون توقف  .  
 هذه اللحمة يجب ان تبقى ,, وان اختلفنا في عمر وعلي وابي حنيفة والشافعي وجعفر الصادق والامام الرضا ,, وكما يقال فاختلافنا هذا لا يفسد في القضية ودا ,,, فليكن خلافكم جميعا مع وضد من يروج للقتل والفتن والتناحر ,, العراق يحتاج انقلابا فكري على جميع الصعود ورؤى جدية لبناء دولة حقيقة وبعيدا كل البعد عن اية اجندات متطرفة , حينها تقطفون ثمار ما تزرعون  ...
 
           بلجيكا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود غازي سعد الدين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/28



كتابة تعليق لموضوع : كن حذرا فما تزرعه اليوم ستحصده غدا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net