صفحة الكاتب : محمد صادق الكيشوان الموسوي

كلمة بمناسبة ذكرى الولاة الطاهرة للإمام الباقير ـ ع ـ
محمد صادق الكيشوان الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمان الرحيم
"ربِّ إشرحْ لي صدري ويَسِّرْ لي أمري وأحلُلْ عقدةً من لِساني يفقهوا قولي".صدق الله...
الحمدُ لله ربِّ العالمين،باريءِ الخلائق أجمعين والصلاة والسلام على مَن بعثه اللهُ رحمةً للعالمين محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين المظلومين أجمعين. 
والسلام عليكم أيها الحفل الكريم ورحمة الله وبركاته.
وبعد..
نبارك الإمام المنتظر المهدي، الحجةِ بنِ الحسن روحي لهُ الفِداء ونفسي لهُ الوِقاء والأمةَ الإسلاميةَ جمعاء ونبارك لكم أيها السادة الذكرى العطرة لولادةِ باقرِ عِلْمِ البنيِّ وقُرَّةِ عَينه الإمامِ الهُمام أبي جعفرٍ محمدِ بنِ علي بنِ الحسين بنِ أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين. كما نُباركُ لكم حُلولَ شهرِ رجبِ الأَصَب سائلين الله تعالى أن يوفقنا وإيّاكم لِما وفَّقَ لهُ محمداً وآلَ محمدٍ من الصيامِ والقيامِ والإجتهادِ في الدعاءِ والتّضَرُعِ والمناجاةِ والتخلُقِ بأخلاقِ النبيِّ وآلهِ الهُداةِ المَهديين. إنَّ الصلاةَ أيها السادةُ هي عمودُ الدين وهي واسطةُ نقل الأعمالِ إلى اللهِ تعالى، مَثَلُها كَمِثْلِ سفينةٍ تجوبُ عُبابَ بحرٍّ لُجِيٍّ لِتَنقُلَ البضائِعَ مِنْ شاطيءٍ لِآخَر بأمنٍ وسلام. سفينةٌ كهذهِ عليها أن تكونَ مُحْكمةَ البُنيانِ لاخَلَلَ فيها ولاعيْبَ قد خضَعَتْ للفحصِ والتدقيقِ قبل إنطلاقها مِن أجلِ سلامةِ وُصولها إلى وُجْهَتِها التي قَصَدَتْ. كذلك هي صلاتُنا ايها السادة، هلْ تَفَحصناها قبل أن ننفضَ عنها  لِنَطمَئِنَ بأنها تُرْفَع وتُقْبَل قَبْلَ أن تُرَّدَ علينا وتُضْرَبَ بها وُجوهُنا. هل إننا بعد أن ننتهي من أدائِها نقفُ ونتأمَلُ قليلا ونتوسلُ إلى اللهِ تعالى بأن يتقبلها منّا، تماما كذلكَ التاجرُ الذي ينظر إلى سفينتِهِ التي إنطلَلَقَتْ وهي مشحونةٌ بتلك البضائعِ التي إجتهدَ كثيرا وإعتنى طويلا في إقتنائِها ونراهُ لايفارقُ النظرَ إليها وهي في طريقِها وسطَ ذلك البحر المتلاطِمِ الأمواج سائلاً المهندسين وجميعِ العاملين حول سلامةِ مُحركاتِها وسُبُلِ نجاتِها. فما بالُنا ايها السادة الأفاضل لاننظر إلى صلاتِنا نظرةَ ذلك التاجِرُ إلى سفينتِهِ وبِضاعتِهِ. السفينةُ تحملُ البضائِعَ والصلاةُ تحملُ معها الأعمال الصالحة. لقد ذكر السيد الجليل والخطيبُ البارع السيد أحمد الحسيني من على هذا المنبر الكريم قبل بِضعةِ ليالٍ وقال:" نحنُ بحاجةٍ إلى أخلاق". إستوقفتني هذه العبارةُ كثيرا وراجعتُ نفسي حينها فوجدتُ أنها تُتَرجمُ الكثيرَ من سلوكياتِنا التي تحتاجُ إلى وقفةِ تَاَمُلٍ طويلةٍ نراجِعُ فيها أنفسَنا وسائرَ أفعالِنا وكثيرَ أقولِنا. علينا أن نجتهِدَ كثيرا كما قالَ أستاذي ومعلمي في أيجادِ بيئةٍ صالحةٍ سليمةٍ مُعافاةٍ من الأوبئةٍ والأمراض تكونُ كفيلةً بتَرَعْرُعِ الأخلاقِ الفاضلةِ الكريمةِ وإنتشارِها كي تَحُّدَ من الرذائلِ. ما أحوجنا اليومَ إلى التخلُقِ بحميدِ الأخلاق. لقد وُلدتُ هنا ونشأتُ هنا ومِن حولي مَن يطوفُ ليلَ نهار متسكعاً يستجدي الرذائل والقبائِحَ لعلهُ يحوزُ منها شيئا لِيَحَسبَهُ فيما بعدُ مَغنَما وكنزا. إن المغنمً أيها الشبابُ الطيب هو في الحضورِ هنا والكنزُ هنا والنجاةُ هنا والسعادةُ الحقةُ هنا. إن الحضورَ إلى هذه المجالسِ المباركة والإقتِداءُ بسيرةِ الحبيبِ المصطفى وأهلِ بيتِهِ الكِرام الميامين هو إستغلالٌ حقيقيٌّ للوقتِ الثمين. كما أن هناك بركاتٌ ورحمة تتنزلُ على الحاضرين مِن متحدثين ومستمعين. كنتُ في الطريقِ مع استاذي الكريم متوجهين إلى زيارة السيدةِ الطاهرة زينب الكبرى صلوات الله عليها وكان الجوُّ وقتَها عاصفا والريحُ شديدة. إلتفتَ إليَّ أستاذي قائلا:" أنظر يابُني إلى هذا الهواء الذي يعترضُ مسيرَنا إنهُ  يُشبهُ الهوى الذي يُساورُ النفس، فكلّما ثبتنا ههنا وصلنا إلى قصدنا في نهايةِ المَطاف وكلّما حاربنا هوى النفس بحزمٍ وثبات فُزنا مع الفائزين. إنها معركةٌ حاسمة بيننا وبين الشيطان الرجيم ووسوستِهِ. القويُّ مَن إنتصرَ عليه وسحقهُ تحتَ أقدامه فلا تتراجع وتتكاسل عن الزيارةِ وتؤجل ذلك إلى غدٍّ وما بعدَه. والضعيفُ هو مَن إستَهوَتْهُ الشياطينُ وإنتصروا عليهِ وذلك هو الخُسرانُ المبين.
ايها الحفلُ الكريم..
هذه كلمةٌ مختصرةٌ عن الأخلاق ومحاربةِ هوى النفس وهي بمثابةِ مقدِمةٌ لكلماتِ السادةِ المشاركين في هذا الحفل البهيج سائلين الله تعالى أن يتقبل من الجميع أعمالهم وأن يوفقنا للإجتهاد في التضرعِ إليه في هذا الشهر المبارك ومابعدهُ من الشهورِ والأيام كما نسأله جلَّ وعلا أن يجعلنا من جملةِ حُجاجِ بيتِهِ الحرام بيُسرٍ منه وأمان وعافية وزيارةِ قبر نبيهِ والأئمة الميامين من آله سيما مَن حضرنا حفل ذكرى ولادته العطرة الأمامِ أبي جعفرٍ الباقر عليه السلام.
وآخرُ دعوانا إنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
إليكم الرابط أدناه لمن أحب الإستماع للكلمة في مجمع الزهراء في ستوكهولم
 
http://www.youtube.com/watch?v=4CbUL2IMPhI
 
استودعكم الله الذي لا تضيع عنده الودائع.
 
نسألكم الدعاء

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد صادق الكيشوان الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/14



كتابة تعليق لموضوع : كلمة بمناسبة ذكرى الولاة الطاهرة للإمام الباقير ـ ع ـ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net