صفحة الكاتب : رسول الحسون

المثقف العراقي واللحمة الوطنية
رسول الحسون

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لاشك تقع على عاتق المثقف العراقي مهام ومسؤوليات كبيرة في المرحلة الانية ، حيث يمر البلد بازمة خطيرة  تهدد هوية (المواطنة ) ، قد اثبتت تجربة السنوات المنصرمة  الفشل الذريع للسياسي العراقي في تدعيم وتعزيز تلك الهوية ، بل كان من الاسباب الاساسية في تمزيقها و ترسيخ بديلا عنها عناوين الهويات الثانوية (العرقية والطائفية والمناطقية والعائلية ) بما يخدم توجهاته او اهدافه المحصورة بالمصالح الحزبية الفئوية المرحلية الضيقة ، لذا اصبح واجب المثقف العراقي انطلاقا من ساحة الفضاء الواسع  لعمل ادواته المتنوعة تجسيد هوية المجتمع بكامله ،ليضمد جراح الوطن بعد طعنات الفتنة الطائفية واستقطاباتها الخبيثة في  السنوات العجاف الماضية ، باعتباره الناطق الشرعي لضمير الوطن والمترجم الامين عن مزيج سماته وخصائصه الفكرية والروحية ووعاء موروثه الحضاري الغني ، الا ان معطيات الواقع تسجل بوضوح  محنة حقيقية  تتشكل في ناحيتين ، الاولى فقر المنجز الثقافي العراقي المتصدي بحزم  لمقارعة الافكار التخريبية الهدامة في زرع الانقسام والتخندق بين مكونات الشعب ، والناحية الثانية تعتبر اكثر خطورة انزلاق قلم المثقف الى هاوية الانحياز الطائفي البغيض والاقرار بالتبعية السياسية ، وبذلك بدلا ان يكون عامل بناء وتوحد يتحول الى  عنصر تصادمي مهمته التراشق بالكتابات المتضادة غايتها التخوين والتسقيط والتاجيج والاستقطاب ،وبذلك حينها لايختلف منهجه عن اسلوب السياسي ، وليس هنا بصدد قراءة العلاقة الجدلية بين السياسي والمثقف ، حيث من الممكن ان يكون المثقف سياسيا ولكن خارج سطوة السياسة واسقاطاتها ، ولكن  من الصعوبة ان تكون مهمة السياسي كمثقف ، لان فضاء الثقافة اوسع من ضابطة السياسة وحيزها الضيق ، وتعود نقاط الاختلاف بينهما لاختلاف الادوات ومسارات الاهداف ، لذا ان حساسية الاوضاع التي نعيشها واشتراطاتها المعقدة وما فرضه الصراع السياسي بين الكتل المتصديه للعملية السياسية وتأثيرها المباشر على وعي الجمعي للمجتمع وغرس التخندق الظاهر ، تكون مهمة المثقف العراقي ملحة للتخلص من الانا السياسية والانفتاح على اخذ زمام الاصلاح ولم الشمل واللحمة الوطنية بشحن فكري لتغذية وعي المواطن  بروحية وطنية عالية تحقق الاحساس التام بانتمائه للعراق الواحد ، من خلال منجز قلم المثقف الكاتب  والفنان والصحفي والاعلامي  ، وتماشيا مع الم شاعرنا احمد مطر (جس الطبيب خافقي وقال لي......هل هنا الألم؟  ...قلت له نعم...فشق بالمشرط جيب معطفي....وأخرج القلم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسول الحسون
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/18



كتابة تعليق لموضوع : المثقف العراقي واللحمة الوطنية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net