صفحة الكاتب : د . يوسف السعيدي

هل هذا هو البرلمان؟؟
د . يوسف السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 
كنا نتمنى ان نتحدث عن البرلمان الحالي باعتباره قد تجاوز البرلمان السابق في الانجاز... لكن مصدراً نيابياً مطلعا قد كشف النقاب لوكالات الانباء عن وجود مئات القوانين بانتظار التشريع وان المجلس بحسب قول المصدر لم يتمكن من تشريع سوى بعضها علماً ان المجلس قد بدا جلساته منذ سنوات ...
وعلى مسؤولية المصدر ذاته فان كثير من القوانين جاهزه للتصويت اي ان اللجان المختصة قد ابدت رايها وتمت القراءه مرتين وتمت مناقشتها ولم يبق سوى رفع الايدي (بنعم) او (لا) ويمكن ان يتم ذلك بجلسة واحدة لجميع هذه القوانين ... فلماذا لم يتم التصويت؟
ان مرد هذا العجز في ظنننا يكمن في : 
الصراعات بين الكتل السياسية حول صغائر الأمور...
ومنهج (أعارض فانا موجود) الذي تشبث به البعض.
والتذبذب في المواقف...
وتحديد المواقف على اساس (كل ما يأتي من غيره فهو باطل)...
والمناورات لإقصاء الخصوم أو تحجيم دورهم... 
وحصر الاهتمام بالمصالح الحزبية..
والعزلة عن جموع الشعب وعدم الاهتمام بمعاناتها...
ان هذه الأمور كلها هي على النقيض من واجبات برلمان يفترض انه احد اعمدة الديمقراطية التي ما زالت تحبو في بلادنا...
البرلمان سلطة تشريع، وسلطة مراقبة، ثم انه قبل هذا فكر يقود ليس بممارسة السلطة بل بافكار تغذي السلطة، وتشذب سياساتها، وقرارات تلتزم السلطة بها...
واذا ما تحدثنا عن القوانين...
فكان حرياً بالبرلمان خلال فترة ولايته نقول كان حريا به:
ان يلغي قوانين جائرة ليرفع عبئها عن المواطنين...
ويلغي قوانين أخرى لم تعد ملائمة للمرحلة وتقف عائقا أمام التجديد...
ويعدل من قوانين فيزيل عنها الخطأ ويبقي الصواب، أو يطرح منها ما هو غير ملائم ويبقي على الملائم، ويتبع في كل هذا منهج الاحلال ان يضع الصحيح مكان الخطأ، والملائم في موضع الذي فات اوانه...
ثم كان المفروض في البرلمان ان يشرع قوانين جديدة تعالج المشكلات القائمة وتفتح الابواب لمعالجة مشكلات مستجدة أو حتى متوقعة...
فكل تشريع يجب ان لا يتوقف عند حدود الراهن بل يتجاوزه الى ما سوف يجيء لكي لا يكون لنا في كل يوم قانون، ولكي لا تصبح التشريعات قيداً على التطور أو مصدة أمام رياح التغيير. 
ثم، ليس صعبا، ان نضع تصوراً لما هو آت فالنتائج مرهونة باسبابها، والمقدمات تتيح الفرصة لاستشراف المستقبل.
فاين تحديث الريف والاسكان وبناء الصناعة ورفع كابوس البيرقراطية والروتين عن القطاع الخاص ليخدم الوطن والمواطن؟...
واين هو الموقف من السياسة التعليمية ومن الرعاية الصحية والضمانات الاجتماعية؟ 
اما الرقابة فمن المؤسف ان البرلمان لم يراقب مؤسسات الدولة اكثر من مراقبة نوابنا بعضهم البعض.. 
وهنا نتوقف لنقول: انه ليس المقصود بالرقابة مراقبة من نختلف معه ونتجاهل ما يفعله الصديق والحليف. 
وليس الرقابة، وهذه نقطة مهمة، هي تسقط الاخبار بطريقة التجسس.
ولا هي التحفز للانتقام مع سبق الاصرار...
ولا هي عملية ثائرية المقصود منها اقتناص الزلات وتضخيمها.. 
كلا ولا غايتها العقاب لذات العقاب.
ان الرقابة ليست على الشخص ككائن فيزيقي أو اعتباري أنما هي على الاداء وفق منظومة من الوسائل والقنوات، تتيح المجال لمعرفة الكفوء من غيره، وصاحب الخبرة عمن سواه، والمخلص عن الذي لم يعرف شيئا عن الإخلاص.. والوطني عن العنصري والطائفي... والنزيه النظيف السريرة واليد عن اللص الذي يغرف ولا يشبع...
وان الرقابة هي ايضاً تمييز بين من طور مؤسسته وانقذها من وضع مترد كانت عليه الى وضع جديد جعلها تؤدي مهامها على افضل وجه...
والرقابة تشمل التمييز بين من خدم المواطنين وبين من خذلهم...
سواء خذلهم بعدم الاهتمام بما يعانون، أو بالتعالي البيروقراطي، أو بتعقيد الإجراءات، أو بقضاء الوقت يلهو بمسبحته ويستقبل الضيوف....
ان الرقابة بمعناها التقويم، وبمعناها الذي ينصرف الى ترميم وبناء جديد لم ينهض بها البرلمان بل هو نفسه بحاجة الى رقابة على ادائه...
المؤسف اذن، ان البرلمان قد اضاع وقتا طويلا من دورته الحاليه...
وان القوانين التي عرضتها السلطة التنفيذية ما برحت مكدسة على الرفوف.
وقبل ان يغضب اي من الاخوان منا ليسأل نفسه: أو ليس هذا ما حدث؟ فان كنا على صواب فهذا ما ابتغيناه والا (فواجد هم بث ما يجد).
ويالبؤس الذين لم يتركوا لهم اثراً يذكر في الحياة...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . يوسف السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/20



كتابة تعليق لموضوع : هل هذا هو البرلمان؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net