صفحة الكاتب : ظاهر صالح الخرسان

صرخةُ من أحد مفكري الناصرية ..دعوة من ؟ ولمن يدعون؟ وبماذا يدعون ؟
ظاهر صالح الخرسان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ربما اختفت الحقيقة لبرهة من الزمن ..وبلغ السيل الزبى وضاقت الاجيال ذرعا من أساليب الورثة الغير شرعيين لمنهج الدعوة الذي تخبط ما يقارب العقد من الزمن..
سمعنا صوتاًُ صارخاً ينتفض ضدهم من مدينة الناصرية التي تعرضت لأبشع خسارة لهذا الحزب من مفكر لا زال يواصل عطاؤه الفكري والثقافي كان يوما ما وربما إلى الآن محسوبا على حزب الورثة المستورثون الاستاذ مربي الاجيال محسن وهيب  ..يعيش في إحدى المناطق العشوائية الفقيرة في المحافظة (الحواسم) لكن كانت داره مليئة بالمبادئ الحقة والمؤلفات التي سطرها بأنامله خدمة للإنسانية  وتدل كلماته التي صرخ بها بصوت مختنق في مقال قبل أيام (التفاتة تقييم ومراجعة حزب الدعوة) تدل على انتفاضته وألمه ورفضه  لهؤلاء الذين استورثوا خطاً من الجهاد والتضحية وأرث فكري وعقائدي متين لكن سرعان ما بدده المستورثون المترفون عندما ذاقوا حلاوة الدنيا وخطف أبصارهم بريق الكرسي المشؤوم 
يشبه الورثة للحزب بذلك الأخرق الذي ورث من أباه الأرصدة والمشاريع  وبما انه أخرق سرعان  ما يبدد تلك الجهود وذلك الميراث حيث يقول ((هكذا حصل الدعاة بعد السقوط على سمعة الدعاة الأوائل وعاشوا عليها وحصدوا أرصدتها، بعد أن همشوا من تبقى منهم، إلا إن سمعة المجد التليد لا تبني مجدا تليدا، إنما الذي يبني المجد ويعليه، هو صدق الإيمان بالله تعالى و التضحية بالقول وبالفعل من اجله، قال تعالى مخاطبا الذين تنكروا لحقائق الإيمان وموازينه :
(يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومه لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ))
 
مذكراً إياهم بسنة الله والسنن التأريخية في بني البشر بأن المستقبل هو لقوم آخرين يحبهم الله ويحبونه ...
يرى ما آلت إليه الدعوة ونتائجها الكارثية حيث يعزو السبب إلى حالة الترف الذي يعيشه هؤلاء الورثة او المستورثون للمجد مستنكرا شطب اسم (الإسلامية) في أحدى المؤتمرات ومتسائلا لمن صارت الدعوة بعد هذه الخطوة و يقول: قد أهالني الانسحاق الكامل لحزب عتيد قد حُسبت عليه في جزء مهم من حياتي .
يبدأ بنصيحته وحتى إن لم يعتبروها نصيحة بسبب نرجسيتهم يوكل الأمر إلى الله تبارك  وتعالى بقصد القربة الإلهية 
حيث يشخص ترف الورثة :
يعتبر إن تميز القيادات الوارثة بالنرجسية بمعنى "يرون أنفسهم لا يخطئون"  ولا يطلبون المشورة فهم ورثة شرعيون ليس لأحد أن ينافسهم ولا يقبلون أن يغيرهم  انتخاب ولا يخضعون لشورى  فأعضاء الشورى يختارهم أولئك الذين لا يخطئون.
 يقف هنا بدون ذكر أساليب أخرى أكثر تدني في منهجهم !
أذن انغلاقهم على أنفسهم في هالة يصنعونها لأنفسهم بعيدة عن الواقع وعن الآخرين قد جعلت منهم طبقة برجوازية فوقية بعيدة عن مفاهيم الإسلام والمنظومة الأخلاقية للمجتمع الذي يعيشون فيه  .
يشخص حالة أخرى لورثة هذا الكيان الذي أصبح أجوفا وفارغا من محتواه الداخلي حيث يرى إن هذا الحزب ليس له تنظيم ولا تقييم ولا إعداد للكودر .فلا معنى للحزب وجوداً وعقيدةً وفكرا 
وقد طغت عليه العلاقات الشخصية التي أقصت الكوادر العلمية والنزاهة والتاريخ الجهادي وغيرها 
وقد أعتمد رجال الحزب النرجسي والطبقة البرجوازية على الكم بدل النوع للدعاة مثلهم مثل البعثيين عندما كانوا يهتفون ((بعثنا لكل الشعب موتوا يرجعية ))  فاليوم التحشيد من خلال المؤسسسات المهمة و على كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية بأسم رجال الدعوة و أنصار المالكي قد جلبت كم هائل من الأنصار(البعثية والعلمانية والنفعية والسراق وغيرهم .) يحوطون الحزب حيثما درّت معايشهم ...بعيدا عن ثقافة وأدبيات وقواعد الدعوة في اعتماد النوع وليس الكم 
ويذكرالكاتب دليل مرشحي انتخابات مجالس المحافظات 2013 معظمهم من دعاة ما بعد 2003 وحصريا 2005 وما دون بل يذهب إلى حتى من يقود الدعوة غالبيتهم من دائرة هذا الانتماء النفعي السلطوي .
 
ويذكر حالة خطرة إن أدبيات حزب الدعوة وثقافته قد أستبدلت بثقافة حزب البعث، من الملق وتمجيد الأشخاص والمحسوبية والعشائرية ..
وليس خافيا ذلك حيث ارتبط مصيرهم بمصير رئاسة الوزاء فوصل الامر بهم الى الاستنساخ لشخص المالكي فلم نجد ا لبعث بكل طغيانه وكره وعنجهيته قد طرح أمر استنساخ قائد الضرورة الملعون واما تحشيد العشائروالشيوخ الصداميين تحت عناوين مختلفةكالاسناد والصحوة  وأنفاق الاموال عليهم والمرتبات الشهرية والمكارم السخية  ليكونوا ابواقا وجزء من الكم  المنتمي للحزب الجديد دعاة ما بعد 2003
فلم يغض النظرعن هذه الخطوة التي انتهجها حزب الدعوة وحتى عوام الناس تتكلم بهمس ونقمة إن حكومة(المالكي) الدعوة تسير بمنهجية وسياق على خطوات البعث ..فقد جند الدعاة البرجوازيين عدد من المؤسسات وسياسيين وأقلام مأجورة وكوادر إعلامية فاقدة للمهنية بعيدة كل البعد عن أخلاقيات الإعلام ..وهذا ما أفتضح به بعض الدعاة  مهجيتهم من خلال صريحا لا مسؤولة مثل ان المرجعة أحدى  منظمات المجتمع المدني أو ((نحن نأخذ مشروعيتنا من صناديق الاقتراع وليس من المرجعية )) فأتذكر كلمة السيد الحائري عدما بعث إليهم برسالة موبخاً لمنهجهم المنحرف فكان يسميهم (الدعوة أقليم أوربا) ثلاث كلمات تحمل أبعادا واحتمالات كبيرة ربما تُكشف  عند انقلاب الملك عليهم وعودتهم إلى أوربا الأم!
 تكشف الصرخة المدوية لهذا المفكر الغائب بين أنقاض البعث والدعوة الجدد عن تعامل الدعوة مع أبناء البعث في مقراتهم حيث يقدمون لهم تزكية لغرض يُحاط بهالة الدعوة ولتمشية الامور في دوائر الدولة كونهم أقارب الوارثين  أو من أرحام  دعوة 2005 !
وان تستر القيادات العليا على الفاسدين والمفسدين أما قد تورطوا بالفساد أو يعتبرون الفاسدين جزء من الكم الذي اعتمدته الدعوة على طريقة البعث فمن الصعبة محاسبته بعدان اشتهر بتنظيمه ما بعد 2003 على بركة حكومة المالكي 
فلو لم يكونوا من المترفين وكانوا جزء  مشروع الدعوة الحقيقي الماضي وليس مجرد دعاة ورثة لما كان هناك فسادا على الإطلاق ولجندوا أنفسهم لمحاربته  ..فلم نرى منهم أي جهد حقيقي لمحاربة الفساد !

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ظاهر صالح الخرسان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/22



كتابة تعليق لموضوع : صرخةُ من أحد مفكري الناصرية ..دعوة من ؟ ولمن يدعون؟ وبماذا يدعون ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net