صفحة الكاتب : عبدالله الجيزاني

سراب النجاح...
عبدالله الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الإسلام يؤمن أن العمل السياسي يحتاج إلى حُنكة وحِكمة وقُدرة على توظيف الأحداث للوصول للغايات، ضمن مُحددات شرعية وأخلاقية معروفة، لايمكن تجاوزها، ولايوجد في الإسلام شي مُطلق ضمن مبدء الغاية تُبرر الوسيلة، إلا اذا تَخلى مَن يؤمن بذلك عن إنتمائه للإسلام، فلإسلام يُقر أن الوسائل من جنس الغايات. 

فمن يُريد الخدمة في أي مَجال لايُمكن أن يستخدم وسائل غير شرعية للوصول، وهذا هو قياس لتمييز اصحاب الاهداف السامية عن سِواهم، فمتى كانت الوسائل ملتوية وغير مشروعة لايمكن أن تنتج حالة إطمئنان وثقة بالغايات المعلنة، أوقد تنتج مايطمح إليه المواطن.

وعندما نتصفح أوراق التاريخ نجد أن الإنحراف ابتدأ مع استخدام المناورات الغير مشروعة في العمل السياسي، لذا لم يثمر عن اي نجاح، والدولة الاسلامية التي صعدت سريعا في بعض مراحل حياتها، بوسائل القوة الغير مشروعة والكذب والدهاء والتأمر والقتل، كما في الفتوحات الاسلامية وماذا انتجت اليوم..؟ 

امة مريضة في كل شيء عقائد فاسدة اصبحت محط تندر من المسلمين انفسهم..! 

تبعية ذليلة امام العدو الأول للإسلام، تخلف في كل المجالات، شعوب تعيش على الهامش وسط عالم متصارع الأفكار كل يريد ان يثبت وجوده، خيراتها يمول بها اعدائها، حكام كل مافيهم سيء، فهم أرذل وأشر مواطنيها.

وكل هذا يعود الى الميكافيلية الذي استخدمها حكام الامة قبل ان ينظر له الايطالي ميكافيلي في كتابه( الأمير)، حيث سبقة لذلك معاوية مثلا. 

ربما العقليه الصحراوية التي عليها العرب واستصحابها معهم لجسد الدولة الإسلامية كان سبب، أو أن التدخل الخارجي في الدولة الإسلامية مع بداية نشوءها هو من رسم طريق هذه الامة.

وعلى هذا أصبحت عقلية معظم المسلمين تعتقد أن السياسة البارعة هي خداع ومكر ونكث وعود. 

والحقوق أو توفير الامن والمنعة لاطريق له إلا بالتشدد والنفاق والتلون، وأن الناجح سياسيا هو الأكثر دهاء وقدرة على التأمر، رغم انهم يحصدون يوميا نتائج هذه السياسة ويلات وتخلف. 

اما سياسة الإسلام التي تؤمن بأن السياسة حكمة وحنكة وتحكم بضوابط وشروط شرعية أخلاقية، غدت غريبة ومستهجنة ومن يمارسها ويؤمن بها يعده البعض غير متمكن من العمل السياسي، ولايمكن أن يُعيد حق أو يوفر إستقرار..!

ويعلل امير المؤمنين لاهل الكوفة حيث يخاطبهم ( يااهل الكوفة اتروني لااعلم مايصلحكم؟بلى ولكني اكره ان اصلحكم بفساد نفسي)، 

وهذا عين مانشهده في العراق، حيث يعتقد البعض ان من يدعون للوحدة والشراكة الحقيقية والحوار والتنازلات المتبادلة ناتجه عن ضعف فيهم ..! 

أو أن من يمارس سياسة الإسلام اليوم يوصم بأخفاء نواياه الحقيقية وأهدافه البعيدة، ويتم التأليب ضده تحت هذه التهمة. 

لان هذا مايسود العالم ألإسلامي اليوم، حيث يشيع اعداء الاسلام ضد الدول التي تقف بوجه مشاريعهم التي تريد بالامة الشر، بأن هذه الدول لها اهداف بعيدة تهدف للسيطرة على الشعوب الإسلامية والعربية..! 

كما يحصل مع الجُمهورية الإسلامية الايرانية، والغريب أن المسلمين يدعون لسياسة الإسلام ويبشرون بها ويدعون لها، ويعادون من يمارسها..!

لذا نجد ان اضعف القوى السياسة في الساحة هي تلك القوى التي تؤمن بمباديء وقيم وترفع شعارات من جنس الاهداف، وتمارس سياسة معتدله تسعى للم الشمل ومنح الكل فرصة المساهمة في بناء البلد، وضعفها ناتج من صدقيتها، والتزامها ازاء ماتقول وتدعي.

حيث تتعامل مع قوى تمسي بموقف وتصبح بأخر، وتتلاعب بمشاعر المواطن وتغير الحقائق، وهذا سر قوتها انها تطرح سراب النجاح.. لكن الأكيد أن هذه السياسة مصيرُها الفشل لأن السراب سيكشف في النهاية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالله الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/26



كتابة تعليق لموضوع : سراب النجاح...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net