( أن تقلب وجهك فِي السماء، وأن تترقب ولادة ريادات شعرية، أو شعريات ريادية؛ هذا يعني أنّك تولّي وجهك شطر العراق؛ العراق تحديدا، وترنو صوب مشغله الشعري ) بهذه العبارة العميقة بدأ الناقد الأستاذ الدكتور عباس رشيد الدده مقدمته لمجموعة (وطن بطعم الجرح) للشاعر الرائد مشتاق عباس معن والتي عَنونها بـ (في لماذائيات العمود الومضة) ، فنحن بحق مع هذه المجموعة بموعد مع امتداد ريادة شعرية جديدة كان بدأها شاعرها منذ نهايات التسعينات من القرن الفائت ، فالعمود الومضة كما يعرفه مجترحه في بيانه (ما يشبه البيان : العمود الومضة) بقوله (قصيدة مكثّفة تقلّ أبياتها عن السبعة ، قيمتها الإبداعية قيمة القصيدة المكتملة ) وسيعمل هذا التحوّل على إعادة هيكلة نظرية الأدب والنظرية النقدية العربية ، إذ سيتحوّل الكمّ من معايير الميز بين القصيدة والمقطوعة ، إلاّ في حدود مجريات التراث فمن سار على هديها جرت عليه موازين الميز ولاسيما اكتمال المعنى وتمام الدلالة ؛ ليكون العمود الومضة نوعاً جديداً يضاف على أنواع الجنس الشعري ، أما النظرية النقدية فسيكون تحليلها للعمود الومضة قائماً على معايير اكتمال المعنى وتمام الدلالة والكثافة والكمّ ولم تكن مجموعة (وطن بطعم الجرح) جديدة باحتوائها على قصائد من نوع شعري جديد هو العمود الومضة فحسب ، بل عمل شاعرها على تجريبيات أخرى فيها فهو الذي يصفه بعض النقاد والمراقبين للإبداع العراقي بأنه شاعر تجريبي يطمح للتجديد ما وجد إليه سبيلا ، فمن قصيدة الشعر والجنس الرابع والعمود الومضة حتى القصيدة التفاعلية ... كل هذا وسواه من اشتغالات تحكم مشروع هذا الشاعر سواء أكان برفقة مجموعة من زملائه المبدعين أم بمفرده دفعت إلى وصفه بذلك الوصف. ، فقد حاول أن تغير في بينة العنوان الذي يتصدر القصائد ، إذ لم يعد موجها رئيسا للنص بل أصبح جزءا من عتبة كلية تسهم جميعها بتقديم الوظيفة السابقة التي تفرد بها العنوان التي يصفها النقاد بثريا النص. المجموعة صدرت عن دار الفراهيدي للنشر والتوزيع وضمت أكثر من ثلاثين قصيدة ومضة...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat