صفحة الكاتب : احمد الشيخ ماجد

المثقفون يعترضون ولكن على اي شيء؟
احمد الشيخ ماجد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بينما يرزح العراقيون تحت وطأة الانفجارات, وفي ظل الاحداث العصيبة التي في وجودها لايعرفون متى يأتيهم شبح الموت, وكذلك انهم «يسيرون والمنايا تسير معهم»
يأتي بعض المثقفين يستنفذون كل طاقاتهم ويصرخون ليلاً ونهاراً على قضية مسرحية حدث فيها خلاف وتكلم احد المسؤولين عنها معترضاً . فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها الى ان احدثوا تغيير وكانت القضية رائعة بحق, حيث ان هذا التغيير يعطي مؤشراً واضحاً بوجود مثقفين يدافعون ومتابعين لمسار الثقافة العراقية، وكذلك ان صوتهم مسموع وقادرين على تغيير الاشياء التي لايقبلون فيها . ولكن في علامات استفهام كثيرة تطرح بشأن هذا الفعل . حيث جائت هذه الاعتراضات في ظل احداث راهنة, بوجودها يمر العراق في طريق يبعث على اليأس والتشاؤم . فالانفجارت التي لاتعد والقتل الجمعي لم يعترض عليه احد, ولكن اعترضوا على قضية مسرحية . خرجوا مظاهرات وكتبوا في مواقع التواصل الاجتماعي البيانات التي لاتعد, وكذلك جمعوا التواقيع التي تدل على موقعها انه غير راض بهذا الفعل . ولسنا ضد هذا الاعتراض كما اسلفنا في البدء. ولكن هذه الطاقات من المفترض ان تصرف في رفع القتل عن العراقيين . فهذه الانهار من الدماء تجري في هذا البلد فلما لايخرجون ويطالبون لايقاف هذه النهر ؟ 
ان وجود المثقف لايشكل اي حضور في خضم هذا القتل الجمعي الذي لم يقف ولو لايام معدودات . فبينما عزرائيل منشغل بقبض ارواح العراقيين ينبري بعض المثقفين و «يخبنون خبن» علينا بنظرياتهم وشعاراتهم الجوفاء التي لم نحصل منها اي فائدة, فقط تبين لنا انهم فقاعات وليس لهم اي علاقة بالواقع العراقي المؤلم . وبالطبع لست اتكلم على وجه التعميم ففي مثقفون اثبتوا عراقيتهم وكذلك اثبتوا انهم ذوي نباهة اجتماعية ووطنية يفتقد لها الكثير، ولكن نتكلم عن البعض الذين يشغلون انفسهم في صراع الدولة المدنية . المدنية التي تسنح لهم ان ان يعترضوا على الفنون اكثر من ان يقفوا بوجه القتل! وكذلك المجتمع المدني الذي يظنون انه حكراً لهم ومحصور بهم ولايحق لاحد ان يعيش به غيرهم, كما ثبتت ذلك سلوكياتهم وكتاباتهم الخيالية التي سرعان ماتفصح لقارئها انهم بعيدين عن المجتمع بعد الارض عن السماء, ويسيرون في طريق خال من النفس الانساني وليس له علاقة بالانسان العراقي الذي يروم ان يعيش حياة حرة كريمة يحلم بها كل انسان بسيط, بعيد عن تلك الكلمات والمصطلحات التي اثبتت بعدها عن الواقع العراقي .. كنت اسأل احدهم واقول له :هل تكون الثقافة والفنون اقدس من القتل عندكم؟ اجده حائر اي جواب يجاوبني, فيحرف السؤال عن مساره ويأتي بأجوبة تصلح للمدن الافلاطونية فقط !. متى يبقى مثقفونا ينظرون الى هذه الدماء تسيل في كل زقاق وفي كل شارع من شوارعنا الجريحة ؟. هل هم عاجزين عن الايقاف بوجه القتل وكذلك تحريك المجتمع ضده؟ هل يجدون حل وينتبهون لمتطلبات المرحلة التي تبشر برجوع الطائفية ؟ ام يبقون في شعاراتهم وانشغالهم بقضايا لاتصل الى اهمية الدماء ولو بقليل . والله اعلم ربما يكون المسرح اهم من الدماء في نظرهم . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد الشيخ ماجد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/30



كتابة تعليق لموضوع : المثقفون يعترضون ولكن على اي شيء؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net