صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

التفكير العلمي المفقود!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأمة بأسرها ينقصها التفكير العلمي , وهو من أهم أسباب ضعفها وتداعيها على مر العصور البائسة الرزية.

والتفكير العلمي من صلب وجوهر العقيدة الإسلامية , وقد إنطلق مع بداية الإسلام , فالرسول والصحابة والأئمة , كانوا أصحاب مَلكة التفكير العلمي الرصين , فلم تكن أقوالهم وأفعالهم ووصاياهم مبنية على غير ذلك.

وعندما نتأمل الأحكام والفتاوى , نجد أنها قد إستندت على التفكير العلمي , وتوصلت إلى إستنتاجات  وخلاصات تحدثت بها.

والفتوى الصائبة في حقيقتها ومنهجها , عبارة عن تفكير علمي يستند على أصول ومفردات وآليات البحث العلمي , الذي يؤدي إلى نتيجة ذات توافقات منطقية , تصل إلى قيمة معرفية وسلوكية.

وقد غاب التفكير العلمي عن منهج وسلوك الأمة , فتخبطت في الرؤى  والتصورات , التي وصلت إلى حد الأضاليل والبهتان والهذيان.

فالتفكير العلمي فريضة إسلامية , ومنصوص عليها في القرآن , وكم تكررت كلمة يتفكرون ويعقلون , وفي أصلها تشير إلى مناهج التفكير والبحث العلمي , والتي أدركها الصحابة والتابعين.

وكما هو معروف , فأن المجتمعات المتقدمة تتخذ من التفكير والبحث العلمي منهجا ثابتا في جميع ما تقوم به وتقرره.

ومن الحقائق التي لا نعرفها عن الصين , والتي نقف أمامها مندهشين , أن "ماو" , برغم ما حملته تجربته من إخفاقات ونجاحات , إلا أن أعظم إنجاز  حققه وأدى إلى صناعة الصين المعاصرة , هو تنمية التفكير والبحث العلمي عند الإنسان الصيني.

فعندما تقرأ خطابات "ماو" وقصائده , ومنذ الأربعينيات من القرن العشرين وما قبلها , تجد أنه قد إتخذ من التفكير العلمي والبحث العلمي منهجا لصناعة الحياة وبناء الصين.

فكانت قرارات الحزب الشيوعي الصيني , عبارة عن تجارب تخضع للدراسة والتحليل والبحث العلمي ,  للحصول على إستنتاجات وتوصيات ذات قيمة وطنية ومعرفية.

ووفقا لهذا  البناء العلمي لعقل الإنسان الصيني , تمكنت الصين من صناعة الحياة وسيادة الأرض.

والتفكير والبحث العلمي واضح عند أبناء الصين , فعندما تتفاعل معهم , تستشعر ذلك في أقوالهم وسلوكهم وحياتهم.

وما ينقصنا كأمة , هو العمل على ترسيخ مناهج وآليات التفكير العلمي في حياتنا لكي نكون.

فالعصر عصر العلم , ولكي نكون فيه , علينا أن نتخذ منهج التفكير والبحث العلمي سبيلا للتعامل معه.

وما يجري في مجتمعاتنا بأسرها , يفسره غياب مناهج التفكير العلمي وأساليب البحث العلمي , التي علينا أن ننميها في عقول أبناء الأمة ومنذ المراحل الإبتدائية وما قبلها.

تلك حقيقة الضياع والهوان الذي تعيشه الأمة , ويمكنها الشفاء منه , بإتباع مناهج وطرق التفكير والبحث العلمي المعاصرة , التي تتخذ منها سبيلا جميع المجتمعات المتقدمة.

فهل أدركنا جوهر علتنا , وسبيل نجاتنا؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/03



كتابة تعليق لموضوع : التفكير العلمي المفقود!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net