صفحة الكاتب : حمدالله الركابي

التحالف بين كتلة الاحرار وائتلاف المواطن خطوة مهمة وضرورية
حمدالله الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ما أن اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج النهائية حتى بدأت الكتل الفائزة حراكها فيما بينها من اجل تشكيل تحالفات سياسية تستطيع النهوض بالواقع الخدمي للمحافظات على اعتبار إن مجالس المحافظات هي مجالس خدمية وليست سياسية. ولما كانت نتائج الانتخابات الاخيرة التي اعتدمت قانون (سانت ليغو) اتاحت لبعض القوى السياسية المغيبة في الانتخابات السابقة الفرصة للظهور كلاعب مهم حيث يمكن لمقعد واحد ان يغير خارطة التحالفات فأن جميع القوى الفائزة بغض النظر عن عدد مقاعدها سيكون لها الفصل  في حسم موضوع التحالفات ولكن يبدو ومن خلال سير الاحداث ان الكتل السياسية تسعى جاهدة لأضفاء الطابع السياسي على تلك المجالس من اجل مكاسب معينة بعيدة كل البعد عن الاهداف الحقيقية للمجالس. نتائج الانتخابات الاخيرة لم تأتي بجديد حيث لم تتغير الخارطة السياسية وافرزت نتائج متوقعة للمراقبين وهي فوز القوى الثلاث الكبيرة ائتلاف دولة القانون وأئتلاف المواطن وكتلة الاحرار بأغلبية مقاعد مجالس المحافظات مع تراجع كبير في مقاعد ائتلاف دولة القانون وتقدم واضح  لائتلاف المواطن وكتلة الاحرار التي دخلت الانتخابات منفردة. وقد حصلت حوارات وتفاهمات ومواثيق شرف بين الاطراف الفائزة وخصوصاً ائتلاف دولة القانون وائتلاف المواطن، ولكن يبدو ان ائتلاف المواطن كانوا الخاسر الاكبر في تلك الاتفاقات من خلال نقض الاخوة في ائتلاف دولة القانون كعادتهم للأتفاقات والتفاهمات سعياً منهم للهيمنة على مجالس المحافظات لتكون بوابة الدخول إلى المعترك الانتخابي البرلماني في العام القادم مما اضطر القيادة في ائتلاف المواطن ان تغير بوصلتها باتجاه كتلة الاحرار لتشكل معهم تحالفاً جديداً يستطيعون من خلاله ان يشكلوا اغلبية سياسية قادرة على إدارة مجالس المحافظات، وقد تبلور هذا الموقف عن إعلان رسمي بتوزيع المناصب في مجلس ومحافظة بغداد حسب ما أعلنه القيادي في التيار الصدري السيد صالح الجزائري في مؤتمر صحفي يوم امس. الاتفاق بين المواطن والاحرار لهُ مقومات نجاح كثيرة، فهما يمتلكان شعبية وجماهير كبيرة لأرتباطهما بمرجعيات دينية لها اثر كبير في تاريخ العراق وهما مرجعية آل الصدر وآل الحكيم هذا الارتباط الذي منحهما حضوراً واسعاً في الشارع العراقي مما ينعكس ايجابياً في حال تحالفهما على كافة الجوانب السياسية والاجتماعية وغيرها وبذلك سيشكلان قوة سياسية وشعبية كبيرة تستطيع ان تُقوم العملية السياسة من الاعوجاج  وتُوقف التراجع وعدم الاستقرار التي يعاني منه البلد، مع الاشارة إلى ان ائتلاف دولة القانون يعاني من صراعات داخلية حول المنصاب ويتوقع المراقبون انفراط عقد هذا التحالف لعدم وجود الانسجام بين مكوناته التي وان اتفقت على دخول الانتخابات مؤتلفة لكنها مختلفة في الكثير من الامور والقضايا المهمة وهذا يعني ان تحالف المواطن مع الاحرار سيكون اكثر استقراراً من تحالفه مع دولة القانون. نتمنى أن يكون تحالف كتلة الاحرار والمواطن ممهداً لتحالف استراتيجي على المدى البعيد ومقدمة جيدة للدخول بنفس التحالف في الانتخابات البرلمانية المقبلة ليكون لهم دور كبير وفاعل في الحكومة القادمة بعد ان يكونا قد انهيا فترة اقصاءهما او تهميشهما من قبل الاخوة في الحزب الحاكم طيلة فترة حكمه وكانت لديهم ملاحظات وتحفظات كثيرة على الاداء الحكومي، هذا التحالف إذا ما استمر سيكون خطوة بالاتجاه الصحيح وفرصة لرأب الصدع الحاصل بين المكونات السياسية بسبب الوضع الشائك الذي يعاني منه العراق، ويبقى التحالف بين  الاطراف عمل مبرر ومشروع في السلوك السياسي إذا كان فيه خدمة للشعب وليس من اجل المكسب الحزبي والرصيد الانتخابي، نداءنا لكل القوى الوطنية ان تضع مصلحة العراق وشعبه نصب أعينهم فالعراق يستحق منا ومنكم الكثير.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمدالله الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/10



كتابة تعليق لموضوع : التحالف بين كتلة الاحرار وائتلاف المواطن خطوة مهمة وضرورية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net