صفحة الكاتب : عباس ساجت الغزي

ثورات التغيير واقع ودروس
عباس ساجت الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أصوات الجماهير العربية تتعالى هنا وهناك في ربوع الوطن مطالبة بالتغيير الشامل بالشخوص الرئاسية والأنظمة الديكتاتورية والحكومات القمعية والدساتير البالية الوهمية التي لم تحقق ابسط مستلزمات العيش الرغيد لشعوبها ولم تحفظ كرامتهم  في الداخل والخارج ولا حقوقهم التي يملك مثيلاتها  ابسط شعوب العالم .
والأنظمة الديكتاتورية تحاول الالتفاف عليها وتجريدها من شرعيتها ومصادرة حقوقها في حرية التعبير التي كفلتها لها الدساتير والقوانين العالمية .
لكن هناك تساؤلات لكل مايجري في العالم العربي اليوم تجعل المواطن العربي  في حيرة من أمره ومن هذه التساؤلات .. لماذا الديكتاتورية والظلم وتجاهل الحقوق في الحكومات العربية ؟ .. لماذا كل الدول العربية مشتركة بتلك الديكتاتوريات ؟
وهنا لابد من النزول إلى الشارع والإجابة على تساؤلاته والوقوف على واقعه المرير ودراسة مطالبه .. الشئ الذي لم تفعله الحكومات فكان لزاما عليها مواجهة بركان الغضب للشعوب الثائرة التي تطالب بتغيير الخارطة السياسية في الدول العربية ولابد أن يولد عصر جديد بعد كل بركان يكون أكثر تطورا ويجعل الأرض خصبة لديمومة الحياة.
وهنا المسؤولية تقع على المثقفين ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني كونها حلقة الوصل بين المواطن و المسؤول  ويقع عليها الدور الكبير في توعية المجتمعات .
لقد عكست التدخلات الخارجية من ضغوط للتغيير قرارات الحكومات العربية  وفرض أجندتها على الواقع السياسي ووضحت صعوبة مواقف الحكام العرب وبدت علامات الحيرة والضعف واضحة في اتخاذ قراراتهم ..
الشعب يطالب بحقوقه في العيش الرغيد وتسخير ثرواته في التطوير والنهوض بواقع بلده وحقه في استثمار ثرواته والتحكم بموارده . والقوى العظمى تريد السيطرة والهيمنة بكل الإشكال واستغلال ثروات الشعوب وخيراتها ..
ويبقى الحكام  في حيرة من أمرهم بين التمسك بكرسي الحكم  العقيم الذي يقول من جلس عليه لابنه لو نازعتني أنت عليه لقتلتك !! بينما يمهد لتوريثه السلطة من بعده كما حدث في كثير من الدول العربية.. وبين الضغوط الخارجية بكل أشكالها وبين حقوق الشعب التي لا يمكن تحقيق  عدالتها وسط تلك المعادلة الصعبة .
ولا نلقي اللوم كله على الحكام فالحكام أناس منا نشئوا في أوساط المجتمعات العربية وهذا التساؤل نخرج منه بنتيجة بما أن الشعوب العربية تصف حكامها بالدكتاتورين  أذا المجتمعات العربية متساوية من حيث  نقص الوعي وتغيب ثقافة الأعداد الصحيح لأبنائها لتحمل أعباء المسؤولية حينما تناط بهم .
وهنا علينا أن نقوم بإصلاحات بعد تشخيصنا للخل وعلى الحكومات مساعدة الشعب في أعداد أجيال قادرة على تحمل المسؤولية في البلاد ويكون العمل مشترك وللوصول إلى تلك الأهداف علينا :
الاهتمام بمجال التربية الأسرية من خلال أعداد المرأة من حيث التعليم والثقافة العامة لتنشأة جيل سليم معافى بعيد عن العقد والمشاكل الأسرية والاجتماعية   .
بناء مؤسسات تعليمية ترقى إلى مستوى التطور الحاصل اليوم ولا عيب من الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال وتوفير الوسائل الكفيلة بذلك .
إدخال مفاهيم حقوق الإنسان والتكافل الاجتماعي  وحقوق المرأة وحقوق الطفل والحريات والوحدة الوطنية والتربية الوطنية ضمن المناهج الدراسية .
دعم منظمات المجتمع المدني وزيادة تفعيلها في المجتمعات العربية وإعطائها دور اكبر لتقوم بواجباتها في التوعية لتكون حلقة الوصل بين المواطن والحكومة . 
الاهتمام بشريحة الشباب وتلبية طموحاتهم وفسح المجال أمامهم للتعبير عن أرائهم وفسح المجال أمام حرياتهم في اختيار الاتجاهات المستقبلية  باعتبارهم رجال الغد ومستقبل البلد المشرق .
العمل على التعريف بمفهوم التعددية واحترام الرأي والرأي الأخر ومبدأ الشراكة واحترام الأديان والمعتقدات  والولاء للوطن .
العمل على تطوير البلد ثقافيا من خلال نشر الوعي الثقافي بين صفوف العامة في جميع المجالات الثقافية  والاجتماعية والصناعية والتجارية والعمل لتحقيق نظرية الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس في الأزمات .
اطلاع العامة على التهديدات والمخاطر المحيطة بالبلد بشفافية عالية لزرع روح التعاون والدفاع المشترك .
أنشاء برلمانات نزيهة وشفافة من العامة المؤهلة والنشطة بعيدا عن الأحزاب والسياسة والحكومات .

وحتى الوصول إلى كل تلك الإصلاحات على الأنظمة العربية النظر بعين العقل ومساعدة الشعب للعمل على بناء بلد امن من الانقلابات والتغييرات التي ترجع بعجلة التقدم إلى وراء في كل مرة والمستفيد هم الأعداء والطامعين .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس ساجت الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/10



كتابة تعليق لموضوع : ثورات التغيير واقع ودروس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net