صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

حقوق المرأة بين الشعارات والتطبيق.
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

كثيرا ما نسمع هنا وهناك عن حقوق المرأة والدعوة لتغيير واقعها نحو الافضل باعتبارها نصف المجتمع ومربية الاجيال والاخت والابنة والزوجة وغير ذلك من ادوارها الكثيرة لكن في الحقيقة ما مدى تطبيق هذه الشعارات في الواقع؟ وماهي النوايا من اطلاق مثل هذه الشعارات دون السعي لتطبيقها؟ الاجابة على هذ السؤال تختلف حسب اهداف مستخدمي هذه الشعارات اذ يستخدمها السياسيون كنوع من انواع الدعية الانتخابية والبعض الاخر يستخدمها كنوع من انواع المسايرة ليثبت  اننا مجتمع يواكب التطور ويحترم حقوق المرأة مع ان الحقيقة ان ديننا الحنيف اول من اشار الى هذه الحقوق واكد على تطبيقها كما اكد عليها رسولنا الكريم عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم في الكثير من احاديثه الشريفة  وتوالت بعد ذلك الدعوات والمطالبات لمنح المرأة حقوقها الكاملة في الحقيقة نجد العديد من الدول العربية تتمتع بها المرأة بأغلب حقوقها اذا لم نقل كل حقوقها كحق التعليم وحق العمل وحق اختيار الشريك ربما يعود ذلك الى  الظهور المبكر لدعاة حقوق المرأة في مثل هذه الدول الذين استمدوا الفكرة من الدين الحنيف وسعوا الى تطبيقها  فنجد مثلا في مصر الكاتب والمفكر قاسم امين الذي يعتبر من اوائل من  ارسى وسعى من اجل حصول المرأة على كافة حقوقها مستندا في ذلك الى اسس الدين الحنيف  وقد تحمل ما تحمل آنذاك بسبب آرائه التي لقيت معارضة شديدة في ذلك الوقت اذ انه ولد وعاش في الفترة الممتدة من عام 1800 الى 1860 اي في وقت كان التعليم متوفر للرجل فقط ولطبقة محدودة من النبلاء والاغنياء والمترفين والطبقة الحاكمة فقد كان اول من سعى الى تأسيس مدارس مجانية للتعليم النساء واكد على حقها في اختيار شريك الحياة والخروج للعمل وقد كتب عن ذلك العديد من المؤلفات التي اثارت جدلا لقيت معارضة شديدة ليست في مصر فحسب بل في كافة ارجاء الوطن العربي على الرغم من  انه لم يأت بشيء مخالف للشريعة وانما كل ما جاء به من القران الكريم الان المجتمعات المتمسكة بتربية من نوع معين والتي كانت اولى ملامحها حرمان المرأة من حقوقها والتمسك بالعصبية والانغلاق آنذاك لم تأخذ بعين الاعتبار تلك الافكار في ذلك الوقت فكان كمن يشق طريقا في الصخر الا انه وبفضل افكاره وآرائه وسعي الكثيرين حصلت المرأة في المجتمع المصري على اغلب حقوقها وقطعت شوطا كبيرا في ذلك اما واقع المرأة في العراق فقد تقهقر كثيرا بسبب القيود الاجتماعية و الحروب وتراكمات الازمات السياسية التي القت بضلالها على واقع المرأة في مجتمعنا فنجد انتشار الامية والترمل والفقر  والتعنيف النفسي والجسدي هو السائد على الرغم من وجود نماذج عديدة من النساء تمكنت من شق طريقها وقطعت اشواطا في طريق تحقيق الاهداف المشروعة واصبحت نماذج يقتدى بها  في النجاح وتحقيق الطموح وفي الحقيقة هذا ماجاءت به الشريعة الاسلامية فالله سبحانه وتعالى يؤكد في خطابه على لغة مخاطبة مشتركة  (الطيبون و الطيبات) ( الصابرون والصابرات) (المؤمنين والمؤمنات) (الخبيثون والخبيثات)(الحافظين فروجهم والحافظات) اذن لغة الخطاب المشترك تؤكد على ان كلاهما مسئولان وكلاهما مكلفان فأن سقط واجب التكليف عن المرأة في بعض الواجبات  كالقتال وغيرها فذلك يعود لاختلاف القدرة البدنية بين الاثنين وهذه حقيقة يغفلها الكثيرون او لا يرغبون بالاستماع اليها فالمرأة هي الشريك الحقيقي والنصف الاخر والمكمل للرجل  فا الاب يعمل والام تربي بل في الظروف الاستثنائية التي  يعيشها مجتمعنا اخذت تلعب الدورين الاب والام بسبب  الترمل او حالات غياب الاب  لذلك كله اتمنى ان تحصل المرأة العراقية على كافة الحقوق التي شرعها لها ديننا الكريم  وان يتحقق ذلك فعلا وليس مجرد شعارات  فقط تستخدم لأغراض بعينها

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/22



كتابة تعليق لموضوع : حقوق المرأة بين الشعارات والتطبيق.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net