صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

قاعدة أرضيك لأخدعك
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المقدمة | والداك أحق الناس بحسن صحابتك

أحق الخلق بحسن صحابتك هما والداك سيما أمك لما قاسته من حملك و وضعك والعناية بك والشفقة عليك هذا من ناحية، ولضعفها وعجزها من ناحية أخرى . فكما تدين تدان، ورحم الله القائل: (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم ).   

 بسم الله الرحمن الرحيم 

فقال: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا*رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا" 

 وكذلك قرن شكره بشكرهما فقال: "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ" 

أن الحقوق التي يضيعها كثير من الأبناء والبنين، ويقصر فيها آخرون، حقوق الوالدين، سيما الأم الرؤوم، والوالدة الحنون على الرغم من أنَّ الله عز وجل قرن برهما والإحسان إليهما بعبادته وحده لا شريك له كما ذكرت في الآيتين الشريفتين أعلاه وللعلم أن فمن شكر لله ولم يشكر للوالدين، لا يقبل الله شكره . نعم أن للولدين منزلة لأن الله سبحانه يأمنا بأن نستمع لكلامهم في كل شيء إلا الشرك. أحق الخلق بحسن صحابتك هما والداك سيما أمك لما قاسته من حملك و وضعك والعناية بك والشفقة عليك هذا من ناحية، ولضعفها وعجزها من ناحية أخرى . فكما تدين تدان، ورحم الله القائل: (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم ).   

 

ومن فضل الله علينا وعلى الناس أنَّ الله لم يقصر برهما بحياتهما بل جعله عملاً مستمراً للأبناء، وجارياً أجره على الوالدين بعد الوفاة بحكم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلاَّ من ثلاث"، وذكر منها: "وابن صالح يدعو له" ، هذا بجانب صلة أرحمهما و ود أصدقائهما .

 

وبر الوالدين والإحسان إليهما أمر ونهى، فالأمر مرتبط بالاستطاعة، أما النهي فالواجب الانتهاء عنه لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما نهيتكم عنه فانتهوا، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم". 

 

فكما أنه لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول: أنا لا أستطيع أن انتهي عن الزنا والخمر ونحوهما، كذلك لا يحل له أن يقول: لا أستطيع أن انتهي عن نهرهما ورفع الصوت عليهما، والتضجر من كلامهما .

 

فالوالدان حقهما عظيم، وبرهما ثوابه جزيل، وعقوقهما خطر عظيم و وبال جسيم، وعلامة شقاء و وعيد في الدنيا والآخرة . وأن اليوم خصوص نرى أن البشرية قد تغيرية على رغم التقدم العلمي في جميع العالم ولكن أن الحقد والخشونة والجفاء واستغلال الآخرين كثر وخصوص الأبناء لولديهم ونرى اليوم أننا جميعاً  

نهجر الوالدين  ونتجاهل وحدتهم وحاجاتهم وعجزهم واشتياقهم  ثم نزورهم آخر الأسبوع لنتناول عندهم الغداء ونرمي عليهم الأبناء فقط لنرضي ضميرنا وبها تنطبق قاعدة أرضيك لأخدعك ومنا الكثير يبخلوا نقتر ونخاف على الدراهم وننسى  

حقوق المسكين والفقير واليتيم  ثم تأتينا حالة الكرم فجأة فنكدس الملابس القديمة في الأكياس لنتخلص منها بحجة التبرع  فقط لنرضي ضميرنا وتنطبق أيضاً قاعدة أرضيك لأخدعك.ونسى الأصحاب والأحباب ونغيب عن حياتهم وظروفهم وأفراحهم وأحزانهم  ثم نرسل لهم رسالة على الهاتف تقول لهم في أخر الأسبوع جمعة مباركة مع أنها بدعه فقط لنرضي ضميرنا ومرة أخري نطبق قاعدة أرضيك لأخدعك ونقضي الساعات تلو الساعات نأكل في لحوم الآخرين نغتاب ونفضح العيوب ونستمع في كشف الأستار حتى إذا ما انتهينا تنهدنا بعمق وقلتنا ستر الله علينا وعليهم فقط لنرضي ضميرنا وهنا أيضا نطبق قاعدة أرضيك لأخدعك, ونقصر في تربية الأبناء نجهل مشاكلهم واحتياجاتهم ونغيب عن عيونهم وعن أحضانهم وعن حكاياتهم ثم ندخل عليهم بلعبة إلكترونية وبعض الهدايا فقط لنرضي ضميرنا ..وأيضاً طبقنا قاعدة أرضيك لأخدعك وفي كثير من حياتنا اليومية صرنا نبحلق في المشهد الخليع ونستغرق في متابعة الأغنية السافرة والمسلسل الهابط ثم أن ننتهي يتنتم لساننا ب استغفر الله العظيم فقط لنرضي ضميرنا وهنا كررنا سيناريوهات أرضيك لأخدعك وعلماً ما أكثر ما نخدع ضميرنا ونتعامل معه كالمريض الذي نعطيه حقنة مخدر ليرتاح فترة بينما مرضه لا يزال منتشرا في الجسد فلننتبه قبل أن تزداد جرعات التخدير فيموت الضمير  وهنا يجب أن ننتبه نحن المربين الولدين ونتبه ونغير بأنفسنا كما امرنا الله سبحانه في الآية الحادية عشر من سورة الرعد قوله تعالى : لا يغير الله بقوم ..حتى نكون أمناء لتربية الأجيال وبعدها بإمكاننا أن نبدأ نحذر الآخرين والأولاد والأبناء من السلوك ونتمكن أن نقول بإمكاننا أن نحذرهم بالعوق ,وأن الذين نغصوا حياة والديهم وذهبوا بسعادتهم وعطفهم فبثوا شكواهم للعالمين ونشروه شعراً ونثراً كارهين وما أخفى أعظم وأدهى ,من ذلك ونعم ما قال ابن آبي الصلت معاتباً أبنه : 

 

غذوتك مولوداً وغلتـــك يافعــاً        تُعَلَّ بما أسعى عليك وتنهــل

إذا ليلة جاءتك بالشكو لم أكــن        بشواك إلاَّ ساهــــراً اتملمــل

كأني أنا المطروق دونك بالذي        طرقتَ به دوني فعيني تَهْمَلَ

تخاف الردى نفسي عليك وإنها       لتعلم أن الموت وقت مؤجـل

فلما بلغت السنَّ والغـاية التــــي       إليها مدى ما كنت قبل أوملُ

جعلت جزائـي غلظـة وفظاظـة        كأنك أنت المنعـم المتفضــلُ

فليتــك إذ لــم ترع حـق أبوتــي       كما يفعل الجا المجاور تفعلُ

 وقال أخر ونعم ما قال في هذا الصدد :

 يود الردى لي من سفاهـة رأيه         ولو مـت بانت للعــدو مقاتلـــــه

إذا ما رآني مقبـلاً غض طرفـه         كأن شعاع الشمس دوني يقابلـه

 

و قال الآخر  ونعم ما قال :

إذا أبصرتنـي أعرضـت عنــي         كــأن الشمــس من قبلـــــي تدور.

 

ويروى أن دخل إلى جعفر بن القاسم بن جعفر بن سليمان الهاشمي أعرابي، فسأله جعفر عن بنيه فقال :

إن بنيَّ خيرهــــم كالكلـــــــــب        أبرَّهـــــــــم أولعهـــــم بسبـــــي

لم يغـن عنهم أدبــي وضربــي         فليتنـــــي كنـت عقيــم الصلــــب

 

اللهم أرحم آباءنا وأمهاتنا، وجداتنا وأجدادنا، واهد أبناءنا وبناتنا، وأصلح أزواجنا وزوجاتنا، وأعنا على البر والتقوى، وجنبنا العقوق والتضجر والشكوى يا بر يا رحيم، وصلِ الله وسلم وبارك على نبيك ورسولك وآل بيته وصحابته والتابعين على إطاعة القرآن والسنة النبوية الشريفة والتمسك بآله والاقتداء بالقرآن والتمسك بحبل الله المتين ولنتعاون ونتآخى ونشد السواعد بعضها ببعض لنزيح الغمة من القلوب ونصفيها ونقضي على الطائفية البغضاء التي دمرت المجتمعات التي قبلنا واليوم أتخذه العدو ليفرق شملنا منتهز حكمة فرق تصب وعلما أنهم لا يتمكنوا أن ينفذوا مخططاتهم المدمرة ولو اتحدنا وتآخينا لم يستطيع أحد أن يفرق جمع شملنا إذن يد بيد للتعاون والتآخي لبناء الوطن

والله خير حافظ وهو ارحم الراحمين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/24



كتابة تعليق لموضوع : قاعدة أرضيك لأخدعك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net