صفحة الكاتب : اياد السماوي

البطالة والفساد وسوء الخدمات أسباب مقنعة للتغيير
اياد السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

البطالة والفساد وسوء الخدمات ثلاثية مرعبة ومدمرة وبالرغم من إن هذه الثلاثية المدمرة قد ورثها الشعب العراقي من نظامه الديكتاتوري السابق , إلا إنها نمت واتسعت وترعرعت في ضل النظام الجديد , واتخذت أنماطا وأشكالا لم يعهدها الشعب العراقي  قبل سقوط النظام الديكتاتوري .

فمعدلات البطالة في العراق ارتفعت بشكل جنوني , وبالرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية ودقيقة لهذه الآفة المدمرة , إلا إن كل التقديرات تؤكد إنها تتجاوز 40% من عدد السكان القادرين على العمل , وفي ضل غياب الخطط الاقتصادية الكفيلة بمعالجة هذه الآفة وتطويقها , يزداد خطرها يوم بعد يوم وذلك من خلال ارتباطها المباشر بالإرهاب و تهديدها للأمن والاستقرار في البلد , فالأعداد الهائلة من الشباب العاطل عن العمل يجعل منهم عرضة للانحراف والسقوط في مستنقع الجريمة والإرهاب , وفي ضل تنامي الفساد المالي والإداري والسياسي في البلد , يصبح معها معالجة آفة البطالة أمرا شبه مستحيلا .
فالأحزاب السياسية التي تحكم بقبضتها على مقاليد الأمور في البلد غارقة في الفساد من أخمص قدميها حتى أذنيها , فإصرار هذه الأحزاب الفاسدة على استمرار المحاصصات الطائفية والقومية البغيضة هي السبب الأول والأخير لكل هذا البلاء الحاصل في البلد . فهذا النظام اللعين لا يمكن أن يأتي بأصحاب الكفاءة والنزاهة والخبرة , وتجربة حكومة الشراكة الوطنية هي مثال حي على هذه المحاصصة اللعينة , فهذه الشراكة لا تمت بصلة للوطن والوطنية , بل هي الشكل الأقذر والأقبح لكل المحاصصات التي مرت , ومهما حاول السياسيون خداع الشعب بأن الشراكة الوطنية هي غير المحاصصة السياسية , فإنهم جميعا كذّابون ومخادعون .
فالفساد المالي والإداري والسياسي لا يعالج من قبل أحزاب فاسدة وسياسيون فاسدون ومن يعقد آمالا على هذه الأحزاب الفاسدة بتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية تنهض بتحسين الخدمات وتقدم الرعاية الصحية المطلوبة للمواطنين وتعالج آفة البطالة المستشرية في المجتمع , فهو واهم تماما , فهذه الأعباء لا ينهض بها إلا الأكاديميون والمختصون في الاقتصاد والاجتماع والسياسة , لا من المختصين بقراءة الدعاء واللطم وطبخ التمن والقيمة .
فارتفاع معدلات البطالة في المجتمع وازدياد الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة ووزاراتها واستمرار النقص في تقديم الخدمات للناس , كلها أسباب منطقية ومقنعة للتغيير , فالتغيير الحقيقي يبدأ أولا من المطالبة بإسقاط حكومة المحاصصة السياسية والدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة , وتثوير الشارع العراقي ضد الفساد والتزوير والنهب المنظم للمال العام  , ومطالبة المؤسسات والمرجعيات الدينية بإعلان موقف واضح وصريح من هذا الفساد والنهب للمال العام وعدم الانخداع بالشعارات الكاذبة لقوى الإسلام السياسي  .
وعيكم يا شباب العراق الناهض وهمتكم هما الكفيلان بتحقيق الإصلاح والتغيير الحقيقي , عيون العراقيين جميعا تتطلع إليكم يا شبابنا للقيام بهذا الواجب المقدس .
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/13



كتابة تعليق لموضوع : البطالة والفساد وسوء الخدمات أسباب مقنعة للتغيير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net