صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

هل يُقارن بين العراق ومصر؟
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لوحظ في هذه الأيام وبالتحديد منذ 30/6/2013يوم التظاهرات في مصر ضد الرئيس محمد مرسي ظهور كتابات وتعليقات تقارن بين الشعب المصري وبين الشعب العراقي ،وغالبا تكون هذه المقارنات لحساب الشعب المصري وبانهار عال المستوى ،وهو يستحقه بطبيعة الحال ،لكن هل تصح المقارنة بين الشعبين العراقي والمصري ،وبنظرة سريعة جداً على ما جرى للشعب العراقي سنجد حينها هل تصح المقارنة من عدمها ،فالعراق الذي كان محتلا ولمدة أربعة قرون ونيف من قبل الدولة العثمانية (هذا فضلا عن الفترة المغولية التي سبقت الاحتلال التركي) لم يخرج من هذا الاحتلال إلا بغزو واحتلال بريطاني استمر بشكل مباشر وإن شكل حكما سمي بالحكم الوطني بقيادة أسرة الشريف حسين إلى يوم 14/7/1958بقيادة عبد الكريم قاسم والذي تسبب بضيق، وحرج بريطاني مما أدى إلى حالة استقطاب سياسي في فترة حكم الزعيم كان للمخابرات البريطانية دورا كبيرا فيه إلى أن تم اسقاط حكومة 14/7في يوم 8/2/1963بقيادة حزب البعث المعروف بارتباطاته بالدوائر الغربية وكان هذا اليوم بداية لحرب أهلية في حقيقة أمرها وليس انقلابا على سلطة حاكمة راحت جرائها الآلاف من الدماء العراقية وفي مدة تسعة أشهر فقط ،بعد ذلك جاءت سلطة الأخوين العارفين المعروفة بالاستقطاب الطائفي والتي كانت مدة مراجعة البعث لسياساته التي انتهجها من 8/2إلى 18/11/1963،والمراجعة لم تكن باتجاه التصالح مع الشعب ،بل المراجعة في كيفية ممارسة القتل الممنهج بحق فعاليات الشعب العراقي من خلال ممارسات قمعية رهيبة ،وقد كان لرجال القمع البعثي شهرة واسعة في أساليب التعذيب من قبيل ناظم كزار وأعوانه ومن ثم سعدون شاكر وبرزان التكريتي وسبعاوي التكريتي وفاضل البراك وعلي حسن المجيد وفاضل صلفيج ،ووطبان التكريتي صاحب مجزرة التجار في تسعينيات القرن العشرين ،هذا فضلا عن أساليب عدي صدام ،وقصي صدام ،وحسين كامل ،وصدام كامل ومعسكرات القتل والتغييب في الرضوانية وسجن الحوت والأمن العامة والمخابرات والحاكمية وغيرها كثير ،يضاف إلى هذه الأجهزة الأمنية جهاز الحزب الحاكم الذي كان يحبس ويحسب أنفاس العراقيين ،وقد كان التعامل مع أي ممارسة احتجاج يقوم بها العراقيون بكامل القوة النارية التي يمتلكها الحاكم البعثي فقد تعامل بالدبابة والمدفع مع الحركة التي سميت بانتفاضة صفر عام 1977 التي خرجت للذهاب لزيارة الأربيعين الممنوعة من السلطة وأيضا تعامل بنفس الصورة وبأشد كذلك في حركة 1979والتي سميت بالرجبية والتي كانت احتجاجا على اعتقال السيد محمد باقر الصدر فقد وسعت السلطة المعتقلات وزادت من أعدادها وأعدمت وغيبت الكثير من الشباب .كما مارست السلطة البعثية ممارسة أخرى لم تمارسها سلطة بحق شعبها إلا سلطة البعث وأعني بها سياسة التسفير بحق شريحة كبيرة من أبناء الشعب وهم الأكراد الفيليين وقد شملت هذه السياسة كل من يشعر بخطورته من الشباب العراقي في المنطقة التي يرى فيها رأس السلطة البعثية وهي المنطقة الشيعية من العراق وإن كانوا من الأسر العربية الخالصة ،والتسفير جرى على موجتين ،الأولى كانت في 1970- 1971،وأما الثانية جاءت في 1980كتهيئة لحرب شرسة بين العراق وإيران وشهدت هذه الموجة من التسفيرات تغييب آلاف الشباب الذين انتزعوا من أسرهم عند تسفيرهم خارج الحدود العراقية ،أما الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت إلى عام 1988شهدت معاركا شديدة وشرسة تفوق كل واحدة منها الحروب التي شهدتها مصر من 1948و1956و1967و1973فهذه حروب لم تستغرق في واحدة منها مثل مااستغرقت أي معركة من معارك الحرب العراقية – الإيرانية ،باستثناء ما سمي بحرب الاستزاف والتي حدثت بعد هزيمة 1967إلى حرب تشرين 1973وهي في حقيقتها مناوشات لم ترق في أغلبها إلى اشتبكات شرسة كما حدث في العراق الذي أفرغ من شبابه الذين أرسلوا إلى جبهات القتال ،هذا وقد تخلل هذه الحرب حالات القمع الشديدة والتي تصل إلى إعدامات جماعية ومسح قرى ومدن من الخريطة ،وتجفيف الأهوار ،وقتل الأكراد وتهجيرهم وسبي عوائلهم ووضعهم في معسكرات اعتقال قاسية جداً .بعد ذلك جاءت سنة1990وغزو الكويت وحرب أمريكا المدمرة التي خربت ودمرت كل ما يمت للحياة من صلة وحصارها الذي قضى على الحرث والنسل والذي شمل كل شيء يدخل في إدامة الحياة ،فضلا عن حصار ضربه الحاكم على الشعب العراقي أضيف إلى حصار أمريكا وصولا إلى الغزو الأمريكي عام 2003وتداعياته الخطيرة على النسيج الاجتماعي العراقي والحرب الطائفية التي أشعلها الاحتلال الأمريكي للعراق ،ولو وضعنا قضية الاحتلال البريطاني والأمريكي للعراق أنهما قد حدثا خلال 87سنة وهذا لا يحدث دائما في كل بلد ،بما فيها مصر .أن الذي حدث للشعب العراقي ومر فيه لم يمر فيه الشعب المصري ،ومع ذلك للشعب في العراق صولات لم يمحها التاريخ بسهولة كثورة 1920ضد الغزو البريطاني وكالانتفاضة الشعبانية عام 1991وعمليات المقاومة ضد الغزو الأمريكي وهي أحداث جسام يجب أن لا نبخسها حقها .فهل الذي جرى للعراقي كان ممنوعا حتى السفر طيلة أعوام طوال ، كالذي جرى للمصري سواء تحت حكم مبارك أو مرسي وهل تصح المقارنة بينهما ؟     

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/04



كتابة تعليق لموضوع : هل يُقارن بين العراق ومصر؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : مرتضى سامر ، في 2013/07/04 .

المقال فيه مجانبة للحقيقة وللاسباب التالية:
1- حكم مصر العتمانيون كما حكموا العراق فلا مبرر لوضع الاحتلال العثمانى شماعة نعلق بها تخلفنا وعشقنا للرجل الدكتاتور علمانى النزعة او معمم يقود الامة بكصكوصة الدين كيف لا وقد حباه الله دونا عن عباده بعقل نير ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد
2- حكم مصر استعماران الفرنسى بقيادة نابليون والاستعمار البريطانى كما هو الحال فى العراق
3- كان الملك فؤاد الاول التركى الاصل واجهة للاستعمار البريطانى فى مصر كما كان فيصل الاول واحهة لنفس الحهة فى العراق
4- حزب البعث وعصابته لم ينزل علينا من السماء ولم تصدره اسرائيل لنا لقيادة العراق بنير السطوة والجبروت بل كان حزبا منبثقا من الجماهير العراقية سنة وشيعة والكل تغنى بالقائد الرمز بلا استثتاء الى الحد الذى ذابت به معالم الطائفية فلم نعد نعرف من هو السنى ومن هو الشيعى
والدليل ان شخصا مثل صدام لايمكنه ان يجكم دولة مثل مصر وشعبا مثل المصريين على الرغم من العطاءات الواسعة التى اغدقها عليهم فى العراق الا انه فشل فى نشر حزب البعث فى مصر جيث نجح فى العراق ولم يستطع تجنيد فردا واحدا منهم فى الوقت الذى جند العراقيين كافة لابل حتى دويلة صغيرة مثل الكويت رفضه اهلها لم يجد الا عراقيا خائبا يجلسه على كرسى الامارة
ولو شئت لجلبت الاف الامثلة وخلاصة القول عامة الشعب العراقى شعب جاهل متخلف بالامكان قيادته ببساطة تنطبق عليه الاية القرانية فأستخف قومه فاطاعوه بالامكان قيادته بعثيا مثلما بالامكان قيادته دينيا تارة تنهب ثرواته وتزهق ارواحه باسم العروبة وتارة يقتل ويذبح باسم الدين ويستباح ماله باسم المذهب




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net