صفحة الكاتب : د . يوسف السعيدي

السلطه الابديه...وحكام يعرب
د . يوسف السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

قالها احدهم حتي في زمن الحرب. زمن التقهقهر والضعف وزمن اللا اخطاء. قال ان من حقه ان يفعل ما يشاء. بصفته الرئيس. الرئيس او الحاكم في الوطن العربي له الحق المطلق في فعل ما يريد. ان يريح البرلمانيين من الاتعاب و يحله بالكامل دون مبرر. ان يسترد حقائب الوزارات من وزرائه ويمنحهم عطلة. ان يذهب بالشعب كاملا حتي الي الجحيم فهذا ايضا من اختصاصه.
الحاكم اصبح من المقد سات في مفهوم السلطة العربية. والمدنس ان تقول او تنتقد الحاكم. فانت اذن متهم بتدنيس سلطته والمتهم. في هذه الحال. متهم حتى ولو ثبتت برائته.
من المفارقات في الانظمة العربية ان الحاكم يخلد في السلطة ما دام حيا. ويهتف له بالتخليد ميتا. فالحاكم العربي لا يموت ابدا. انهم اكثر الناس وفاءا للسلطة. احبوها حتي العظم ولن يتركوها حتي اخر الانفاس كما قال احدهم. لا يريدون ان يتركوها لاؤلائك الذين يريدون التغيير. لانهم – اي حاملوا فكر التغيير- في نظر النخبة الحاكمة غير مؤهلين لهذا الاستحقاق و غير جديرين لهذه المهمة. وهذه نقطة مشتركة بين النخبة الحاكمة والمجنون.
تتغير الد ساتير لتتماشى مع حاجيات الحاكم. ولا تتغير السلطه لتتماشي مع الد ساتير او مع رغبة العامة من الشعب. الانسان العربي تآلف مع الوضع ولم يعد هو ايضا يريد التغيير. الخوف من التغيير اجهض حلم المستقبل. اغتال قكرة البناء المشترك لكل المكونات بمختلف اطيافها وانتماءاتها. والعمل السياسي اجمالا لا ينضج بدون نقد وفكر اخر يحمل البديل.
ان مفهوم السلطة الابدية في منظومة الحكم العربي لها جذورها في التاريخ. هذا المفهوم افقدها مصداقيتها.. انتخاب الحكام العرب بالطريقة الحالية يغتال اي محاولة للخروج من المازق. فغياب فكر معارض ونقد بناء يطيل عمر هكذا سلطات ولو علي حساب شعوب قتلتها الوعود وطول الانتظار.....
الدكتور
يوسف السعيدي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . يوسف السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/08



كتابة تعليق لموضوع : السلطه الابديه...وحكام يعرب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : الدكتور يوسف الحيدري ، في 2013/08/19 .

سيادة الدكتور يعجبني مفالاتك الجرئية .... وواقعية النظر في الامور......نعم ان الحاكم العربي كما هو حالنا ... ولافرق طبعا بين اي بلد ....تتغير الد ساتير لتتماشى مع حاجيات الحاكم. ولا تتغير السلطه لتتماشي مع الد ساتير او مع رغبة العامة من الشعب. الانسان العربي تآلف مع الوضع ولم يعد هو ايضا يريد التغيير.... فحكامنا كالبعثي المقبور الذي كان رئيسا لكل منصب ... واليوم ترى حال بلدنا بفضل من اصبح رئيس ووزير كذا ووزير كذا والمخابرات وووووووو ....فقد تجاوز جنون العظمة..من حقه ان يفعل ما يشاء. بصفته الرئيس. الرئيس او الحاكم في الوطن العربي له الحق المطلق في فعل ما يريد. ان يريح البرلمانيين من الاتعاب و يحله بالكامل دون مبرر. ان يسترد حقائب الوزارات من وزرائه ويمنحهم عطلة. ان يذهب بالشعب كاملا حتي الي الجحيم فهذا ايضا من اختصاصه. ولك الشكر والتقدير لتشخيص حال الحكام وحاكمنا نوري.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net