صفحة الكاتب : واثق الجابري

السلة الواحدة في سوق المزايدات
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

.
مايخشاه العراقيون هو تحول الساحة السياسية الى المضاربات والمزايدات والمقايضات وتطور مفاهيمها , وصراع على المواقع والحصص وحلول التوافقات , التصدعات في العلاقات تحرك البوصلة بجر الحبل وبالنتيجة البحث عن مسميات مخترعة منها ( السلة الواحدة ) في تمرير القوانين , ظواهر غير حضارية تخرج الديمقراطية من ماهيتها في أليات التصويت والنقاش , تتجه نحو المزايدة بمفاهيم سوق البقالين الفاقدة للأهتمام بحماية المستهلك , قوانين كثيرة لا يزال الاختلاف مستمر عليها , منها قانون المحكمة الأتحادية والنفط والغاز وتجريم البعث وتعديل قانون المسألة والعدالة وقانون العفو العام وغيرها , غياب التوافقات وتحديد الهدف دفع كل جهة بأتجاه معين وأعتقد ان حلول السلة الواحدة حلول وسطية ترضي الجميع بصفقة واحدة .
الأختلافات على تشريع القوانين تعني وجود اشكاليات حقيقة وجوهرية ومهنية تحتاج للدراسة التفصيلية وعدم التوافق والتغاضي مقابل القبول في شبهات لا تزال عالقة ومثار للجدل , تولد التقاطعات من نقطة الشروع بالتطبيق لوجود الثغرات الكبيرة والنواقص التي تخدم طرف على الاخر .
الكتل السياسية مشكلتها إنها تختلف في تصنيف الأولويات والأهمية للقوانين , ائتلاف دولة القانون يصر على تمرير قانون تجريم البعث والعراقية على تعديل المسألة والعدالة , والتحالف الكردستاني على قانون النفط والغازالذي كان نقطة خلاف بين الأقليم والمركز طيلة سنوات , والبعض من هذه القاوانين مناقض للأخر . ربط القوانين ببعضها وتمرير قانون مقابل الاخر وكأن هذا القانون او ذاك بجهة دون أخرى , جعل من تمريرها يمر بالمطابخ السياسية السرية والتصويت بألية التصويت السري , وما يجعل دائرة النقاش وأشباع الفقرات دراسة في حلقة ضيقة محصورة برؤوساء الكتل , رغم أهميتها وتعلقها بشعب من المفترض أن يكون مصدر للسلطات وربما يستوجب في بعض الأحيان تدخله وأعتراضه او أخذ رأيه بالاستفتاء , وهنا رؤوساء الكتل لا يتجاوز عددهم الاصابع ويترك بقية النواب ويختزل رأي شعب كامل بأشخاص , هذا النمط من الممارسات خروج عن المألوف والاختصاص والعلمية والمهنية وتكون التبعات كثيرة الأخطاء كما في تجارب سابقة جعلت من القوانين حبر على ورق ومثار للشبهات والجدل وسبب للأزمات , وبدل الألتقاء وخدمة الصالح العام صار التطبيق أنتقائياً حسب الانتماءات الحزبية , والطرف المعترض او المتحفظ لا يخضع للتنفيذ , وبعض التشريعات تم قرائتها أكثر من مرة والاخر في طور التشريع او في مراحلة الاولى والأقرا بهما في سلة واحدة قفز على المراحل .
الفترة التشريعية قاربت الانتهاء وقارب وقت المزايدات والشعارات والدعايات الأنتخابية ويحاول كل طرف ان يرفع راية الوطنية , وبالنتيجة المواطن يدفع ضريبة قوانين مستعجلة بسلة واحدة نتيجة الضغط الشعبي وأرضاء للجمهور دون أدراك خطورة وأهمية التشريعات وتراكم الاخطاء وترحيلها للدورات القادمة .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/09



كتابة تعليق لموضوع : السلة الواحدة في سوق المزايدات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net