صفحة الكاتب : مهدي المولى

هزيمة الاسلام السياسي ام هزيمة الديمقراطية
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

اي نظرة موضوعية لما يجري من حولنا يقول لنا ان الاسلام السياسي هو الذي انهزم ان الاسلام السياسي هو الذي اثبت فشله واثبت انه لا يصلح للحكم بل انه اساء اساءة بالغة للاسلام ولرسالة الاسلام ولاهل الاسلام
فعندما كان انصار الاسلام السياسي يتبجحون ويتظاهرون بالعفة والتضحية ونكران الذات وانهم لا يرغبون من الدنيا الا الخير للناس اجمعين كل الذين يرغبون به هو خدمة الاخرين رضا الاخرين التضحية للاخرين لا شك ان مثل هذه الشعارات والصرخات تجذب الكثير من المسلمين باعتبارهم مؤمنين بقيم الاسلام وبأنصار الاسلام في صدره الاول ومن هذا المنطلق ايدهم المسلمون ووقفوا الى جانبهم
وعندما اقدم انصار الاسلامي السياسي على ترشيح انفسهم  للحكم  اتجهت الاغلبية من المسلمين الى   تأييدهم والتصويت لصالحهم خاصة انهم تظاهروا بأختيار طريق الديمقراطية وفعلا وصلوا الى كرسي الحكم عن طريق الديمقراطية 
الغريب في الامر انهم رغم وصولهم الى كرسي الحكم عن طريق الديمقراطية الا ان نواياهم  غير صادقة وغير نزيهة  اي كان هدفها الغاء الديمقراطية القضاء على الديمقراطية وابعاد وقمع واضطهاد كل من يدعوا  الى الديمقراطية كل من يعمل على خلق قيم ومبادئ ديمقراطية
لهذا فانهم صنعوا لهم ديمقراطية وفق مقاسهم  الخاص ووفق عقولهم المتخلفة
 فمن اسس الديمقراطية واصولها هي ان  يحترم كل الاراء كل الافكار كل المعتقدات والقبول بها والنظر لها بقدسية واحترام وعدم التشكيك فيها وبمن يطرحها والضمان لكل ابناء الشعب المساوات في الحقوق والواجبات
لكن انصار الاسلام السياسي من الاخوان والسلفية الوهابية مجرد وصلوا الى الحكم اعلنوا الغاء الاخرين وافكارهم بل اصدروا فتوى بذبحهم والقضاء عليهم لانهم كفرة
حيث اعلنوا الحرب على  المسلمين الذين يختلفون معهم ببعض الافكار الجزئية مثل الشيعة الصوفية السنة المعتدلين اضافة  للمسيحين العلمانيين الليبراليين القوى الديمقراطية والوطنية والقومية وكانت  المذبحة التي قامت بها المجموعات السلفية الوهابية والاخوانية ضد مجموعة من الشيعة وذبحهم وسحلهم في الشوارع ثم تقطيع اشلائهم الا بداية لذبح كل الاطياف وكل التيارات في مصر
لهذا خرج الشعب المصري بكل مكان من ابناء مصر متحديا محمد مرسي وانصار الاسلام السياسي طالبا عزل محمد مرسي ومجموعة الاسلام السياسي وفعلا اطيح بمرسي ومجموعة الاسلام السياسي
وهذا الحالة بدأت في كل البلدان التي وصل الاسلام السياسي فيها الى الحكم في تونس في ليبيا
وهكذا اثبت ان  حكم الفكر الواحد الحزب الواحد الحاكم الواحد الدين الواحد يؤدي الى افساد الفكر والحزب والحاكم والدين وافساد الشعب وبالتالي تدمير الشعب والوطن
اذن يمكننا القول الاسلام السياسي هو الذي انهزم لان انصاره  خدعوا الاخرين وأضلوهم وعندما وصلوا الى الحكم  تنكروا لكل وعودهم وقالوا نحن الاحسن والافضل وبيدنا  مفتاح الحل
 نعود الى الشطر الثاني هل هزمت الديمقراطية
الحقيقة الديمقراطية لا تهزم ابدا واذا رأينا بعض الانظمة انهزمت سقطت انها ليس ديمقراطية لكنها تتظاهر بالديمقراطية تتبجح بالديمقراطية فهل نظام صدام القذافي الانظمة الاشتراكية ديمقراطية فهذه انظمة دكتاتورية بل انها اكثر وحشية من الانظمة الدكتاتورية المعروفة
المعروف ان الانظمة الدكتاتورية الاستبدادية تفسد نفسها وتفسد  الشعب وعندما ترى نظامها بدأ يتزعزع وبدأ الشعب يتذمر تزداد في الافساد   ونشره بين ابناء الشعب وتزداد في اضطهاد الشعب وقمعه وهكذا يبدأ انهيار النظام والشعب والوطن
على خلاف الديمقراطية فالديمقراطية تصحح الاخطاء وتتجنب السلبيات
علينا ان نفهم ونعلم ان الديمقراطية ليس ملابس نلبسها فاصبحنا ديمقراطيين ثم نخلعها فاصبحنا غير ذلك
الديمقراطية سلوك قيم اخلاق خاصة بها لا يمكن ان نأخذ بها ونتخلق بأخلاقها الا بعد تجربة ممارسة ووقت كالسباحة  يتطلب  اولا الدخول الى البحر ثم ممارسة السباحة مرات عديدة ويجب ان يكون المدرب المعلم فعلا سباحا ماهرا يجيد فن السباحة
وكذلك الشعب لا يتعلم الديمقراطية الا اذا دخل بحر الديمقراطية ومارس الديمقراطية في ظل قيادات ديمقراطية بارعة لا مزيفة
للاسف الشعوب العربية والاسلامية لا تعرف شي عن الديمقراطية وغير متعودة عليها  بل عاشت في ظل عبودية  مظلمة واعراف عشائرية متوحشة وفجأة وبدون مقدمات رموها في بحر الديمقراطية
مثل مجموعة من البشر لا يعرفون العوم وقامت قوى اخرى برميهم وسط البحر فاخذ كل واحد يمسك بالاخر يغرق الاخر من اجل انقاذ نفسه
وهذا ماحدث لكثير من الشعوب العربية التي اطاحت بالانظمة الدكتاتورية المستبدة ومنها الشعب العراقي 
شعب عاش  قرون في ظل العبودية والذل يبيعه الطغاة للطغاة  فاصبحت العبودية جز من قيمه من اخلاقه من دينه فالخروج عليها خروج على القيم على الاخلاق على الدين
وفي 9 -4 -2003  جاءت القوات الامريكية ورمت الشعب العراقي في بحر الديمقراطية لا شك ان الحرية غريبة علينا بل هناك من رفضها وهناك من اعلن الحرب   بحكم  القيم واخلاق ودين العبودية التي تحكمه فاخذت كل مجموعة تخاف الاخرى   مما ادى الى فقدان الثقة بين هذه المجموعات فاخذت كل مجموعة تعمل بالضد من الاخرى بل اخذت تتعاون مع جهات اجنبية معادية  لكل العراقيين من اجل سحق المجموعة الاخرى
فاذا فشل وانهزم الشعب في بناء الديمقراطية لا يعني ان الديمقراطية فشلت وانهزمت ابدا  لان الشعب غير ديمقراطي لان الشعب لم يتخلق بقيم واخلاق ودين الديمقراطية
ومع ذلك اقول ان الشعوب دخلت بحر الديمقراطية   انها ستتعلم الديمقراطية  وان كانت هناك مصاعب وهناك متاعب وهناك اخطاء وسلبيات فالذي يدخل البحر يتعلم السباحة 
فالشعوب العربية دخلت بحر الديمقراطية ولا بد ان تتعلم فنونها اخلاقها قيمها فالديمقراطية لا تنهزم ابدا
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/09



كتابة تعليق لموضوع : هزيمة الاسلام السياسي ام هزيمة الديمقراطية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net