صفحة الكاتب : عامر هادي العيساوي

قسمة ( افنيخ ) ( واحد أبمطي وعشرة أبرحل )
عامر هادي العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعيدا عن المزايدات والمناقصات الرائجة هذه الأيام وأنصافا للتاريخ والحقيقة  أقول بان العهد الملكي يمثل بالنسبة لتاريخ العراق الحديث الفترة الذهبية من حيث سيادة القانون والمثل النبيلة والأخلاق العالية وتقوى الله في دماء الناس وأموالهم  ويكفي تلك المرحلة فخرا أن ملك العراق آنذاك حينما حاول إطلاق سراح سائقه بكفالة من التوقيف بسبب حادث مروري رفض القاضي ولم ينزعج الملك من هذا التصرف .

بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية التي انتهت بقيام الدولة العبرية وجد(حكماء يني صهيون) أن الأنظمة الملكية في العراق ومصر والمنطقة بشكل عام  تشكل خطرا على مستقبلها نظرا لتمتعها بالاستقرار النسبي وسيرها في الاتجاه الصحيح وتمتعها بعلاقات رصينة مع الغرب لذلك قرروا العمل على إسقاطها وتسليم السلطة فيها  إلى رجل يدعى (افنيخ )يتقاسم السلطة فيها هو وأبناؤه , صحيح أن المرحوم عبد الكريم قاسم قد فاجأهم وخيب آمالهم ولكن ذلك لم يدم طويلا إذ سرعان ما هزمه (افنيخ )وقتله بطريقة وحشية . 

ولست ادري إذا كان( افنيخ )هذا حقيقيا أم هو من صنعهم وفي كل الأحوال فان( افنيخ ) يعتبر مؤسس حكومات الشراكة الوطنية وواضع أسس وقوانين اقتسام الكعكة العائدة للشعوب الخاضعة لتلك الحكومات ومن شعاراته في هذا الباب ( إذا أردت أرنبا  فخذ أرنبا أما إذا أردت غزالا فخذ أرنبا أيضا) ومنها أيضا ( واحد أبمطي وعشرة أبرحل ) ومعناه أن الحمار من حصة( افنيخ) أما غطاء ظهر الحمار فانه سيكون للشعب الذي سيتقاسمه بقوة السلاح .

لقد خضع العراقيون إلى طغيان (افنيخ ) لأكثر من أربعين عاما وقد تفنن خلالها  في إذلالهم واضطهادهم حتى تملكهم الخوف  ويئسوا من خلاصهم واستسلموا بقدرية عجيبة إلى كافة نزواته وإمراضه وعقده ولم يقاوموا إلا بالنياح والحزن وأغاني( الابوذية )الجنائزية التي تفتت القلوب أو رفع أيديهم إلى السماء بالدعاء سرا ومن دون مغامرة أو خسارة (اللهم ارفع هذه الغمة عن هذه الأمة ) أو (اللهم انصر المسلمين يدوله تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله ) والى آخر ما يلجا إليه المساكين في مثل تلك الضر وف.

ثم جاء عام 2003 وسقط( افنيخ) وظن العراقيون أن السماء قد استجابت لادعيتهم فأرسلت قوة عظيمة من وراء المحيطات من اجل إنقاذهم حيث لم يهن على الله أن يرى (عبيده الأتقياء السائرين على الصراط المستقيم ) يعاملون بتلك الطريقة البشعة والمذلة خاصة وان أمرهم أصبح بأيدي قوم يؤدون الصلاة في أوقاتها وسيماهم في وجوههم من اثر السجود لا تفارق أيديهم المسبحة ولا تسقط من أصابعهم الخواتم فهل نجا  العراقيون وتخلصوا فعلا ؟

لقد كان( افنيخ) في العهد المباد رجلا واحدا يقيم في بغداد لا يرى الناس ولا الناس تراه إلا من خلال أجهزة الإعلام ولا احد يعرف ماذا أعطى وماذا اخذ أما اليوم في العراق الجديد فقد ظهر( افنيخ) وظهر معه الآلاف من إخوته وأبنائه الذين انتشروا في العراق طولا وعرضا في بغداد وفي مراكز المحافظات وفي الاقضية والنواحي وجميع القرى القريبة والنائية . انك عندما تتجول اليوم في العراق الجديد ثم ترى عن يمينك أو يسارك قصرا عظيما تعرف فورا انه يعود إلى احد أبناء( افنبخ) الصغار وحين ترى موكبا من سيارات حديثة من طراز واحد ولون واحد تسير بسرعة البرق تستنتج فورا أن احد أخوة( افنيخ )قد مر من هنا   وحين تأخذك سيارتك إلى المدن العراقية التي تعاني اليوم مما يشبه الاحتلال من قبل الأجهزة الأمنية بحجة مكافحة الإرهاب فهي والأرض المحتلة تقعدان على مقعد واحد ثم لسبب ما تحاول الوقوف على جانب الطريق فسوف يتصدى لك فورا أجد الجنود (ممنوع حجي ) وحين تعترض او تحتج بوقوف عدد من السيارات فسوف يجيبك فورا (إنها تعود إلى أحفاد( افنيخ) فهل لديك اعتراض ؟ ).

إن سيارات الدولة الحديثة الطراز المشتراة بأموال العراقيين أصبحت ألعوبة بيد أطفال المسئولين بينما يتشوق أطفال الفقراء إلى لعبة معادة أو مصنوعة من الطين .

وأخيرا أقول كلاما لكافة السياسيين عربا وكردا شيعة وسنة وعليهم أن يعلقوه في أذانهم كالأقراط : إن الهوة بينهم وبين شعبهم تتسع باطراد وإذا لم ينتبهوا فمن يدري فقد تستجيب السماء مرة أخرى لدعاء المحرومين فانتبهوا انتبهوا انتبهوا  قبل فوات الأوان .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر هادي العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/11



كتابة تعليق لموضوع : قسمة ( افنيخ ) ( واحد أبمطي وعشرة أبرحل )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net